تصاعدت حدة الانتقادات ومشاعر غضب برلمانيين أعضاء في حزب الخضر المعارض، والحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم "إس ب أو"، إزاء الدعوة التي وجهها رئيس حزب الحرية اليميني، هاينز شتراخه، لنظيره، جيرت فيلدرز، رئيس حزب الحرية اليميني الهولندي، "بي في في"، لإلقاء محاضرة في سياق حلقة نقاش ينظمها الحزب النمساوي في العاصمة فيينا تحت عنوان "الأسلمة وتهديد أوروبا". وانتقد سكرتير عام الحزب الاشتراكي الديمقراطي بولاية فيينا، جيورج نيدرمولبيخلر، المحاضرة واعتبر أن هدفها "إثارة الإسلاموفوبيا"، كما انتقد السماح للحزب اليميني باستخدام مكان له دلالة تاريخية، في إشارة إلى تنظيم المحاضرة في صالة الاحتفالات الكبرى الملحقة بقصر تاريخي عريق يقع في قلب العاصمة فيينا، بينما أعرب السياسيان المنتميان لحزب الخضر المعارض، ألبرت شتاينهاوزر، وهارالد فالسير، عن عدم رضاهم في بيان قالا فيه "من غير المقبول إطلاقاً" استخدام قصر "هوف بورج"، الذي يعد من ممتلكات الدولة، كمكان لخدمة اليمينيين المتطرفين. وأكد حزب الحرية اليميني "إف ب أو"، الذي يعد أقوى حزب معارض في النمسا، المعلومات، التي تسربت في وقت سابق حول توجيه دعوة لرئيس حزب الحرية اليميني الهولندي، "بي في في"، بالتزامن مع زيادة المخاوف من وقوع أعمال عنف واحتجاجات من قبل الجماعات اليسارية المناهضة للتيارات اليمينية المتشددة في أوروبا، احتجاجاً على حزب الحرية، الذي دأب على اتباع سياسة معادية للأجانب والمسلمين في النمسا، وتحميلهم مسؤولية زيادة معدل الجريمة والبطالة واتهامهم برفض الاندماج في المجتمع النمساوي وتكوين مجتمعات موازية. ويرى مراقبون أن موضوع الندوة يأتي متوافقاً مع إيديولوجية حزب الحرية اليميني، التي يتعمد إلى استغلال النعرات العنصرية والدينية لتحقيق غايات وأهداف سياسية، كمحاولة لجذب المزيد من الأصوات الانتخابية، استعداداً لخوض انتخابات برلمان ولاية فيينا المقبلة، المقرر إجراؤها في شهر أكتوبر القادم، حيث يحاول حزب الحرية اليميني، تحقيق فوز يفرضه على أي تحالف جديد يحكم ولاية فيينا لمدة خمس سنوات قادمة.