تضامن عدد من أعضاء برلمان فيينا من الحزب الاشتراكي، اليوم الجمعة، مع العضو المسلم، عمر الراوي، ممثل الحزب في البرلمان حين رفع خلال جلسة برلمانية شعاراً مندداً بمحاضرة "معادية للإسلام". وأفاد مراسل "الأناضول" أن المحاضرة المعادية للإسلام سيلقيها مساء اليوم، السياسي اليميني الهولندي المتشدد، جيرت فيلدرز، رئيس حزب "من أجل الحرية" بدعوة من زعيم حزب الأحرار اليميني النمساوي المتشدد كريستيان هانز شتراخه. ورفع البرلمانيون المتضامنون لافتات تحمل شعار "لا للكراهية والتحريض ضد المسلمين.. ولن يكون ذلك باسمي". وفي تصريحات ل"الأناضول" انتقد الراوي المحاضرة كون فيلدرز معروف بكراهيته للإسلام ودائم التحريض ضده وضد المسلمين. وأضاف أن إلقاء محاضرة بعنوان "التهديدات ومخاطر الإسلام في أوروبا" يهدد التعايش السلمي والحضاري بين الأديان والإثنيات المختلفة. وفي هذا السياق أعلن شباب الحزب الاشتراكي بفيينا، أن محاضرة فيلدرز من شأنها "تأجيج المشاعر المعادية ضد المسلمين والإسلام". وأضافوا في بيان نقلته وكالة الأنباء النمساوية الرسمية ( أ ب أ) اليوم، أن "حزب الأحرار اليميني النمساوي المتشدد الداعي للمحاضرة يقود حملة ممنهجة للتحريض ضد الإسلام والمسلمين بهدف بث مشاعر الخوف لدي الناس ضد الإسلام والمسلمين ويحملهم مسؤولية كل المشاكل". وأعرب الشباب الاشتراكي عن عدم ترحيبه بالسياسي الهولندي في فيينا. وكان وزير الخارجية النمساوي، سابستيان كورتس، انتقد المحاضرة التي سيلقيها فيلدرز. وقال إن المحاضرة "ستعمل على استمرار تقسيم المجتمع"، قبل أن يضيف "من ليس مخالفاً للقانون الجنائي يجب أن يكون له مكان في الدولة الديمقراطية حتى ولو لم يعجبنا." وأكد الوزير النمساوي إصرار بلاده على تعزيز الحوار بين الغرب والإسلام من خلال الأممالمتحدة، مشدداً على الحاجة إلى تعزيز التعايش بين جميع الأديان في أوروبا من أجل تقليل مساحة الأرض الخصبة للتطرف. وكانت دعوة شتراخه للسياسي الهولندي قوبلت برفض وانتقادات من حزبي الخضر والحزب الاشتراكي، حيث اعتبرها سكرتير الحزب الاشتراكي الديمقراطي في فيينا "جورج نيدرمويبيخلر"، أن الحدث يمثل دعاية لكراهية الإسلام، منوهاً إلى تنظيم المحاضرة في مكان تاريخي مثل هوب بورج إساءة كبيرة للتاريخ. بينما انتقد السياسيان المنتميان لحزب الخضر "هارالد والسر" و "ألبرت شتاينهاوسر"، استخدام "هوف بورج"، واعتبراه "دعاية مملة"، ورفضا استخدام القصر المملوك للجمهورية ليصبح مرتعاً للمتطرفين. وكان حزبا "الأحرار" النمساوي و"من أجل الحرية" الهولندي قد أنشأ تحالفاً في البرلمان الأوروبي بعد الانتخابات الأوروبية العام الماضي، لكن التحالف فشل لعدم حصوله على التأييد الكافي من أنصار أحزاب اليمين الأخرى.