أثارت بعض حلقات برامج التوك شو مؤخرا لعدد من الإعلاميين، والتي تضمنت العديد من «الشتائم والبذاءات» على الهواء مباشرة، غضب الكثير من خبراء الإعلام، وفتحت تلك الحلقات ملف وظاهرة الحوارات الهابطة والفوضى الإعلامية، والحرية الغير مسئولة التي تشهدها وينتهجها عدد من مقدمى البرامج والقنوات. وأعرب الإعلاميون عن استيائهم، وأسفهم بسبب تدنى الحوار، والحال الذي تحولت فيه شاشات التليفزيون، إلى «حارة ردح» على عكس الرسالة الإعلامية، والتي من واجبها الإرتقاء بذوق المشاهد وتوعيته وتثقيفه. أستطلعت «البوابة نيوز» آراء خبراء الإعلام حول انتشار تلك الظاهرة في البرامج، أكد عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، أن الإعلام المصرى يعد رائدا، ويجب أن يحافظ على مكانته ورسالته ومسؤليته في تقديم الرقى وتثقيف المواطنين، مشيرا إلى أن خروج البعض عن الالتزام بالمهنية وتلويث أذن وعين المشاهد سواء بألفاظ جارحه أو مشاهد لا تتناسب مع القيم التي تربينا عليها، أمر مرفوض وسوف يتم ضبطه عقب إنشاء المجلس الوطنى للإعلام المنوط بمحاسبة وردع المخطىء، والذي يتضمن مجموعة من البنود في حالة إقرارها، وتطبيقها سوف تحد بنسبة 90% من الفوضى التي يشهدها الفضاء الإعلامي. وأضاف «الأمير» أنه يجب على مقدمى البرامج أن يحرصوا على مستوى الأداء المهنى والأخلاقى دون رقيب وان يكون لديهم رقابه داخلية نابعه من ضمائرهم. وأعرب صفوت العالم استاذ الإعلام بجامعة القاهرة، عن استيائه من حلقات الشتائم والمداخلات التليفونية التي تتسم بالأسلوب الهابط، مشيرا إلى أن المنافسة أصبحت في التدنى وليس الإرتقاء بالذوق العام رافضا أسلوب بعض المذيعين الذين ينتهجون تلك السياسة، لافتا إلى أنه لا يمكن استمرارهذه النوعية من مقدمى البرامج بهذا الشكل، موضحا أن الإعلامي يستطيع نقد كل شىء حوله دون شتائم ولا يمكن لأى إعلامي الإعتماد على الإنفعالات والسباب. وأضاف «العالم» أن الفوضى الإعلامية وعرضها لمشاهد تؤذى مشاعر ونظر وسمع المتلقى، مؤكدا أن الأداء الإعلامي يعيش حالة من «الهبل والرزالات» مشيرا إلى أن البلد "صواملها مفكوكة " ولا يوجد رقابه ومسئول يحاسب من يخطىء. وأكد الإعلامي أمين بسيونى، أنه غير راض عن مستوى الحوار الهابط لبعض الإعلاميين وبرامج التوك شو، مشيرا إلى أن المسأله أكبر من الإعلام نفسه فالفضاء الإعلامي والأقمار الصناعية جعلت رسالة الإعلام أكثر من المحلية، لتصبح رسالة قومية دولية، موضحا أن التزام الإعلاميين برسالتهم يكون من الداخل ومن ضمائرهم واحساسهم بأنهم عضو في الأسرة، ويجب أن يسألوا أنفسهم قبل مناقشة أي قضية أو حدث هل يقبلون أن يسمع تلك الألفاظ الخارجه أسرهم. وأشار «بسيونى» أن الرقابة على الإعلام في هذا الفضاء الفسيح انتهت ويجب على مقدمى البرامج أن يشعروا بقدسية رسالتهم فهم يدخلون كل بيت، وعليهم التنافس في الأفضل وتجويد ما يقدمون ومناقشة القضايا الجادة. وأشارت الإعلامية سهير شلبى، إلى أن الفضاء الإعلامي يشهد حالة من التخبط مؤكدة انها مصدومه من الحرية الإعلامية الغير مسئولة من بعض الإعلاميين. ووصفت «شلبى» الحوارات بالهابطه وتضمن بعض البرامج على وصلات «ردح» إضافة إلى اعتماد العديد على مناقشة قضايا عنف بهدف الإثارة «بإعلام وجع القلوب» والمحبط، مشيرة إلى انها يوميا تشاهد أم ترمى ابنتها في القمامة، وآخرون يغتصبون فتاة وبنت تقتل أمها، بالأضافه لذبح المصريين وذبح الحيوانات وقتل الجنود الأبرياء والمدنيين الضحايا والانفجارات، واستضافة نوعيات غريبة من الضيوف ناهيك عن تقاليع الاشتباكات بين المذيعة والضيف التي لم نشهدها من قبل، فيأتى الإعلام ليثقل على كاهل المواطنين بالألفاظ والشتائم. وأكدت «شلبى» أن الإعلام بهذا الشكل يدفع الشعب للإصابة بالأمراض النفسية والجسدية مطالبة بعودة الرقابة بالرغم من أنها لا تفضلها، ولكن الوضع الآن بحاجة إليها، لافتة إلى أن التليفزيون المصرى رغم أن اسهمه تراجعت قليلا إلا أنه ما زال محافظا على آداب الحوار والتقاليد التي تربينا عليها.