ماذا حدث للفضائيات؟ سؤال أصبح يفرض نفسه بقوة علي الأذهان في ظل حالة الفوضي غير المسبوقة التي أصابت مضامين غالبية القنوات الفضائية. وما بين الشتائم والسباب إلي موضوعات الإثارة السفيهة علي شاكلة "بورنو" انتصار. وخيانة زوجات "هايدي كرم" و"ازدراء أديان" إسلام بحيري و"عفاريت" ريهام سعيد و"السباب والألفاظ الخارجة" لوائل الإبراشي و"وصلات الردح" بين تامر أمين وسعد الصغير. والملاحقات القضائية التي تواجه العديد من البرامج. يبقي السؤال من يحاسب الإعلام علي فوضاه ومن يدفع فاتورة تلك الفوضي؟ الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة قال: إن الأداء الإعلامي خلال الأعوام الأخيرة شهد العديد من الظواهر التي أصبح من الضرورة مواجهتها بوضع ضوابط إعلامية حاسمة تؤدي للحد من الممارسات والمضامين السلبية غير المسبوقة والتي انتشرت علي الفضائيات مشيرا إلي أن ما يحدث يعتبر فوضي إعلامية حقيقية تبعد الإعلام عن رسالته الأساسية في نشر القيم والضوابط الأخلاقية في المجتمع والمساهمة في زرع قيم الانتماء للوطن والحفاظ عليه مضيفا أن بعض البرامج تفاجيء دائما المشاهدين باختيار موضوعات غريبة كمناقشة موضوعات تهدد ثوابت الدين وأخري تنشر الفجور وثالثة تعتمد علي فقرات الإثارة واستفزاز الضيوف في خروج واضح علي معايير الأداء الإعلامي وضوابطه. وأشار إلي ضرورة أن تتابع الجهات المعنية مراقبة كل قناة ومراقبة مضامين البرامج وسلوك الضيوف والمذيعين المقدمين لتلك البرامج ومحاسبتهم وعقابهم إذا خالفوا قواعد العمل الإعلامي ومواثيقه. الدكتور حسن عماد مكاوي أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة قال: الإعلام يعاني من فوضي وعشوائية بسبب عدم وجود قوانين منظمة له وهو ما سمح للعديد من القنوات الفضائية بالوصول إلي الحالة التي وصلت إليها حولت معها شاشات التليفزيون إلي ساحات حرب كلامية ووصلات ردح وسباب ومناقشة موضوعات لاتهم المواطن من قريب أو بعيد مشددا علي أن اساتذة وخبراء الإعلام انتهوا بالفعل من وضع القانون الموحد للإعلام الذي ينظم عمل جميع الوسائل الإعلامية وفقا للدستور مؤكدا أنه يحفل بالعديد من المميزات أبرزها منع احتكار رجال الأعمال للوسائل الإعلامية أو وجود تمويلات خارجية لتلك الوسائل إضافة إلي وجود رقابة علي ميزانيات القنوات والتي ستعلن بشفافية ومعرفة السياسة التحريرية وهوية أي قناة وإلي أي تيار تنتمي مشيرا إلي أن تلك البنود في حالة تطبيقها ستمنع برامج الشتائم والحوارات الهابطة التي تهدد بالذوق العام وتبتعد بمضمونها عن المضمون التحفيزي المطلوب لبناء الدولة وعبور المرحلة الحالية. الإعلامية نجوي أبوالنجا قالت: للأسف الشديد الإعلام المصري حاليا يعيش أزمة كبيرة بسبب فوضي الإعلام الخاص التي تخرب العقول وتنتشر الفكر المتطرف وتبحث فيه الفضائيات والبرامج عن الإعلان قبل الإعلام دون النظر إلي المحتوي أو قيمته التي ستصل للمشاهد واعتقد أن هناك الآن ضرورة ملحة إلي وجود قوانين إعلامية حاسمة ورقابة متواصلة علي البرامج والقنوات المختلفة التي تضخ فيها ملايين الجنيهات ولكنه في الوقت ذاته يدمر أجيالا بمضمونه الفج الخالي من أي هدف. المهندس صلاح حمزة العضو المنتدب السابق لشركة النايل سات قال: عقود شركة النايل سات مع جميع القنوات الفضائية المصرية التي تبث من داخل مدينة الإنتاج الإعلامي والمنطقة الحرة تتضمن العديد من البنود واللوائح التي تتعلق بضرورة الحفاظ علي قيم وأخلاقيات المجتمع وألا تتضمن تلك القنوات في برامجها ما يسيء إلي المجتمع أو غير ذلك من الشروط والضمانات اللازمة للحفاظ علي الأمن السلمي والاستقرار المجتمعي ولكن للأسف الشديد ما يحدث في القنوات الفضائية منذ فترة لا يمكن معه إغلاق القنوات لأن الذي يحدث أن برنامجا واحدا أو ضيفا أو فقرة في برنامج هي التي تتضمن إخلالا بتلك العقود أما السياسة العامة للقناة لا تكون متتبعة لذلك طوال الوقت وهو ما لا يمكن معه إلا توجيه الإنذار فقط دون اتخاذ قرار حاسم بالغلق. أضاف: للأسف الشديد ان غالبية القنوات الفضائية ومذيعيها يتجهون للشهرة في معظم الأحيان ولذلك نراهم يتحدثون عن موضوعات غريبة كالجنس والجن والبلطجة مستغلين مساحة الحرية في الإعلام دون مراعاة لضوابط المجتمع أو عاداته وتقاليده ولذلك لم يعد هناك حل لمواجهة الأفكار الغربية لتلك الفضائيات سوي من المشاهدين أنفسهم.