قرار النايل سات بإيقاف 12 قناة فضائية.. وإنذار 20 قناة أخري لارتكابها مخالفات.. إما بنشر الدجل والشعوذة.. أو محاولة بث الفتنة الطائفية.. أو الترويج لأدوية وأساليب علاج بدون ترخيص.. هذا القرار جاء لوقف فوضي الفضائيات التي حدثت في السنوات الأخيرة.. وظهور دعاة غير متخصصين في شئون الدين وإصدارهم فتاوي تثير البلبلة وتضلل البسطاء من الناس. القرار جاء متأخراً لأن بعض الفضائيات لم تلتزم بأخلاقيات مهنة الإعلام.. واعتمدت علي الاثارة ونشر الاباحية والفضائح.. وإجراء مسابقات دينية تهدف لحصد ملايين الدولارات والجنيهات.. بلا أي رسالة إعلامية. حرية الإعلام لا تعني التجاوز.. أو انتهاك حرية الأسر.. وانتهاك قيم المجتمع أو تلويث سمعة العائلات.. أو بث السباب والشتائم بشكل متواصل.. يثير استفزاز الناس. حرية الإعلام.. تقابلها مسئولية.. تتطلب ضوابط لتلك الحرية.. وضوابط تحمي قيم المجتمع.. وتحافظ علي حق المشاهد في المعرفة. بعض الفضائيات تصورت أن حرية الإعلام تعني الانفلات والفوضي.. فلم يعد غريباً أن يخرج متحدث أو مذيع أو ضيف علي الشاشة.. ويوجه اتهامات جزافية لآخرين تؤدي للاضرار بهم وعائلاتهم. القائمون علي بعض الفضائيات تصوروا أن الحرية هي أن تطلق لسانك وتنهش في اعراض الناس.. أو تقدم مشاهد اباحية تخاطب غرائز الشباب.. بدعوي الانتشار.. أو جلب الإعلانات. الإعلامي الحقيقي.. هو الذي يستغل مناخ الحرية لخدمة الناس والمجتمع.. يستثمر الحرية في ابراز الحقائق.. وتزويد الناس بالمعلومات المفيدة.. وطرح مشاكل الناس وقضاياهم والبحث عن أفضل الحلول لها. الإعلامي الشاطر.. هو الذي يستغل مناخ الحرية.. في كشف الحقائق.. من خلال الرأي والرأي الآخر.. وطرح السلبيات والإيجابيات.. حتي يكون معبراً عما يجري في المجتمع بأمانة وموضوعية. ما اسهل الظهور علي الشاشة.. وتوجيه الشتائم والسباب.. وتوزيع الاتهامات الجزافية علي الناس.. بدعوي أن .قلة الأدب. تشد انتباه المشاهدين.. أو اصدار الفتاوي الغريبة يجذب الناس.. والإعلانات حتي لو كانت تثير البلبلة.. وتضر بالجمهور. حرية الإعلام.. لا تعني اثارة الفتنة.. بإطلاق متطرفين علي الفضائيات يسيئون للأديان.. ويكفرون المجتمع.. ولا يترددون في المطالبة بقتل بعض الناس. الحرية تقابلها مسئولية.. وليست فوضي تتحول إلي مفسدة.