أكد الأمين العام للمنتدى العالمي للوسطية المهندس مروان الفاعوري على أن هناك مخططا ينفذ الآن من أجل تفكيك الأمة ، حيث بدأ بالعراق ثم سوريا واليمن وليبيا ولم يبق من حلقاته إلا مصر والسعودية والأردن..مشيرا في هذا الصدد إلى أن العلاقات العربية - العربية الحالية "لا تعبر عن آمال الشعوب" وقال الفاعوري – في تصريح لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط في عمان– "إن هناك عشرات الآلاف من المهجرين في بقاع العالم العربي والإسلامي وهو ما يجعل المشهد صعبا"..مطالبا بضرورة أن يكون هناك نداء لاستهاض الأمة على مستوى الحكام والعلماء والحركات والتيارات للخروج من حالة الصراع والتوجه نحو أجندات محددة للبناء والتنمية. وشدد الأمين العام للمنتدى العالمي للوسطية على أن المنتدى كان ولايزال وسيبقى صاحب الدور الإيجابي في "حلحلة" النزاعات التي من شأنها أن تزيد من حدة التطرف في العالم العربي والإسلامي. وأعرب الفاعوري عن أمله في أن تكون القيادة السعودية الجديدة جامعة للأمة وأن تسهم في "حلحلة" الإشكالية التي جرت في العالم الإسلامي الآن وانقسام المؤسسات الدينية ، قائلا "إن السعودية تملك رمزية عالية جدا علاوة على أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحظي بشرعية وشعبية كبيرة". وتابع "أعتقد أن الملك سلمان يمكن أن يكون هو الشخص الذي يسجل له التاريخ أنه أسهم في إخراج الدول العربية بدءا من مصر وانتهاء باليمن وليبيا من مشاكلها الحالية ومن استنزاف الطاقات إلى حالة التنمية والبناء". وحول المؤتمر الدولي الذي سيعقده المنتدى يومي 14 و15 مارس الجاري بعنوان (دور الوسطية في مواجهة الإرهاب وتحقيق الاستقرار والسلم العالمي)..أجاب الفاعوري "إننا نأمل من المؤتمر أن يكون بمثابة نداء وخطة وبرنامج عمل تلتزم به كل المؤسسات المشاركة فيه للبدء في تحقيق نهضة لهذه الأمة تريحنا من المشاهد الدموية التي نراها في كل يوم من قتل وجز للرؤوس وحرق للآمنين والأسرى ، وأن يسهم أيضا في دفع عجلة الوعي والحوار في المجتمعات العربية والإسلامية ويسرع من حركة الإصلاح المبني على التوافق والتراضي الوطني". وردا على سؤال عن المطلوب لتصحيح صورة الإسلام لدى الغرب..قال "إن ذلك يتطلب قيام الدول العربية بوضع خطط واستراتيجيات لمحاربة التطرف تستند في جزء رئيسي من ملفاتها وأجنداتها إلى تصحيح الصورة السلبية التي نالت من الإسلام وأثرت على المسلمين في الغرب والتواصل مع المؤسسات الثقافية والسفارات والمستشاريات ومؤسسات الإعلام"..منوها في هذا الإطار بأن المؤتمر دعا كل السفراء الأجانب المعتمدين في الأردن والكثير من وسائل الإعلام ووكالات الأنباء للتأكيد لهم على الإسلام ليس قطع الرؤوس وحرق البشر وإنما هو دين الرحمة والإنسانية والعدالة للجميع. وسوف يشارك في المؤتمر حوالي 150 شخصية من العلماء والمفكرين والأكاديميين من حوالي 20 دولة عربية وأجنبية أبرزها (مصر ، تونس ، الجزائر ، المغرب ، سوريا ، السودان ، لبنان ، ليبيا ، العراق ، فلسطين ، السعودية ، الكويت ، تركيا ، باكستان ، السويد إضافة إلى الأردن) إضافة إلى مؤسسات ومنظمات إقليمية دولية على رأسها منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية واتحاد العلماء المسلمين ورابطة العالم الإسلامي. والمنتدى العالمي للوسطية هو هيئة فكرية إسلامية عالمية ذات رسالة فكرية مستنيرة تسعى للتجديد في حياة الأمة وإعادة صياغة المشروع النهضوي الإسلامي من خلال امتلاك وسائل عملية وواقعية تجديدية تسهم في إنتاج خطاب إسلامي مستنير ويعتمد على الفهم السليم للإسلام وقيمه وتشريعاته. وقد انطلقت فكرة تأسيس المنتدى في المؤتمر الدولي الأول الذي عقد في عمان عام 2004 ، فيما تقرر تأسيسه في المؤتمر الدولي الثاني في العاصمة الأردنية 2006 ، ووقع على إنشائه وتأسيسه شخصيات إسلامية بارزة في جميع أنحاء العالم الإسلامي ووافقت الحكومة الأردنية على استضافة مقره عام 2007 .