حقنة محلول أصابت "شرايين" اليد اليسرى وأدت لمنع وصول الدم إليها استمرارًا لمسلسل الإهمال الطبى المُتكرر في بلدنا، تعرض الطفل «يحيى» الذي لم يبلُغ عمره العام الواحد، لبتر يده اليسرى نتيجة إهمال أحد الأطباء بمستشفى أبو الريش. «البوابة» التقت «ممدوح فوزى»، 44 سنة، والد الطفل الضحية، وقد بدت علية علامات الأسى والحزن، بعد الحادث الأليم الذي تعرض له طفله، وبدأ يروى لنا تفاصيل المأساة التي أصابت ابنه، وحولت حياته من شخص طبيعى إلى شخص مُعاق يحتاج المساعدة. يقول الأب: «حلمت كتير إن ربنا يرزقنى بطفل يحمل اسمى بعد وفاتي، وقد تحقق الحلم بعد عدة سنوات من الزواج ورزقنى الله بيحيى طفلى الوحيد، حاولت أنا وزوجتى أن نعتنى به ونسعى لتربيته وتعليمه حتى يصبح سندا لنا في الحياة، مرت الأيام سريعا وقد تجاوز يحيى عامه الأول، ومع بداية الشهر الأول من العام الثانى بدأت علامات التعب تظهر عليه بسبب تغير الجو، ليصاب بنزلة معوية حادة وجفاف، لذلك أسرعت والدته إلى أقرب مستشفى «مستشفى تبارك» للكشف عليه، وهناك أمر الطبيب المعالج بعد متابعته لمده يومين بتحويله إلى مستشفى أبو الريش التخصصى لعدم وجود إمكانيات لإجراء عدة فحوصات وعمل أشعة، وهناك تم حجز يحيى في أحد العنابر الخاصة بالأطفال، وبعد توقيع الكشف الطبى عليه، أمر الطبيب بوضعه تحت المراقبة وصرف العلاج اللازم له «أدوية ومحاليل»، وحضرت أحد الممرضات وقامت بتركيب «كانيولا» له لمده بالمحاليل، وبعد مرور ثلاثة أيام بدأت يد الطفل تُصاب بالورم ما أدى لتحولها إلى اللون الأزرق، لذلك توجهنا أنا وأمه على الفور إلى رئيس القسم الدكتورة إيمان شرف وأخبرتها بأن هناك خطأ وأن يد الطفل بحالة سيئة، ولكن الدكتورة لم تهتم وأكدت أن الأمر طبيعى ولا توجد هناك أي خطورة عليه، وطالبت باستعمال بعض الأدوية والمراهم الخاصة بالكدمات لمدة أسبوع». ويتابع الأب: «اتبعت الأم التعليمات ولكن دون جدوى ولم يظهر أي تحسن على ابني، بل ازداد الأمر سوءًا، فتوجهنا إلى الأطباء المسئولين مرة أخرى وقد حضر بعضهم لمتابعة الحالة و«كل اللى كان بييجى يشوفه يبص على إيده ويمشى»، لم يأخذوا أي إجراء ولكنهم قاموا بإخطار طبيب الأوعية الدموية بسرعة الحضور للكشف على الطفل، ولكنه امتنع أكثر من مرة عن الحضور، وبعد عدة أيام وأثناء مرور كبير الأطباء والمسئول عن متابعة العنابر ألقى نظرة على حالة الطفل وأمر بتحويله فورا إلى وحدة العناية، وهناك تم توقيع الكشف الطبى عليه وثبت من خلاله أنه أثناء حقن الطفل بالمحلول تمت إصابة أحد شرايين اليد اليسرى ما أدى إلى منع وصول الدم إليها، وهنا كانت المفاجأة حينما أخبرنا الأطباء بأنه يحتاج إلى عملية بتر في اليد لما أصابها من إهمال شديد ناتج عن سوء الرعاية التي تلقاها في وحدة الأطفال التابعة للمستشفى، وبالفعل تمت عملية البتر وأثناء إجراء الجراحة لم يقم المستشفى بتقديم أي مساعدة أو تحمل نفقات العملية وصرف العلاج، رغم أن الإهمال ناتج منه، خاصة أن الطفل كان بحاجة إلى أكياس بلازما لذلك قمت بشرائها بأسعار مرتفعة جدا، والله العظيم جميع الأدوية أنا اللى جبتها على حسابي». صمت الأب المكلوم للحظات ثم استكمل حديثه قائلًا: «مكث يحيى لعدة أيام داخل المستشفى لمتابعة حالته، وفى إحدي المرات وأثناء قيام أحد الأطباء بالتغيير على الجرح، فوجئنا بأن الوحدة الطبية لا تحتوى على أدوات صحية ومستلزمات يمكن استخدامها في التغيير على الجرح، لذلك قامت زوجتى بشرائها، ما ذنبنا أن الأطباء ماعندهمش ضمير وميعرفوش ربنا وحياة الناس عندهم عادى، وحاولنا عدة مرات مقابلة مديرة المستشفى هالة فؤاد لمعرفة أسباب الحالة التي أصابت طفلي، ولكنها لم تستجب، لذلك قمنا بالتوجه إلى قسم شرطة السيدة زينب وتحرير محضر رقم 848 لسنة 2015 ضد كل من مديرة المستشفى ورئيس القسم والطبيب المعالج». من النسخة الورقية