اعترف بدعمه ماديًّا وإنشاء فضائيتين له للتحريض ضد المملكة.. و«شلقم» كشف مساعدته في «مخطط معمر» أمير قطر السابق: أسرة "آل سعود" لن تكون موجودة في 2020 تسيطر «عقدة نقص» على أمراء قطر في تعاملهم مع مصر والسعودية، رغبة «آل خليفة» في تحويل إمارتهم إلى «قوة عظمى» في المنطقة العربية اصطدمت ب«حقائق راسخة على أرض الواقع» «لا قوة لهذه المنطقة من دون القاهرةوالرياض».. لم ينس «الأمير الوالد» حمد بن خلفية ما فعلته مصر والسعودية بعد انقلابه الأبيض على أبيه في صيف عام 1995؛ حيث حاول البلدان -أكثر من مرة- إعادة «خلفية الأب» إلى الحكم مرة أخرى، مما أورث حقدًا لدى «الابن المنقلب» تجاه الدولتين وقياداتهما، تبدت ملامحه بشكل كبير في علاقته السيئة مع نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وخلافاته الدائمة مع الرياض. الحديث هذه المرة عن المملكة العربية السعودية التي شهدت علاقتها مع قطر منذ تولى «حمد» الحكم صراعات كبيرة كادت تصل إلى حد المواجهة العسكرية في عام 2009، إثر إذاعة قناة «الجزيرة» القطرية فيلما وثائقيا بعنوان «سوداء اليمامة»، تحدث بالأرقام عن صفقات الأسلحة السعودية، وسط مزاعم بوجود «شبهات فساد» تورط فيها أمراء كبار في الأسرة السعودية الحاكمة. أهمية هذا الحديث أن بطله الأول هو الشيخ حمد بن خليفة، ويدخل على الخط «العقرب القطرى» حمد بن جاسم، وزير الخارجية السابق، والموضوع هو إسقاط الأسرة الحاكمة في المملكة. على مدى الأيام القليلة الماضية، أذاعت قناة «الجزيرة» -نقلًا عن قناة «مكلمين» الإخوانية- تسجيلات صوتية منسوبة إلى مسئولين مصريين على رأسهم اللواء عباس كامل، مدير مكتب رئيس الجمهورية. كان الهدف الرئيسى من إذاعة هذه التسجيلات -مشكوك في صحتها- هو ضرب العلاقات المصرية الخليجية، خصوصا العلاقات بين مصر والسعودية والإمارات، غير أنها فشلت في أن تحقق أيا من أهدافها. حاولت الدوحة أن تقول لدول الخليج، عبر أذرعها الإعلامية المباشرة وغير المباشرة، إن مصر تخدعكم، يسىء مسئولوها إليكم في «الغرف المغلقة»، غير أن نفس السلاح يمكن أن يرتد عليها. هل نعود إلى الوراء قليلًا؟ في عام 2008، جمع لقاء خاص الأمير القطرى (آنذاك) حمد بن خليفة، ووزير خارجيته حمد بن جاسم، مع العقيد الليبى الراحل معمر القذافى. دار حديث بين الثلاثة كشف عن التآمر على السعودية، والسعى لنشر الفوضى في أرجاء المملكة، عبر «دعم قطرى» لمعارضين سعوديين، وإنشاء قنوات فضائية بدعم خفى من قطر للهجوم على الأسرة السعودية الحاكمة. يقول «بن خليفة» في التسجيل عن آل سعود: «تلك العائلة، إذا أعطانا الله عمرًا، بعد 12 سنة لن تكون موجودة، وتذكروا كلامى هذا»، ويفسر: «السعودية صعدت إلى القمة منذ سبع سنوات (أي في عام 2001) بسبب ارتفاع أسعار النفط، ولولا كده أقسم بالله العظيم ما كان فيه سعودية ولا حاجة». وصف الأمير نظام الحكم في المملكة، بأنه «نظام فاسد أذلّ مكة والمدينة»، ويعتقد الرجل أنه «من المستحيل أن تصمد الأسرة الحاكمة السعودية في ظلّ الضغوط الداخلية»، فهو يرى أن «الغضب عليها ينتشر في أرجاء المملكة من المنطقة الشرقية إلى جيزان وعسير وحائل وفى الحجاز كله». الحديث مع «القذافى» حول السعودية لا يمكن أن يمر بشكل عادى، فالعقيد الليبى احتفظ بعداء كبير مع المملكة، خصوصا مع الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز. بحسب ما ذكره السيد عبدالرحمن شلقم، وزير الخارجية الليبى الأسبق مندوب ليبيا لدى الأممالمتحدة في عهد القذافى، في برنامج «الذاكرة السياسية»، الذي عرضته قناة «العربية»، فإن القعيد حاول اغتيال الملك عبدالله عندما كان وليًا للعهد. يقول «شلقم» إن سعى «القذافى» لاغتيال «عبدالله» مرجعه الصدام الذي وقع بينهما في القمة العربية بشرم الشيخ، في عام 2003، حيث اتهم «القذافى» الملك فهد ملك السعودية (آنذاك) بأنه «مستعد للتحالف مع الشيطان من أجل حماية أراضيه من العدوان العراقى»، فرد عليه الأمير عبدالله، وقتها: «السعودية ليست عميلة للاستعمار مثلك ومثل غيرك قل لى من جاء بك إلى الحكم؟ لا تتكلم في أشياء ليس لك فيها حظ ولا نصيب، الكذب أمامك والقبر قدامك». تحدث «شلقم» عن بعض تفاصيل خطة الاغتيال، فذكر أنه كان يقودها ضابط اسمه محمد إسماعيل، ذهب إلى السعودية، وتمّ التعاون في ذلك مع المعارض السعودى السلفى سعد الفقيه، مؤسّس الحركة الإسلامية للإصلاح السياسي، وسنعود إليه بعد قليل. كانت الشرطة السعودية ترصد كل شىء بخصوص محاولة الاغتيال، فقد زوّد سعد الفقيه الضابط محمد إسماعيل بأسماء اثنين أو ثلاثة أفراد داخل المملكة، وحصل الأخير على نحو مليون دولار في كرتون عن طريق شخص مصرى، ووضعها خلف باب في غرفة في فندق، ثم اتصل بهؤلاء الأشخاص السعوديين، وأخبرهم بالمكان وأعطاهم المفتاح. وعند مجيئهم لأخذ الأموال قبضت عليهم الشرطة السعودية، وحاول محمد إسماعيل الفرار، فتوجّه إلى المطار، لكن قبضت عليه الشرطة، وأسدل الستار على محاولة الاغتيال. من بين الأسماء التي ذكرت أكثر من مرة في حديث «حمد- القذافى» اسم المعارض السعودى سعد الفقيه، الذي تكرر اسمه بصفته «رجل قطر في السعودية»، حيث أقر أمير قطر السابق بإنشاء قناتى «الحوار» و«الجديد» في لبنان ضدّ السعودية، وبإمكان «الفقيه» أن يظهر فيهما ل«التحريض». المفاجأة أن «الفقيه» الذي تحدث عنه عبدالرحمن شلقم باعتباره أحد المشاركين في محاولة اغتيال الملك عبدالله حينما كان وليا للعهد هو نفس الشخص الذي اعترف حمد بن خليفة بدعمه، وإنشاء فضائيتين له للتحريض على المملكة. الربط بين حديث «شلقم» عن مشاركة «الفقيه» في محاولة اغتيال «عبدالله»، واعتراف أمير قطر السابق بدعمه المعارض السعودى، يمكن أن يفتح الباب أمام «ألغاز» كثيرة قد تصل إلى حد اتهام «حمد» بالمشاركة في محاولات القذافى لاغتيال «عبدالله». ينتقل الحديث هذه المرة إلى وزير خارجية قطر السابق حمد بن جاسم، الذي يعترف بأن قطر لديها علاقة مع جميع الأطراف المعارضة للسعودية، وأنها أكبر دولة تسبّب إزعاجًا للمملكة. تحدث «بن جاسم»، بأن النظام السعودى «ساقط لا محالة»، ويقول: « قطر ستدخل يومًا إلى القطيفوالشرقية وتقسم السعودية، فالنظام هرم، ولا أمل في الجيش السعودى لإحداث تغيير». إلى هنا ينتهى حديث «حمد- القذافى- بن جاسم» بعد أن كشف جانبًا من التآمر القطرى على السعودية، لا شك أنه مستمر حتى الآن في عهد الأمير تميم بن حمد، مع استمرار سيطرة الأمير الوالد وزوجته الشيخة موزة بنت ناصر المسند، ووزير خارجيته حمد بن جاسم، على مجريات الأمور في الإمارة. من النسخة الورقية