اليوم.. انطلاق تصويت المصريين بالداخل في المرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب    انتشار أمني بالقاهرة لتأمين انتخابات مجلس النواب 2025    اللجنة العليا للحج تكشف أساليب النصب والاحتيال على الحجاج    زيلينسكي يرد على انتقادات ترامب بأسلوب يثير التساؤلات    طقس اليوم الإثنين.. موجة تقلب الأجواء رأسًا على عقب| تحذيرات هامة    «مبروك رجوعك لحضني».. «مسلم» يعود ل يارا تامر    أسعار النفط تواصل خسائرها مع بدء محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا    مستشار الرئيس لشئون الصحة: لا فيروسات جديدة في مصر.. ومعدلات الإصابة بالإنفلونزا طبيعية    مصطفى البرغوثي: تهجير 60 ألف فلسطيني من مخيمات الضفة.. والعالم لا يرى الحرق والإجرام الإسرائيلي    بعد إصابة 18 شخصا في أسيوط.. البيطريين: ليس كل كلب مسعورا.. وجرعات المصل تمنع الإصابة بالسعار    الدفاعات الجوية تسقط 570 مسيرة أوكرانية فوق أراضي روسيا خلال أسبوع    تامر حسني يعود إلى مصر لاستكمال علاجه.. ويكشف تفاصيل أزمته الصحية    ردد الآن| دعاء صلاة الفجر وأفضل الأذكار التي تقال في هذا الوقت المبارك    أدعية المظلوم على الظالم وفضل الدعاء بنصرة المستضعفين    سعر كرتونه البيض الأبيض اليوم الإثنين 24 نوفمبر للمستهلك فى محال واسواق المنيا    ديفيد كاميرون يكشف إصابته بسرطان البروستاتا    هل يوجد علاج للتوحد وما هي أهم طرق التدخل المبكر؟    بعد واقعة مدرسة سيدز.. عمرو أديب لأولياء الأمور: علموا أولادكم محدش يلمسهم.. الشر قريب دائما    النائب إيهاب منصور: خصم 25% عند السداد الفوري للتصالح.. وضرورة التيسير وإجراء تعديلات تشريعية    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 24 نوفمبر في القاهرة والمحافظات    في الذكرى الثامنة لمجزرة مسجد الروضة الإرهابية.. مصر تنتصر على الظلام    حفيدة الموسيقار محمد فوزي: لا علاقة مباشرة بين العائلة ومتسابق ذا فويس    صحة الإسماعيلية: رفع درجة التأهب بالمستشفيات استعدادا لانتخابات مجلس النواب 2025    تحطم سيارتين بسبب انهيار جزئي بعقار قديم في الإسكندرية (صور)    حاله الطقس المتوقعه اليوم الإثنين 24نوفمبر 2025 فى المنيا    اليوم، انطلاق عملية التصويت في المرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب    سيف الجزيري: سعداء بالفوز على زيسكو ونسعى لمواصلة الانتصارات    دراسة تحذر: تصفح الهاتف ليلاً قد يزيد من خطر الأفكار الانتحارية    ترامب: قناتا «ABC» و«NBC» من أسلحة الحزب الديمقراطي    روبيو: نحتاج وقتًا إضافيًا لإنهاء الصراع الأوكراني سلميًا    محامي "مهندس الإسكندرية" يطلب تعويض مليون جنيه وتوقيع أقصى عقوبة على المتهم    إصابة رئيس الوزراء البريطانى السابق ديفيد كاميرون بسرطان البروستاتا    نتيجة وملخص أهداف مباراة ريال مدريد ضد إلتشي في الدوري الإسباني    مسلم ينشر أول فيديو بعد رجوعه لزوجته يارا    الزمالك يعلن تفاصيل إصابة دونجا.. جزع في الركبة    مدرب الزمالك يكشف سر استبدال جهاد أمام زيسكو.. وسبب استبعاد محمد السيد    د.حماد عبدالله يكتب: "بكْرّة" النكَدْ "بكْرَّة" !!    ترتيب الدوري الإسباني.. برشلونة يقلص فارق النقاط مع ريال مدريد    ضبط تشكيل عصابي خطف 18 هاتفًا محمولًا باستخدام توكتوك في الإسكندرية    مواقيت الصلاه اليوم الإثنين 24نوفمبر 2025 فى محافظة المنيا    نقيب المأذونين ل«استوديو إكسترا»: الزوجة صاحبة قرار الطلاق في الغالب    اللجنة العليا للحج: 2 مليون جنيه غرامة والحبس سنة لسماسرة الحج    ريمون المصري يدعو المنتجين لتقديم أعمال سينمائية عن التاريخ المصري القديم    رئيس مياه القناة يعقد اجتماعا لمتابعة جاهزية فرق العمل والمعدات الحيوية    عمر هريدى: رمضان صبحى اعترف بواقعة التزوير.. ويتهرب من أداء الامتحانات    مجدى طلبة: تجربة جون إدوارد ولدت ميتة والزمالك أهدر فلوسه فى الديون    بولسونارو يبرر إتلاف سوار المراقبة الإلكتروني بهلوسات ناجمة عن الدواء    البرهان ينفي انتقادات أمريكية بسيطرة الإخوان على الجيش السوداني    كل ما تريد معرفته حول «السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية»    تصديري الصناعات الغذائية: مصر تصدر غذاء ب11 مليار دولار سنويا    حماة الوطن: الأحزاب سند الدولة وصوت المواطن جاهزون لتقديم مشهد انتخابي يليق بمصر    التنسيقية تحث على المشاركة الفاعلة في المرحلة الثانية من انتخابات النواب    المصري يواجه كايزر تشيفز الليلة في الكونفدرالية.. بث مباشر وتغطية كاملة    موعد ميلاد هلال شهر رجب 1447 وأول أيامه فلكيا . تعرف عليه    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : فانصروا الوطن يرحمكم الله !؟    «التموين» تنتهي من صرف مقررات نوفمبر بنسبة 94%    جامعة بني سويف ال 8 محليا و 130 عالميا في تصنيف تايمز للعلوم البينية 2025    القمة النارية بين آرسنال وتوتنهام الليلة.. موعد المباراة القنوات الناقلة والتفاصيل الكاملة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حمد بن جاسم.. "حرامى الدوحة" الذى يخطط لإسقاط السيسى بعد تنصيبه رئيسا
نشر في الموجز يوم 28 - 05 - 2014

سلوى بن جاسم .. قصة الأميرة القطرية التى مارست الجنس مع 7 رجال بأوامر ملكية
دائما ما يهاجم النظام المصرى فى كل المناسبات .. ويؤكد أن الشعب سيثور على "السيسى" بعد عام واحد من حكمه
يسعى لتولى منصب الأمين العام للأمم المتحدة خلفا ل " كى مون" وفضيحة ابنته تمنعه من تحقيق الحلم
الشيخة موزة اتهمته بأنه قاد محاولة للانقلاب العسكرى على نجلها تم خلالها اغتيال 4 ضباط من الجيش
أمير قطر السابق اضطر للاستعانة به مؤخرا لقيادة مفاوضات الصلح مع السعودية بعد التسجيلات الأخيرة
يلعب دور "عراب الصفقات" بين الدوحة وواشنطن وهو صاحب فكرة وجود قواعد للجيش الأمريكى بقطر
مبارك قال له : أنت حرامى الدوحة.. ودولتك دولة ملعونة لن تسطتيع تحقيق مخططاتها
سياسيون يصفونه ب "النعجة" لتنفيذ المخططات الأمريكية بالمنطقة .. وتقارير حول زواجه من إسرائيلية
كان الاسم المفضل الذي يحب الرئيس السابق مبارك أن يدعوه به هو "حرامي الدوحة"، بينما يطلق عليه النشطاء على الإنترنت إسم "النعجة"، بسبب تصريحه الذي قاله في إجتماعه بوزراء الخارجية العرب بالقاهرة عندما قال: إن الإسرائيليين ليسوا ذئاباً لكن أغلبنا أصبح "نعاجاً". وذلك رغم أن نظراؤه يصفونه بلقب القوة الضاربة، والذراع المسلحة للأمير القطرى (السابق)... وبين هذا وذاك، يحمل الرجل اسما شهيرا ما أن يرد ذكره إلا ويتبادر الى ذهنك صور متلاحقة ومتشابكة عن التآمر والعمالة والدسائس وخيانة الأمانة... إنه حمد بن جاسم بن جبر، رئيس وزراء ووزير خارجية قطر السابق والبالغ من العمر 54 عاما والمولود عام 1959، وصاحب التاريخ المليء بالأسرار والتناقضات والقصص المشوقة التي تملأ المجلدات وتزدحم بها المكتبات، ففي 2007 عينه أمير قطر حمد بن خليفة رئيسًا للوزراء. ثم استولى لنفسه على عدة مهمات أخرى من بينها رئاسة مجالس إدارات شركات ومؤسسات ضخمة مثل الخطوط الجوية القطرية وهيئة الاستثمار الخارجي وشركة الديار القطرية للاستثمار العقاري ومشروع اللؤلؤة.
ويجمع بن جاسم بين الدهاء السياسى والنفوذ الاقتصادى، وهو وفق المسئولين الكبار فى الدولة، المالك الاقتصادى لقطر، ويصفه أحدهم بأنه مدمن على حيل السياسة، ومتناقض فى السلوك.
وربما يتعجب البعض كيف لرجل إستطاع أن يحكم دولة – مجازا- كاملة مثل قطر؟، بل وطاحت به أحلامه ذات مرة ليحلم بأن يشغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة بعد إنتهاء فترة الأمين الحالي بان كي مون، ويمتلك كل ذلك الشوق للحكم والنفوذ، بينما لا يستطيع الرجل أن يحكم أهل بيته وبناته ويتركهن ليجلبن الفضيحة له ولعائلته ودولته، بل ولا نبالغ إن قلنا للعرب أجمع ولصورتهم وصورة المسلمين في الغرب الذي يتشوق دائما ليلصق بالمسلمين والعرب النقائص والفواحش, حيث ظهرت ابنته "سلوى" على صفحات الجرائد البريطانية في أغرب فضائح القرن وهي تمارس الجنس مع سبعة رجال في نفس الوقت، والأدهى أنها هي التي تدفع المال لهم ول "القواد" الذي إعتاد أن يجلب لها الرجال بالمواصفات التي تروق لها، بينما والدها يمارس نفس الدور لكن على وسائد السياسة وداخل الغرف المغلقة وبين أحضان المخابرات الإسرائيلية والأمريكية، وليبدو أمامهم ك "فحل" يمكنه إنتهاك عرض بني وطنه وسلب ما يملكون من شرف وكرامة يذبحها بن جاسم على مذابح الخيانة والمال الحرام والقوة والنفوذ الملوثان بدماء الأبرياء الذين قُتلوا على يد الإرهابيين الذين تدعمهم قطر ورئيس وزرائها وبمباركة من الدمية التي تحمل إسم أميرها، سواء السابق أم اللاحق.
ويبدو أن الرجل الذي إعتاد على العيش تحت الأضواء وحيث مركز صنع القرار وعلى موائد الكبار، لم يستطع أن يبقى لسانه في فمه مغلقا كما طلب منه رؤسائه في قطر، وبعد أن صمت نحو العامين منذ خروجه المهين من بلده وإنسحابه الهادئ الى منفاه الإختياري، فتح الرجل فمه أخيرا، وخرجت تصريحاته لتحمل تدخلا مرفوضا في الشأن المصري تارة والسعودي مرة، بالحديث عن قيام المصريين بالثورة على الرئيس وتغيير الدستور وأن هذا الأمر سيحدث ويتكرر دائما كل عام، وليتساءل عن إحتمالية ثورة المصريين على المشير السيسي حال ما إذا أصبح رئيسا وما سيكون موقفه حينذاك، الى آخر تلك التخاريف التي صرح بها، وليجد الرجل نفسه أمام هجمة مرتدة من المصريين الرافضين لكلماته وخرافاته، بل وليجد نفسه محاصرا بإتهامات رسمية من وزير الداخلية المصري متهما إياه بلعب دورا مشبوها في قضية التخابر المتهم فيها قادة الإخوان المسلمين الذين دائما ما قام بن جاسم برعايتهم ودعمهم نكاية في المصريين.
ويعتبر بن جاسم هو مهندس الصفقات الكبرى التي أخرجت قطر من الهامش والظل الذي كانت فيه الى أن أصبحت إمارة شهيرة تحظى بالأضواء والشهرة التي إكتسبتها بعدة طرق إحداها هي قناة الجزيرة الصوت الأعلى بين القنوات العربية والتي أصبحت المنبر الذي تتحدث به قطر الى العالم، وكان لبن جاسم الفضل في وضع سياسات القناة وتحديد أولوياتها وتشكيل هيكلها، وكان له الفضل أيضا في ما حدث من التطبيع الكامل بين قطر وإسرائيل، وهو التطبيع العلني الذي لا تخجل قطر من الإعتراف – بل والتباهي- به بين الجميع، وكذلك إرضاء الجانب الأوروبي بفتح أنابيب الغاز القطري لاضاءة عواصم أوروبا الباردة وتدفئتها، والأخطر من ذلك هو تحويل الوجود العسكري الامريكي في قطر والذي كان محدودا قبل حرب العراق، الى وجود دائم يفوق عدده وامكاناته الوجود القواعد الأمريكية في أي بقعة أخرى في العالم خارج أمريكا نفسها، وخاصة قاعدة العديد الامريكية الجوية في قطر التي يقارب عدد العاملين فيها عدد الشعب القطري نفسه، ورغم ان قطر لا تمتلك اكثر من 12 طائرة حربية، إلا أن القاعدة الأمريكية تعج بالأميركيين الذين قاموا بإرسال المقاتلات الجوية والدبابات وطائرات التجسس إلى أفغانستان.
وفي تبريره لهذا الأمر يقول بن جاسم: نحن لا نستطيع الدفاع عن قطر، فإذا قامت قوة كبيرة بمهاجمتنا فنحن بحاجة إلى وجود القوات الأمريكية، وكذلك الولايات المتحدة في حاجة إلينا.
وربما يكون خوف قطر الدائم وشعور مسئوليها بضآلتهم وقلة شأنهم هو السبب في ذلك الخنوع والخضوع للقوة الأمريكية لحمايتهم من الكبار الذين يحيطون بهم في الخليج، خاصة المملكة السعودية التي تمثل مصدر رعب دائم لقطر، وهو ما أكده بن جاسم في تسجيل صوتي منسوب له تم تسريبه مؤخرا بينه وبين الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، بعد أيام على تسريب تسجيل آخر للأمير السابق الشيخ حمد بن خليفة يحمل هجوما على السعودية، وهو ما يعكس عقدة قطرية من دور المملكة الإقليمي، ومحاولة البحث عن أي دور لقطر بالاعتماد على الدعم الإسرائيلي والأمريكي.
وقد ظل بن جاسم لفترة طويلة هو الحاكم الفعلي لقطر والرجل الأقوى وصاحب القرار الأخير فيها وذلك بصفته رئيس الوزراء ووزير الخارجية وكذلك إبن عم الأمير حمد بن خليفة، وكان يتمتع أيضا بشعبية كبيرة بين المسئولين والذين يساعدونه على الإمساك بخيوط الحكم هناك، وهي الشعبية التي حققتها له قوته ونفوذه ومناصبه، وكذلك ثروته الضخمة التي جعلته يشتري بالمال ما لا يمكنه شراؤه بالقوة والنفوذ، وكذلك الدخول في شراكات وإستثمارات بالمليارات مع العديد من القطريين والعرب والأوروبيين والأمريكان، مما أكسبه نفوذا دوليا وعلاقات عابرة للقارات قل من يستطيع الوقوف أمامها إلا من هو أعلى سلطة ونفوذا وأكثر مالا وحظوظا، وهو ما أثار غيرة وحنق الشيخة موزة بنت المسند المرأة الأقوى والأكثر نفوذا أيضا بين نساء العائلة الحاكمة بصفتها زوجة الأمير السابق حمد بن خليفة وأم الأمير الحالي تميم بن حمد، والتي لم تقبل بوجود من هو أقوى منها أو صاحب قرار أخير غيرها، مما حذى بها الى إقناع الأمير الحالي وإبنها تميم بالإطاحة ببن جاسم في أولى قراراته بعد توليه المنصب خلفا لوالده. وفي حوار ل"بن جاسم" مع شبكة (بي بي اس) الأمريكية، اعترف بن جاسم بوجود "خلافات" بينه وبين الآخرين في قمة السلطة في قطر وداخل الأسرة الحاكمة ذاتها، وقال إن المشاركين في الحكم يعبرون عن آرائهم بكل صراحة قبل اتخاذ أي قرارات مهمة، رغم أنه من غير المعتاد وجود اختلافات معلنة في الرأي بين كبار المسئولين في منطقة الخليج، إذ أن هناك رأيا واحدا يصدر عن قمة السلطة، بالرغم من أن هذا الأمر يعتبر غير صحي بالمرة. وكشف بن جاسم عن "معاناة" من يتمتع بالسلطة والثروة، إذ تصبح السلطة مصدرا للسعادة في بداية تولي المناصب، ولكنها تتحول إلى عبء قاس بعد فترة قصيرة، ويصبح الحفاظ على المنصب أمرا بالغ الصعوبة. وعندما سئل عما يفعله حاليا قال إنه يمارس التجارة والاستثمار، فقد كان يزاول النشاط الاقتصادي قبل أن يتقلد المناصب الحكومية، وقد كان والده تاجرا ومن أرباب الملكيات العقارية الواسعة قبل طفرة النفط في قطر، وأضاف أنه توقف عن ممارسة أي نشاط تجاري داخل قطر أو خارجها، وبمقدوره ان يمارس الاستثمار بصورة أفضل حاليا، فلديه الوقت الكاف للتفكير قبل اتخاذ القرار. وردا على سؤال حول حجم ثروته، قال بن جاسم إن ثروته تقترب من حجم الثروة التي يتمتع بها "أي مواطن" في قطر (!)، ومع ذلك لم ينكر أنه من الأثرياء.
وفي كتاب للمؤلفان الفرنسيان جورج مالبرونو وكريستيان شينو، "قطر.. خزينة الأسرار"، يكشف الوجه الآخر لحمد بن جاسم، عن صفقاته وعمولاته التى تحوم حولها علامات استفهام كثيرة، وصراعاته الداخلية العنيفة مع الأمير تميم، واستهانة رجال الأعمال والسياسيين الغربيين به رغم محاولاته لفرض نفسه عليهم. ويكشف الكتاب أنه ربما كان بن جاسم سياسياً قوياً، لكنه ليس الأقوى فى قطر، وربما كان ثريا، لكن ثراءه الآن يخضع لرقابة أجهزة مكافحة الفساد فى الدوحة. وقد وصفه أحد الأجانب الذين تعاملوا معه عن قرب لمدة ثلاثين سنة بأنه: القوة الضاربة، والذراع المسلحة للأمير القطرى. لا ينام سوى أربع أو خمس ساعات، وهو وهابى محافظ، لا يراه الناس أبداً مع زوجاته فى العلن، وهو وصف صادم مع معرفة ما فعلته ابنته سلوى في لندن وباريس وقصتها الشهيرة مع السبع رجال!، وقد ظل لفترة طويلة يملك وحده الحق فى أن يكون مكتبه ملاصقاً لمكتب الأمير حمد فى قصر الديوان الأميرى... وآخر عمولاته كانت 400 مليون دولار لشراء محلات "هارودز" من الملياردير المصري محمد الفايد، و200 مليون دولار لإنشاء جسر "وهمي" بين قطر والبحرين.
وقد تولى بن جاسم منصب رئيس الوزراء فى 2007، وظل محتفظاً بمنصب وزير الخارجية معه، ويقول أحد أقاربه لمؤلفى الكتاب إنه هو من يمسك بالاتصالات والعلاقات الدولية القطرية كلها فى قبضته، ويدرك الأمير حمد حاكم قطر السابق أنه قادر على الاعتماد تماماً عليه، فالشيخ بن جاسم يمتلك موهبة خرافية فى التفاوض، وقدرة بارعة على توصيل الرسالة المطلوبة بالضبط كما يريد. ويصف الكتاب بن جاسم بأنه رجل أعمال محنك، لا بد أن تكون له صلة من قريب أو بعيد بكل الشراكات والصفقات المالية والتجارية التى عقدتها قطر فى السنوات العشرين الأخيرة، كما أن ممتلكاته وثرواته تثير الإعجاب، فهو يرأس شركة الخطوط الجوية القطرية، وبنك قطر الدولى، ونائب رئيس هيئة الاستثمارات القطرية، ومؤسسة قطر القابضة، ذراعها المسئولة عن شراء العقارات فى الخارج، وهو يملك أيضاً فندقى ال"فور سيزونز" و"ويست باى" فى الدوحة، وفندقى "راديسون" و"تشرشل" فى لندن.
ويتابع الكاتبان بقولهما , إن بن جاسم يعتبره البعض مبالغاً فى ظهوره، بينما أمير قطر السابق يقول صراحة إن بن جاسم هو أغنى رجل فى قطر، إلا أن كل هذا النشاط كان سبباً فى إثارة الكثيرين ضده، لم تكن صدفة مثلاً أن عائلة (العطية)، التى يعتبر أفرادها من رفاق درب أمير قطر، شكلت مركزاً لمكافحة الفساد فى قطر منذ بضعة أعوام. ظاهرياً، قيل إن هذا المركز يستهدف مكافحة هذا (الشر) الذى يلتهم الإدارة، إلا أنه فى واقع الأمر كان سيفاً مصلطاً على رأس حمد بن جاسم على وجه التحديد.
وتستمر فضائح الشيخ حمد بن جاسم لكن هذه المرة على يد موقع ويكيليكس، الذي كشف عن وثيقة تثبت أن رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري السابق, أبلغ إسرائيل أن الدوحة تتبنى خطة لضرب استقرار مصر بعنف عن طريق التلاعب بمشاعر المصريين لإحداث الفوضى مستخدمًا قناة الجزيرة باعتبارها عنصرا محوريا لتنفيذ الخطة... وفي لقاء سري جمع بين بن جاسم ومسئول إسرائيلي كبير أبلغه فيه بنيته تلك، ووصف مصر ب"الطبيب الذي لديه مريض واحد" ويفضل أن يستمر مرضه لفائدته الخاصة، مؤكدًا أن المريض الذي لدى مصر هو القضية الفلسطينية، في إشارة منه إلى أن مصر تريد إطالة أمد القضية الفلسطينية دون حل حتى لا تصبح بلا قضية تضعها في منصب القائد للمنطقة العربية.
وأشار موقع ويكيليكس إلى أن لديه 7 وثائق عن قطر نشر منها 5 وثائق وحجب وثيقتين، ويقال إن ذلك جاء بعدما تفاوضت قطر مع إدارة الموقع الذي طلب مبالغ ضخمة حتى لا يتم النشر لما تحويه من معلومات خطيرة عن لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين كانت في مجملها للتحريض ضد مصر، ويتردد كذلك إن الموقع حصل على الثمن من قطر. لكن مع ذلك، فهناك عدة وسائل إعلامية وصلتها تلك التسريبات، أهمها الجارديان البريطانية.
وتتحدث الوثيقة التي حملت رقم 432 بتاريخ الأول من يوليو 2009، عن اللقاء الذي استغرق 50 دقيقة بين بن جاسم وإدارة قناة الجزيرة، والذي تحدث فيه عن السياسة الخارجية القطرية في عدد من الموضوعات، وشن هجوم شرس على مصر وسياساتها بشكل مباشر وغير مباشر، وقد قال السفير الأمريكي في تحليله للقاء إن الجزيرة أداة في يد القطريين يستخدمونها كيفما يشاؤون لخدمة مصالحهم.
لكن اللافت في الأمر هو تأكيد الوثيقتين على تكليف حمد بن جاسم، بعد اجتماعه بالمسؤولين الإسرائيليين والأمريكان، لقناة الجزيرة ببث كل ما يزكي إشعال الفتنة في الشارع المصري، وليس ما بين الشعب والنظام، لكن بين المصريين أنفسهم كشعب!
وربما يكون أبلغ رد على تصرفات بن جاسم الصبيانية والخبيثة تلك تجاه مصر وشعبها، ما قاله الرئيس الأسبق مبارك عن أن دول الخليج كلها تقف بجانب مصر، ماعدا دولة قطر "الملعونة" وفقا لوصفه لها، وعندما علق قائلاً: "الشيخة موزة مبتحبش حمد بن جاسم، قالت إنها هتسيبه شوية وتشيله عشان هو "دلدول"، كما حكى مبارك قائلا: أنا كنت راكب معاه العربية مرة، وقولتله أنت "حرامي الدوحة".
والغريب أن هذا ال"دلدول" على حد وصف مبارك له، يبحث له البعض عن دور أكبر من حجمه بمراحل وكرسي لن يكاد أن يظهر فيه عند جلوسه عليه، لكن هو الوهم الذي يجري وراءه البعض، فقد كشفت صحيفة "العرب" اللندنية، ان أمير قطر السابق حمد بن خليفة يبحث في إيجاد موقع سياسي دولي لرئيس الوزراء ووزير خارجيته السابق حمد بن جاسم بعد أن طرده الأمير الجديد تميم، وذلك بترشيحه لمنصب "أمين عام للأمم المتحدة" خلفاً لبان كي مون، الذي تنتهي ولايته عام 2016. ونقلت الصحيفة عن مصادر قريبة من الاسرة الحاكمة القطرية أن الأمير الأب يركز حاليا على كيفية دفع بن جاسم لتولى موقع الأمين العام للأمم المتحدة، وعلى القيام بحملة دبلوماسية لصالح رئيس الوزراء السابق حتى يصل لهذا المنصب. وقالت الصحيفة أيضا إن فكرة الامير الاب لدعم ترشيح بن جاسم أمينا عاما للأمم المتحدة لا يرجع الى إعجابه بالرجل ولا هدفه حتى استرضاؤه، بل إن هدفه هو إبعاده عن قطر وعن السياسة الداخلية لها.
ويقضي بن جاسم الآن الكثير من الوقت مخططًا لحياته المستقبلية كمواطن عادي، حتى ان صحيفة "الواشنطن بوست" أكدت خبر شراؤه قصر"الين بيدا شيمان" بمبلغ 35 مليون دولار، استعدادًا للإقامة الدائمة في لندن، والتي قيل أيضًا إنه يمتلك بها أغلى "شقة سكنية" في بريطانيا كلها، وهي مطلة على حديقة الهايد بارك، فضلا عن تكوينه علاقات اقتصادية وسياسية وطيدة مع النخبة البريطانية.
وكانت صحيفة التايمز اللندنية قد كشفت أيضا أن بن جاسم أنفق 100مليون جنيه استرليني "نحو مليار جنيه مصري"، على شراء شقة هي الأغلى من نوعها في بريطانيا، وأفادت الصحيفة بأن الشقة هي الأضخم بين 86 شقة فخمة في مشروع شقق فاخرة مطلة على حديقة هايد بارك وسط لندن، وقالت الصحيفة إن الشقة مجهزة بجدران ونوافذ مقاومة للرصاص فضلاَ عن جراج تحت الأرض يتسع ل 115سيارة ومصاعد خاصة بكل شقة، كما أن المبنى سيزود بممر تحت الأرض متصل بفندق الماندرين أورينتال القريب، حيث سيتم تخصيص 36موظفاً من موظفيه لخدمة المقيمين في الشقق الفاخرة.
وهناك فضيحة أخرى من العيار الثقيل متعلقة بالرجل تشير إلى أنه متزوج من اسرائيلية، وهو ما كشفه د. يوسف شاكير المحلل السياسي والخبير في الشؤون الاستراتيجية، حين أكد انه متزوج من اسرائيلية وانجب منها ولد، ويقول "شاكير": لذلك السبب اظهر امير قطر السابق حمد بن خليفة ووزير خارجيتة بن جاسم حقدهم على الراحل معمر القذافي، بسبب تسريب القذافي لهذه المعلومات التي علمها عن بن جاسم.
ولا تتوقف الإتهامات في حق بن جاسم عند حد الشعوب أو الصحف أو المعارضين له أو حتى نظراؤه من السياسيين، بل تعدى الأمر ذلك ووصل الى توجيه الشيخة موزة أصابع الاتهام الصريح إليه بأنه دبر محاولة لاغتيال الامير تميم بعد ان فشلت محاولته السابقة في الانقلاب العسكري الذي دبره للإنقلاب وذهب ضحيته 4 من كبار الضباط القطريين واعتقال مجموعة أخرى.
ومنذ وصول الأمير تميم إلى حكم قطر، غاب بن جاسم الذي قيل إن الشيخة موزة والدة تميم، تمكنت أخيرًا من إخراجه نهائيًا من المشهد القطري، لكنه عاد ثانية واثقا من نفسه وهو يتكلم في سياسة الدوحة الخارجية وصلاتها مع جاراتها في الخليج، ويرى المراقبون أن عودة بن جاسم ليست مصادفة، بل هي خطوة مدروسة جيدا من الدوحة، فالمراقبون يعتقدون أن قطر تستنجد ببن جاسم المعروف بدهائه السياسي، ليعيد ترتيب علاقاتها مع السعودية ودول الخليج قبل فوات الأوان، خصوصًا بعد التسجيلات التي تم تسريبها أخيرًا، والتي تكشف عن تآمر قطري على السعودية؛ فربما تكون القيادة القطرية قد أدركت من فشل كل وساطاتها مع الخليجيين، أن السعوديين مصممون على اتخاذ المزيد من الاجراءات العقابية ضد الدوحة، لتصل إلى مقاطعة شاملة، إن لم تتراجع عن سياستها التي تصفها السعودية بأنها تشكل خطرًا على الخليج.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.