- اقتصار المراجعات على القيادات خطأ.. والفراغ الأمني سهَّل التراجع عنها - إسلاميون: سيطرة التيار القطبي على السلطة في الجماعات السبب في انتشار العنف - إحياء المراجعات الفكرية وفصل العمل الدعوي عن السياسة الحل لمواجهة الأفكار التكفيرية - الجماعات الإسلامية استخدمت المراجعات لتخفيف القبضة الأمنية.. وبعد ثورة يونيو سقطت الأقنعة عنهم منذ أن طرحت الجماعة الإسلامية مبادرتها الشهيرة لوقف العنف والإعلان عن إجراء ما عرف ب«المراجعات الفكرية» في النصف الثاني من التسعينيات، وإعادة النظر في الأسس والمبادئ التي انطلقت منها ممارساتهم العنيفة في مواجهة الدولة ومؤسساتها بل المجتمع ككل، فإن هذه «المراجعات» كانت محل نظر وشك، وتساءل الكثيرون عن حقيقتها.. وهل هي نابعة عن قناعة حقيقية لنبذ العنف والتبرؤ من الإرهاب أم أنها كانت مجرد محاولة لتخفيف القبضة الأمنية التي اشتدت عليهم والخروج من السجون التي كانوا محبوسين فيها بأحكام وصلت إلى المؤبد؟ ومما زاد من الشكوك حول مصداقية هذه المراجعات ومدى الالتزام بمضمونها، فضلا عن كونها نابعة أصلا من قناعة حقيقية ورؤية فكرية، ما ظهر من سلوك وممارسات بعض قادة الجماعة عقب ثورة يناير وما تلاها وصولا إلى «30 يونيو».. وبدا أن هذه المراجعات لم تعد كونها «حبرا على ورق»، خصوصا مع الخطاب التحريضى العنيف من قبل قياديين كطارق الزمر وعاصم عبدالماجد وصفوت عبدالغني على منصة «رابعة»، وضلوعهما في أعمال العنف التي شهدتها البلاد عقب سقوط حكم جماعة الإخوان المسلمين وعزل رئيسهم محمد مرسي بعد ثورة 30 يونيو. ويبدو أن الجدل تصاعد وارتفع هذه الأيام، مجددا حول حقيقة هذه المراجعات وإعادة النظر فيها وفتح المجال لنقاش موسع حول ضرورة تفعيلها ونشرها على نطاق واسع في مواجهة تصاعد العنف من قبل الجماعات التكفيرية، خصوصا بعدما أعلن القيادي التاريخي بالجماعة عبود الزمر في عدة مقالات انتقد فيها بلهجة لاذعة حادة فترة حكم الإخوان وممارساتهم والرئيس المعزول، وبيَّن فيها خطورة إستراتيجية العنف التي ينتهجونها، بزعم نصرة الشريعة والشرعية، بينما لا دليل من الكتاب والسنة يؤيد أو يجيز مثل هذه الممارسات. ويبدو أن القصور كان في أن المراجعات وقتها لم تعمم على الجميع بين أبناء الحركة الإسلامية، واقتصرت فقط على القيادات التي كانت داخل السجون، وهو ما ظهر أثره بقوة بعد 30 يونيو من أفكار تكفيرية وممارسات عنيفة وتخريب ممتلكات الدولة وإعلان الجهاد وظهور حركات العنف كرد فعل على عزل الرئيس الإخوانى محمد مرسي.. وهو ما يطرح التساؤلات مجددا حول جدوى تلك «المراجعات» وضرورة تفعيلها وتدريسها لقواعد التيار الإسلامي على العموم.. مع الإجابة عن تساؤلات حول حقيقة المراجعات؟ وهل كانت مجرد محاولة من الجماعات الإسلامية لتخفيف القبضة الأمنية عليها، بينما هم في الأصل لم يؤمنوا بها.. أم أنها حقيقية؟ وخروج البعض عنها لا يعنى أنها خففت بشكل كبير من وجود تلك الجماعات الإرهابية، وأن الانفلات الأمني بعد ثورة يناير كان سببا في عودة تلك النوعيات من الجماعات المسلحة.