أثارت وفاة الدكتور عصام دربالة، رئيس مجلس شورى "الجماعة الإسلامية" بمحبسه بسجن "العقرب" بسبب "منع العلاج عنه"، العديد من التساؤلات حول مستقبل الجماعة وهل ستحيد عن السلمية، بعد أن لفظت منهج العنف في أواخر التسعينات بعد إجراء مراجعات فقهية وفكرية. واتهم الدكتور طارق الزمر، رئيس حزب "البناء والتنمية"، الذراع السياسي ل "الجماعة الإسلامية"، النظام الحالي باغتيال دربالة. وقال في رد فعله الأولي على وفاته: "اتصلنا بعدة أطباء دوليين للسفر إلى القاهرة لمعاينة جثمان الشهيد عصام دربالة بعد أن توفرت عدة قرائن على تعمد السلطات المصرية اغتياله". وجاء ذلك وسط مطالبات داخل الجماعة بالتصعيد ردًا على وفاة دربالة، لكن فريق آخر بالاستمرار على السلمية ونبذ العنف، قيادات الجماعة أكدوا مواصلتهم النضال السلمي وطريقهم السياسي الذين سلكوه بعد 25 يناير، رافضين العودة للعنف. وقال عادل عوض محامي "الجماعة الإسلامية"، إن "وفاة الدكتور عصام دربالة رئيس شورى الجماعة الإسلامية السابق لن تثني الجماعة عن موقفها التي اتخذته بعد المراجعات التي أجرتها في التسعينات والتي بمقتضاها ابتعدت عن ممارسة العنف والاتجاه نحو السلمية". وأوضح معوض ل"المصريون" أن "توجه الجماعة الآن يسير في طريق سلمي دعوي سياسي بعيدًا عن العنف ومعتمدًا على ضرورة التصالح مع الشعب والحفاظ على مقدراته"، وأشار إلى أن وفاة دربالة جاءت "نتيجة تعرضه لإهمال طبي بسبب التقصير في تقديم الرعاية". في سياق متصل، قال أبو عبدالرحمن عمر العمري، القيادي في "الجماعة الإسلامية"، إن "الجماعة لن تعود إلى عنف وقوة وقسوة التسعينات مجددًا، على الرغم من وفاة الدكتور عصام دربالة رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية". وأضاف في تدوينة عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أنها لن تنسحب من المشهد السياسي لتنكفئ على نفسها وتداوى جراحها كما يريد و يأمل البعض الذي حصر الخيارات أمام الجماعة في هذين الخيارين. وقال: "لن تسمع الجماعة لهؤلاء ولا لهؤلاء.. فالجماعة أخذت موقف المعارضة حسبة لله ثم لهذا الوطن، بل أخذت موقفا وسطا في المعارضة فلاهى اندفعت بأفرادها متهورين في مواجهة مسلحة عاشتها من قبل فلم تجنى من ورائها شيئا، ولاهي التزمت الصمت تقية إيمانا منها بدورها الدعوى الذي ينبغي أن يكون عليه الداعية عند وقوع خطب بالأمة. وأشار العمري إلى أن الجماعة ستظل على موقفها المتوازن الذي يغلب صالح الأمة والوطن انطلاقا من المبادئ التي تربي عليها أفرادها والمحن التي مرت بها الجماعة خلال سنوات المواجهة. وكان دربالة أحد أبرز القيادات التي عملت على إنشاء أول حزب سياسي للجماعة الإسلامية بعد ثورة 25 يناير، حيث تولى القيادة بالجماعة الإسلامية، حين أعلنت الجماعة فوزه بمنصب رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية.