أضرم مستوطنون يهود اليوم "الأربعاء" النيران في مسجد قرية "الجبعة" جنوب غرب بيت لحم وخطوا شعارات عنصرية على جدرانه. وقال رئيس المجلس القروي للجبعة نعمان حمدان، في تصريح له اليوم، إن مستوطنين قاموا صباح اليوم بإشعال النيران في مسجد "الهدى"، حيث أتت على جزء منه قبل تدخل مجموعة من العمال كانوا يهمون بالتوجه لمكان عملهم إضافة إلى المواطنين وتم إخماد الحريق ما ألحق أضرارا بجزء من الأثاث وبواجهاته الداخلية. وأشار حمدان إلى أن المستوطنين قاموا أيضا بخط شعارات عنصرية على جدران المسجد ، لافتا ان القرية تعرضت في الآونه الأخيرة الى مضايقات جمة من قبل المستوطنين وقوات الاحتلال. ومن جهته، اعتبر وزير الأوقاف والشئون الدينية الشيخ يوسف ادعيس أن الجريمة النكراء التي وقعت اليوم في بلدة الجبعة، تدل بشكل واضح على المدى التي وصلت له آلة التحريض الإسرائيلية العنصرية تجاه المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين، مضيفاً أن هذه الجريمة اعتداء صارخ على المسلمين ومشاعرهم من خلال الانتهاك المتواصل على هويتهم الحضارية والثقافية. وقال إن سلسلة الاعتداءات الهمجية والتي طالت القدس والمسجد الأقصى، والمسجد الإبراهيمي والمقامات التاريخية كمقام يوسف في نابلس ومسجد بلال في بيت لحم ما هي إلا مؤشرات واضحة بشكل لا لبس فيه على مقدار التحريض الديني، والسياسي الذي يمارس تجاه الشعب الفلسطيني من قبل الاحتلال الإسرائيلي وقطعان مستوطنيه. وطالب ادعيس المؤسسات الإسلامية الدولية كمنظمة التعاون الإسلامي و والمؤتمر الإسلامي والدول العربية والإسلامية بأن تعمل على إنهاء هذه الاعتداءات التي فاقت كل وصف والتي وصلت منذ بداية العام الحالي فقط إلى مئة وسبعة وأربعين اعتداءات تقريباً، وذلك من خلال التوجه للمؤسسات الدولية ذات العلاقة، كما من خلال العلاقات الخاصة بكل دولة على حده. كما طالب المجالس المحلية والمواطنين الفلسطينيين إلى أخذ الحيطة والحذر في هذه الأوقات العصيبة التي يمر بها أبناء الشعب الفلسطيني وتشكيل اللجان الشعبية لحماية المساجد والمزارع التي تستهدف بشكل شبه يومي، مؤكداً حرص وزارة الأوقاف والشؤون الدينية على التعاون الكامل مع الأطراف ذات العلاقة بهذا الصدد. وأدان قاضي قضاة فلسطين مستشار الرئيس للشئون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش، إضرام مستوطنين إسرائيليين النار بمسجد الهدى بقرية الجبعة وكتابة شعارات معادية للمسلمين وللعرب على جدرانه. وأشار الهباش إلى أن هذه الجريمة تأتي ضمن مسلسل عنصري متواصل يظهر فيه الاحتلال الإسرائيلي وقطعان مستوطنيه مدى استهتارهم بالمقدسات الإسلامية. وأضاف أن استمرار هذه السياسة العنصرية ضد مساجد فلسطين وعلى رأسها المسجد الاقصى المبارك هو أمر خطير سيؤدي إلى انتقال الصراع بشكل متدحرج وخطير إلى حرب دينية لا يمكن السيطرة عليها أو التكهن بنتائجها، والطريق المظلم الذي سيدخل فيه الجميع، وسيضرب كل الجهود الرامية لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. وحمل الهباش حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذه الاعتداءات التي يمارسها المتطرفين اليهود، داعيا في الوقت نفسه جميع المؤسسات الدولية المعنية بالسلام وبحقوق الإنسان أن تعمل على رصد ومتابعة جرائم المستوطنين ضد المقدسات الإسلامية وأن تمنع استمرار حدوثها، مشيرا الى أن الصمت على هذه الجرائم يشجع المستوطنين على الاستمرار في عدوانهم وحربهم على المقدسات. كما أدان المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية – خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ محمد حسين الاعتداء الآثم الذي قامت به مجموعة من المستوطنين، على مسجد الهدى في قرية الجبعة غرب بيت لحم . وأشار إلى أن هذا الاعتداء يأتي تزامناً مع ذكرى مذبحة المسجد الإبراهيمي في الخليل ومع تواصل الانتهاكات والاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك. وأضاف أن سلطات الاحتلال أصبحت تجعل من المقدسات الفلسطينية ورقة انتخابية للمتطرفين المستوطنين، وأن الاعتداء على المساجد يأتي ضمن سياسة مبرمجة تهدف إلى تأجيج الصراع وتظهر مدى الاستهتار بالقيم الدينية والإنسانية للآخرين، وأكد سماحته أن المساجد في فلسطين تتعرض لحملات شرسة من قبل سلطات الاحتلال ومستوطنيها، في إطار مسلسل منظم، منوهاً إلى أن الأديان السماوية تحرم الاعتداء على أماكن العبادة، وتنأى بها عن دائرة الصراع. ودعا المواطنين إلى إعمار المساجد والدفاع عنها أمام سياسة الأرض المحروقة التي يقوم بها المستوطنون على المساجد الفلسطينية وأماكن العبادة، ودعا إلى وقفة عالمية وإسلامية وعربية فاعلة لثني سلطات الاحتلال عن الإمعان في سياستها المتغطرسة، وإلا فالقادم أصعب وخطير، محملاً سلطات الاحتلال عواقب هذه الاستفزازات والتطاولات والاعتداءات الغاشمة.