نقل الواقع للسينما تشويه للمجتمع ولا يعتبر إبداعًا الحديث عن حقوق المرأة والطفل هو التمييز بعينه لا أقلق من أعداء مصر.. وأخشى عليها من مواطنيها الكارهين لها فنان بدرجة سياسي، ورجل مجتمع، نشط في الفترة الأخيرة، من أجل عدد من المبادرات ولإحياء مصطلح «الفن المحافظ»، من جديد.. محمد صبحى، الذي بدأ حديثه مع «البوابة»، بطمأنة الجمهور على حالة زوجته الصحية، ويقول: «هي الآن في مرحلة العلاج الكيميائى داخل مصر، لأن المرض يعود مرة أخرى كل ستة أشهر، على الرغم من إجراء عمليات استئصال له في الخارج، ولكنها امرأة قوية ومؤمنة». ويتابع: «المجتمع المصرى هو من يخلق التمييز بين الرجل والمرأة، فعندما نتحدث عن حقوق المرأة، ثم حقوق الطفل وحقوق المسن وحقوق ذوى الاحتياجات الخاصة، فهذا هو التمييز بعينه، عندما يحقق دستور مصر حق الإنسان بشكل شامل، لن نرى مثل هذا التمييز، كما أقول لكل الرجال: لو المرأة قد خرجت من ضلع آدم، فأنت وكل الرجال خرجتم من رحمها، فكن قويا لتحتويها لا لقهرها، كن عذبا رقيقا صادقا صديقا، لا لامتلاكها، هي ستمنحك صكا بحياتها، ثم كن فارسا ستكون هي الجواد، وعالجت هذا الموضوع في مسلسل ونيس، وكنت أربى أما فاضلة وأبا فاضلا، وكنت أعلمهم أن يكون الولد أبا لأخته، والأخت أما لأخيها، في إطار من الحنان وليس القهر». ■ كيف ترى مستوى حرية الفكر في الأعمال الفنية التي تقدم الآن؟ - المدعون من الفنانين تحت شعار نحن ننقل الواقع، يشوهون كل شىء في مجتمعنا، ويصلون إلى حد تدنى الأخلاق، وليس الإبداع، وإذا كانت حرية الإبداع في الفكر، فانا أدافع عنها حتى نهاية حياتى، أما تدنى الأخلاق فليس له علاقة بالإبداع، فلا يجوز تقديم فن في حقبة ما بعد الثورة يعتبر النساء كلهن عاهرات، والفتاة المتعلمة التي لا تستطيع أن تأخذ حقها من الدولة ينتهى بها الحال إلى عاهرة، هناك فرق بين المذهب الطبيعى الذي يعرض كما هو، والمذهب الواقعى، وهو إيحاء فقط، يقدم واقعا يتضمن جزاءا كبيرا من الذي نتمنى أن يكون عند تقديم الواقع المرير، والعبقرية ليست في تقديم الوسيلة، ولكن لابد من إظهار الأثر السلبى، حتى تقدم رسالة كره لهذا السلوك، ولابد أن يلعب الممثل كل الأدوار، وأن يكون أمينًا في الصورة التي يقدمها للمشاهد، وهل هو يقبح السلوك السيئ أم يجمله للمشاهد؟ ■ ما هي الهموم التي تحملها؟ - أحمل هموم الأمة العربية، وهموم وطنى، وأحمل هموم ما لم أعشه (المستقبل)، وأحاول جاهدا لحل هذه المشاكل، لأن الموت لحظة، قد نشعر بالموت قبله بثوان أو دقائق أو أيام، وأتمنى أن أشعر في هذه اللحظات أننى قمت بواجبى أو حققت شيئا. ■ ماذا عن مشروع العشوائيات؟ - العشوائيات أتحدث عنها في كل مكان منذ 2003 باعتبارها حزاما ناسفا، وأن هناك 25 مليونًا يعيشون خارج الحياة، وأن المشكلة تكمن فيهم، لأنهم من يصدرون كل مشاكل المجتمع، فلابد من احتوائهم وحل مشاكلهم، وهذا مشروع كبير، ولكنى أصنع نموذجا لحل المشكلة حتى يتم التطبيق عليه بعد ذلك. ■ ما هو مصدر قلقك الحقيقى على مصر؟ - أنا لم أقلق أبدا من كل أعداء مصر، ولكن قلقى الحقيقى من الذين يكرهون مصر ويعيشون فيها وعلى ترابها ويمتصون كل شيء فيها، هؤلاء هم مصدر القلق الحقيقى، ويجب احتضانهم ومعرفة ما بهم ومعالجته، وعدم التفرقة بين أبناء الوطن الواحد تماما، مثل عدم التفرقة بين الإخوة في التربية. ■ هل توافق على المصالحة مع قطر؟ - أرفض المصالحة المصرية القطرية، فدويلة عربية مثل قطر كل قيمتها مال وروح عبقرية في الخيانة، أشعر بالإهانة كمواطن مصرى، كل دابة في مصر تعرف كره قطر لمصر، لأنها الذراع الآثمة للسياسة الغربيةالأمريكية الصهيونية، ولابد من قطع العلاقة فورا، لأن كل الإرهاب في مصر مدعوم من قطر وتركيا، وأرى أنه يجب الإعلان عن أعداء مصر بشكل رسمي. ■ كيف ترى الدور الذي تلعبه أمريكا مع مصر؟ - أمريكا تلعب دور الشرير التقليدى في السينما، الذي يكون مبتسما ويصفق ويتمنى الحظ للآخر، وهو من داخله يتمنى سقوطك، وهم أيضا المهندسون الذين يتولون سقوط الدول العربية وتقسيمها، ويمكننا اللعب معهم وتصديق ادعاءاتهم، بأنهم يحاربون «داعش». ■ هل الحل في التقارب المصرى الروسى؟ - أنا مع العلاقات الروسية المصرية، فهى علاقة مبنية على أساس المصالح، وهذا حق ولكن بشرط ألا تتعدى على حقوق الآخر، هناك تاريخ بين مصر وروسيا، ولكن تشوبه شائبة، فكانت روسيا داعمة لمصر ثم ذهبت مصر إلى أمريكا وتركت روسيا، وهذا تاريخ لا ينسى وكان هذا سؤال أحد الصحفيين الروس، عندما سأل هل لو عادت العلاقات المصرية الأمريكية هل تترك مصر روسيا كما سبق؟ يجب علينا أن نكون واضحين، نرضى مصالحنا ومصلحة الآخر، بما لا يتعدى على الأمن القومى، نحن بحاجة إلى روسيا، وبحاجة إلى تنوع السلاح، كما نحتاج الصين، ونحتاج أوربا، ولكن الاعتماد على أمريكا أصبح صعبا. ■ هل لديك حلول لأزمة سد النهضة بإثيوبيا؟ - تكلمت عن سد النهضة من 22 عاما، في كل أعمالى، وقلت إن الحرب القادمة هي حرب المياه، وفى الجزء السادس لمسلسل «ونيس»، تكلمت في مشاهد كثيرة أن هناك عدوًا إسرائيليًا يلعب في القرن الإفريقى منذ 17 عاما، وقيل لى بلاش الحديث بمنظور نظرية المؤامرة، ولكن نحن أمام واقع، وهو بناء السد، وكنت أتساءل لماذا لا يعلو صوتنا في مواجهة بناء هذا السد الذي يهدد الأمن القومى لمصر؟ ولكنى أعتقد أنه ليس ضعفا، ولكنه خجل، لأننا في مصر نسرف في استخدام المياه بشكل غير منطقى، ونلوث مياه النيل فكيف نواجه؟ لا بد من المحافظة على المياه أولًا داخل مصر. ■ وبالنسبة للتنظيم الإرهابى «داعش»! - داعش هي تلك الميليشيات الإرهابية التي استخدمتها أمريكا من قبل في العراق، وكانوا يتقاضون أجرا مقابل موتهم، بدلا من الأمريكان، وهم من تسببوا في إعدام الرئيس صدام حسين، كما أنهم يسيئون إلى الإسلام، في حين أن الإسلام بريء منهم. وداعش ما هو إلا فيلم هابط من إنتاج أمريكا وإسرائيل وقطر وتركيا، وهى المسئولة عنه. ■ ما هي مشروعاتك الفنية المقبلة؟ - أجهز حاليا مهرجان المسرح للجميع الثانى، وأقدم 6 مسرحيات منها مسرحية «خيبتنا»، ومسرحية «غزل البنات»، من تراث الريحانى، ومسرحية «هانوريكو نجوم الظهر»، وسوف يتم العرض لمدة شهر ونصف في دار الأوبرا، وشهر ونصف على مسرح سيد درويش بالإسكندرية، أما عن مسرحية «قناة السويس»، فتحتاج مجهودا ووقتا أكثر، فلم تنته بعد، أما عن برنامجى «على بلاطة»، فلم أستقر بعد على القناة التي سيعرض عليها. من النسخة الورقية