محافظ شمال سيناء يشهد ورشة عمل حول مشروع تعزيز التكيف مع المناخ    المؤتمر: معبر رفح يشكل البوابة الأساسية وشريان الحياة للفلسطينيين في غزة    المشدد عام وغرامة 10 آلاف جنيه لسائق يتاجر في الحشيش بشبرا الخيمة    الأزهر للفتوى يوضح فضل حج بيت الله الحرام    آخر موعد للتقديم في مسابقة التربية والتعليم 2024.. الرابط والتفاصيل    القائم بأعمال رئيس جامعة بنها الأهلية يتفقد سير الامتحانات بالكليات    وزير الدفاع: القوات المسلحة قادرة على مجابهة أى تحديات تفرض عليها    تقدم 9529 مواطن بالمراكز التكنولوجية بالشرقية لتقنين أوضاعهم فى مخالفات البناء    التعليم العالي توقع مذكرة تفاهم مع شركة MCS في مجال التدريب والأمن السيبراني    الهجرة تعلن موافقة وزارة الطيران على توفير خط مباشر إلى سول ولوس انجلوس    أكرم القصاص: لا يمكن الاستغناء عن دور مصر بأزمة غزة.. وشبكة CNN متواطئة    ابنة قاسم سليمانى تهدى خاتم والدها لدفنه مع جثمان وزير الخارجية الراحل.. فيديو    سيناريوهات اعتقال قادة إسرائيل.. قراءة قانونية: طلب اعتقالهم خطوة أولى والاتهامات يمكن إثباتها قانونيا.. إصدار مذكرة اعتقال بعد الاطلاع على الجرائم.. تحال لمجلس الأمن حال عدم تنفيذها.. وتوقعات بعرقلة أمريكية    الكرملين: لا يمكن لأي أسلحة يتم ضخها لكييف أن تغير مسار العملية العسكرية    فوز منتخب شباب دمياط على الأقصر في دوري مراكز الشباب    إنفوجراف| نهائي دوري أبطال أفريقيا .. تاريخ المواجهات بين الأهلي والترجي    اتحاد اليد يقرر تعديل موعد مباراة القمة بين الأهلي والزمالك    منتخب مصر يعلن قائمة مباراتي بوركينا وغينيا يوم 26 مايو    رئيس اتحاد الكرة وشوقي غريب والمجري يشاركون في تشييع جنازة شقيق هاني أبو ريدة    الكشف على 1021 حالة مجانًا في قافلة طبية بنجع حمادي    ضبط 750 كيلو سماد يوريا محظور تداولة بالأسواق في الشرقية    تجديد حبس سائق ميكروباص معدية أبو غالب وعاملين بتهمة قتل 17 فتاة بالخطأ    حملة تفتيشية مكبرة على مراكز الأشعة فى محافطة بورسعيد    ننشر حيثيات الحكم على المتهمة بترك رضيعتها بالصف    «إيرادات دور العرض السينمائي».. فيلم «السرب» يُحافظ على الصدارة    رفع كسوة الكعبة استعدادًا لموسم الحج 2024 | صور    مع عرض آخر حلقات «البيت بيتي 2».. نهاية مفتوحة وتوقعات بموسم ثالث    أكرم القصاص: الاحتلال فى مأزق.. ومصر الأقدر على امتلاك مفاتيح الهدنة    اليوم.. كاظم الساهر يحيي حفلا غنائيا في دبي    اعرف جدول المراجعات المجانية للثانوية العامة في الفيوم    الافتاء توضح حكم إمساك مريد التضحية لشعره وظفره    تاج الدين: مصر لديها مراكز لتجميع البلازما بمواصفات عالمية    وفد المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض يزور مستشفى شرم الشيخ الدولي    الرعاية الصحية تعلن نجاح اعتماد مستشفيي طابا وسانت كاترين بجنوب سيناء    تقديم الخدمات العلاجية ل7 آلاف مواطن على نفقة الدولة بالمنيا وتوريد 283 ألف طن قمح    تعليم القاهرة تعلن تفاصيل التقديم لرياض الأطفال والصف الأول الأبتدائي للعام الدراسي المقبل    إصابة مسنة وشابين في انفجار إسطوانة بوتوجاز داخل منزل بمنطقة إمبابة    وزير الري يلتقي مدير عام اليونسكو على هامش فعاليات المنتدى العالمي العاشر للمياه    النائب محمد المنزلاوي: دعم الحكومة الصناعات الغذائية يضاعف صادراتها عالميا    23 مايو 2024.. ارتفاع جماعي لمؤشرات البورصة المصرية في بداية التعاملات    "شوف جمال بلدك".. النقل تعلن تركيب قضبان الخط الأول للقطار السريع - فيديو    عضو مجلس الزمالك: نعمل على حل أزمة بوطيب قبل انتقالات الصيف    بعد دعم زوجها.. دنيا سمير غانم تتصدر تريند "جوجل"    في الجول يكشف تفاصيل إصابة عبد المنعم وهاني بتدريبات الأهلي قبل مواجهة الترجي    تحرير 116 محضر إشغالات في ملوي بالمنيا    رجل متزوج يحب سيدة آخري متزوجة.. وأمين الفتوى ينصح    إصابة طفلين فلسطينيين برصاص الاحتلال شرق مدينة قلقيلية    "العدل الدولية" تصدر غدا حكمها بشأن تدابير الطوارئ في قضية الإبادة الجماعية ضد إسرائيل    إعلام عبري: العدل الدولية تستعد لإصدار أمر بوقف الحرب في غزة    توريد 197 ألف طن قمح إلى شون وصوامع كفر الشيخ منذ بداية الموسم    رئيس منطقة الشرقية الأزهرية يتابع استعدادات بدء أعمال تصحيح امتحانات الشهادتين الابتدائية والإعدادية    «المنيا» ضمن أفضل الجامعات في تصنيف «التايمز العالمي» للجامعات الناشئة 2024    «الصحة»: المرأة الحامل أكثر عرضة للإصابة بفيروس نقص المناعة البشري HIV    ل برج الجوزاء والميزان والدلو.. مفارقة كوكبية تؤثر على حظ الأبراج الهوائية في هذا التوقيت    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 23-5-2024    فضل الأعمال التي تعادل ثواب الحج والعمرة في الإسلام    أول تعليق من دانا حمدان على حادث شقيقتها مي سليم.. ماذا قالت؟    «دول شاهدين».. «تريزيجيه» يكشف سبب رفضه طلب «أبوتريكة»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



: الأديب النوبي الحجاج أدول عضو لجنة الخمسين
من حق النوبيين العودة لأراضيهم علي ضفتي بحيرة ناصر
نشر في أخبار اليوم يوم 16 - 10 - 2013


الأدىب النوبى الحجاج أدول خلال حواره مع »الأخبار«
النوبة والأزهر والكنيسة والفنون.. قوي ناعمة نستطيع بها كسب افريقيا
الأديب النوبي المعروف الحجاج أدول من أبرز الروائيين الذين عبروا عن النوبة المصرية بخصوصيتها الثقافية والتراثية.. تشرب عبق تقاليد وفنون ولغة النوبة ووهب سنوات طويلة من عمره للدفاع عن حق النوبيين في العودة لاراضيهم مما أخر انتاجه الادبي، وابتعد عن الساحة لثلاث سنوات تفرغ خلالها للكتابة.. حصل علي جائزة الدولة التشجيعية عام 1990 عن مجموعة ليالي المسك العتيقة وجائزة ساويرس للادب المصري عام 2005 في الرواية والقصة القصيرة.. ثم عاد ليمثل أهالي النوبة في لجنة الخمسين لكتابة الدستور كمواطن مصري يمثل المصريين جميعا ولا يمثل مطالب النوبة فقط ولهذا يعتبر نفسه ثلاثي الأبعاد فيشارك في لجنة الحقوق والحريات ويركز كمبدع علي حرية الابداع والتعبير وحرية الصحافة وكرامة المواطن وحقوق المرأة والطفل وحقوق المعاقين.. بدأت حواري معه من عضويته في لجنة الخمسين باعتبارها الحدث الأهم:
كيف تم اختيارك لعضوية لجنة الخمسين وهل تعتبر نفسك ممثلا للنوبة ام لكل المواطنين المصريين؟
امثل الطرفين بالطبع، والحقيقة انني ابتعدت عن القضية النوبية منذ حوالي ثلات سنوات لأني اديت دوري وركزت علي انتاجي الادبي فكتبت روايات وكتبا تتحدث عن النوبة حاضرها ومستقبلها ، وكنا قد رشحنا خمسة من بيننا علي أن يختاروا واحدا منهم ويكون الباقون فريقا معاونا له لأني أفضل العمل الجماعي ولكن الاستعداد لم يكن كافيا وضغطوا علي للعودة للعمل العام فوافقت وانا متوقع ان المسئولين لن يوافقوا ولكن فوجئت بموافقتهم وفي البداية خفت ان ابتعد عن الادب ولكن وجدت معي مسعد أبو فجر ابن سيناء وعدد من رجال الاحزاب والمعارضة الشديدة جدا للسلطات علي مدي احقاب مرت وعدد من الادباء المعروفين بالاستقلال فشعرت أن المسئولين يريدون ان يستمعوا بجد ويحلوا المشكلات فشعرت بحسن النية في اللجنة كلها وانا لا اعتبر نفسي ممثلا لجزء من مصر بل الكل متكامل فلدينا ثقافات متعددة ولكنها جميعا تصب في نهر واحد هو الوطنية المصرية فاعتبر نفسي ثلاثي الابعاد لأني أشارك في لجنة الحقوق والحريات وأركز كمبدع علي حرية الابداع وحرية الصحافة وكرامة المواطن والدفاع عن حق المرأة والطفل وحقوق المعاقين ولكن بصفتي الوحيد الممثل للقطاع النوبي المصري فأمثل النوبة ، واقترحت أن ينص في بداية الدستور علي أن مصر دولة افريقية عربية اسلامية ولا يكفي ان نقول اننا نعتز بأفريقيا نظرا لأهمية افريقيا القصوي بالنسبة لمصر ولاهمية نهر النيل لمصر وقد كتبت هذا منذ 25 عاما وقوبلت بسخرية واستعلاء مؤلم علي الصعيد والنوبة والسودان وافريقيا كلها.
ونتيجة لهذا الاستعلاء والاهمال لافريقيا فنحن الآن مهددون بنقص حصتنا من مياه النيل بعد بناء سد النهضة؟
وقتها اتهمت بأني ادعو الي مشروع نوبي، متناسين ان تعدد الثقافات في مصر أمر طبيعي والعلم المصري نسيج واحد ولكنه يضم ألوانا عديدة فلابد من تجريم التمييز ضد المرأة وضد العقيدة وأيضا ضد اللون لأننا نقابل بسخرية مؤلمة نتيجة لوننا الأسود، ولابد من منع التهجير القسري لأي سكان من مناطقهم وإذا كان للضرورة القصوي فلابد أن يتم برضاء الناس وهناك حريات اخري سنعمل عليها بحيث لا يكون للسلطة التنفيذية الحق في خنق أي مواطن لكن بشرط أن يكون المواطن حرا حرية مسئولة لا تتعدي حرية الآخرين ولا تتعدي الأمن القومي المصري.
هل ما قدمته لجنة العشرة مجرد مباديء استرشادية أم ان لجنة الخمسين يمكن ان تقدم مواد مختلفة أو تكتب دستورا مختلفا؟
طبعا مع احترامنا للمجهود الذي بذلوه فمن حقنا أن نعدل ونحذف ونضيف كما نريد مع تقديرنا للمداخل التي قدموها لنا لنعمل علي اساسها.
المسميات مختلفة
إذن هل يمكن ان تنتجون دستورا جديدا تحقيقا للمطلب الشعبي؟
هذا المسمي في يد القانونيين ولكن اللجنة تستطيع ان تعدل اي مواد تراها حتي لو تركت مادة واحدة من دستور 2012 فسوف نترك اي مادة جيدة ومحكمة فلسنا في عداء مع الدستور الملغي ولا نريد حذفه ولن نعدل إلا ما يحتاج الي تعديل..وأري ان مجموعة الخمسين تمتلك الذكاء والوطنية وأتمني ان تزداد جوانب الحكمة لأني أري أن الدستور يعبر عن الحالة المصرية وهي حاليا تعاني من بعض السيولة ولهذا هناك مواد مستدامة خاصة بالحريات لابد ان تكون واضحة جدا في حين هناك مواد المجتمع يمكن تأجيلها لأن سوء الحالة الاقتصادية موضوع عاجل والناس يريدون ان يعملوا ويعيشوا ونحتاج لعودة الأمن والسياحة.. فهناك حوارات من وجهة نظري يمكن ان تكون بيزنطية فمثلا موضوع العقائد يترك للأزهر والكنيسة هذا تخصصهم وأي مادة يمكن ان تكون فرصة للكارهين ليحاولوا الدخول لعامة الشعب ليقولوا ان الدستور ضد اشياء معينة.. لابد من اغلاق هذا الباب لاننا سنرجع للاستفتاء فالحكمة موجودة لدي الكثيرين لتأجيل بعض البنود فهناك أمور مرحلية وهي شبه العدالة الانتقالية، فمثلا نسبة ال50٪ عمال وفلاحين لو ألغيناها أليس من الممكن ان نخسر اصواتهم خاصة أنهم لا يعلمون ان المنادين بذلك ينظرون للصالح العام فهل يمكن الوصول لحل توافقي لتحديد نسبة أقل، والمرأة مظلومة فعلا وفي العدالة الانتقالية نسميها التمييز الايجابي فلماذا لا تأخذ فرصتها لدورة او دورتين بتحديد كوتة للمرأة وللاقباط والنوبيين فالاقباط لا يحصلون علي حقوقهم مثل المسلمين فلابد ان يعتمد الدستور علي المساواة ولابد ان نعطيه شيئا من حقه وعندما يختفي الاحتقان الطائفي هم من سيطالبون بالغاء الكوته ولكنهم الآن يطالبون بها.
ولكن هناك من يقول ان كوتة الاقباط هي اعتراف بأنهم أقلية بينما هم جزء من النسيج الوطني وهذا من كلام الاقباط أنفسهم؟
ربما تنقسم آراؤهم حول هذه النقطة ولكن ما معني الأقلية؟ يمكن ان تكون اقلية عددية او لغوية واحيانا لا تحمل أي معاني مهينة فكيف يعتبروننا أقلية ونحن من أصول مصر وهذا صحيح ولكن بأي نسبة امام التسعين مليون فالنوبيون تتراوح اعدادهم بين 3 الي 5 ملايين نسمة ولا توجد احصاءات رسمية مؤكدة والمشكلة انه لا توجد لنا دائرة انتخابية تمثلنا لأن الدائرة سحبت منا وذهبت الي دمياط فدخلنا مع زحام دائرة كوم امبو ولأننا اقلية عددية فلا ينجح نائب منا لذلك لم يوجد في البرلمان المصري نائب نوبي يشعر بمشكلاتنا فلو لم تخصص لنا كوتة فعلي الأقل تخصص لنا دائرة انتخابية.
قصة التهجير
متي بدأ تهجير النوبيين؟
من أواخر القرن الثامن عشر قبل سنوات من بناء سد اسوان عام 1902 واذا كانت ثورة يناير رفعت شعار الكرامة الانسانية فنريد ايضا ان يشعر النوبي بالكرامة فلا يوجد اي عمل درامي يعبر عنا ولا يوجد مذيع أو مذيعة بشرتهم داكنة او سوداء منذ نشأة التليفزيون عام 1962 ولو ان اوبرا وينفري اشهر المذيعات الزنجيات في امريكا قد ظهرت هنا فأكثر ما تحلم به ان تعمل في البوفيه! .بينما في السويد توجد 5 مذيعات سمراوات مع ان الشعب معظمه ابيض وهو ما يلحظه الاجانب ولا يلحظه المصريون لأنهم يشعرون في داخلهم بالتعالي كلما ذهبت جنوبا ونحن جنوب الجنوب نحن السبنسة علي رأي جمال حمدان، حتي عندما قلنا أدب نوبي غضبوا من المسمي ولكني افعل ما يتوصل اليه عقلي وارضي ضميري وان غير يحر في اقتناعه بما أقول إلا إذا أقنعني أو اضاف الي معلومة، وللاسف الثقافة السلبية موجودة فينا ولابد ان نعترف بها حتي نعالجها بدلا من أن نكذب وندعي عدم وجود عنصرية وتعال وهذا لا ينسحب علي جميع المصريين، حتي جنوب افريقيا قبل مانديلا كانت تعاني من التمييز العنصري ولكن ليسوا جميعا بدليل الأديبة البيضاء التي حصلت علي جائزة نوبل كانت متعاطفة مع قضية السود فهناك شريحة متعصبة هي التي يجب ان نغير من ثقافتها الي ان تقل الي نسبة قليلة فهذا شيء طبيعي في أي بلد ولكن هناك من ينظر الي الجنوب باستعلاء وعنصرية ولابد ان نواجههم وبالقانون لابد من تجريم العنصرية في الدستور ضد المرأة والمعاقين والسود فنقلل هذه الشريحة المتعالية..فلا زالت بعض البنات تعير في الشارع بلفظ( يا سوداء) وهو ما كتبت عنه المستشارة نهي الزيني ولكني اعترف أن العنصرية اللونية قلت كثيرا.
وما الاسباب التي ساهمت في تقليل نسبة السخرية من لون البشرة الداكن وزيادة تقبل المجتمع للتنوع؟
هناك اسباب محلية وعالمية ففي الداخل بعد صدمة التهجيرات بدأ النوبيون في الاختلاط بسكان المحافظات التي هاجروا اليها فتعلموا الحديث باللغة العامية بدلا من اللغة النوبية التي لا يفهمها سواهم، وبدأ الشباب النوبيون يتعلمون بالجامعات وظهر منهم الأدباء والفنانون، وعلي المستوي العالمي فقد قلت العبودية في امريكا مع ظهور مارتن لوثر كينج وظهر الأبطال الرياضيون السود فنالوا اعجاب العالم خاصة محمد علي كلاي خاصة بعد ان أسلم وهو زنجي فأصبح لونه مصدر فخر وحتي في السينما الأمريكية حصلت علي جائزة نوبل في ذهب مع الريح ممثلة زنجية ثم ظهر فيلم لسيدني بواتيه (خمن من أتي للعشاء) الذي بدأ يرصد اختلاف نظرة الامريكيين للسود وهذه هي العوامل التي أعطت الفرصة لمحمد منير بعد أن عطله لونه لمدة ثلاث سنوات ولأحمد زكي الذي رفضوا ان يقوم ببطولة فيلم الكرنك لأن سعاد حسني لا يمكن ان تحب شابا أسود! ولكنهم نالوا فرصتهم لأنهم ظهروا في وقت فيه شيء من العنصرية ولكن به انفراجة كبيرة ولهذا أخذت أنا أيضا فرصتي في الأدب بعد أن تقدمت في السن.
الفنون النوبية
اللغة والثقافة والفنون النوبية هل بدأت تندثر فعلا ولهذا طالبت بأن تكون اللغة الثانية بعد العربية؟
هي اللغة الثانية بالفعل رغم وجود اللغة القبطية لكنها اكاديمية ودينية في الكنائس والبعض يدرسها لكنها لا تستخدم في الشارع ولكن في القري النوبية لانجد من يتكلم الا اللغة النوبية لكني لا اطالب بأن تدرس في المدارس إلا في القري النوبية لمن يريد أن يتعلمها من الصغار ولكن لا افرضها علي اي شخص آخر وهناك من ادعي ذلك للاساءة لنا.. فهي لغة محلية وهي الثانية في مصر.. اذن كل ما هو تراث نوبي فهو تراث مصري فلماذا يغضب الناس ألم يتحدث القرآن الكريم عن اختلاف الالسنة والالوان؟ وكل لغة فيها آية من الآيات العربية والنوبية والامازيغية والبيجاوية وهي لغة اهل حلايب وشلاتين والبحر الأحمر فالعالم كله ينتفض لأنه فقد الوف اللغات المنقرضة ولو وجدوا شخصا واحدا يتكلم لغة يسارعون بتسجيلها حتي لا تضيع فاللغة عبقرية انسانية فلابد من الاهتمام باللغة النوبية كلغة هامة.. كان الشاعر محمد سليمان يدرس فصولا في النوبية بالاسكندرية.. كان بعضهم من غير النوبيين والغريب انهم اكثر تفوقا من النوبيين انفسهم فأنا لا أريد فرض اللغة النوبية بالمدارس ولكن أطالب بتدريس التاريخ النوبي مثل التاريخ الاسلامي والقبطي في اقسام التاريخ بالجامعات فالعالم نسيج واحد ولكن به الوان وخطوط والمناطق البعيدة تعاني من الظلم والدستور يستخدم كلمة الانسان وليس المواطن.
هل هناك محاولات لحفظ الفنون والرقصات واللغة النوبية من الضياع والانقراض؟
هذه الفنون بهتت كثيرا حتي الافراح النوبية التي ينبهر بها الناس في المحافظات التي هاجرنا اليها فهي لا تحمل الا القليل من الفن الباهت وبعض التنويعات ضاعت تماما فنحن نمثل بقايا الفن النوبي وهو ما يحزنني انسانيا لقد شهدت العرس النوبي في المنطقة الشعبية التي ولدت بها بالاسكندرية بعد تهجير ابي من قريته النوبية فكان العرس يستغرق حوالي عشرة أيام في رقصات متنوعة تبدأ من المغرب ، وجمع هذا التراث يحتاج أكبر من جهد الافراد.. انه يحتاج الي جهد الدولة أما سبب الاندثار فهو التهجير لأن اهل النوبة نهريون وحياتهم مرتبطة بالنهر.. نحن النيل فعندما ابعدونا عنه بدأت المنظومة النوبية كلها تنهار.
حق العودة
هل هذه هي اسباب مطالبة اهل النوبة بالعودة سريعا الي اراضيهم؟
نحن نطالب بالعودة سريعا الي اراضينا حتي لا يضيع ما تبقي من تراثنا واتحدث عن حق العودة مثل المهجرين من قناة السويس وقت الحرب ولنجعل العودة اختيارية لأن معظم النوبيين الذين استقروا في محافظات أخري والراغبين في العودة حوالي نصف مليون نوبي والمنطقة النوبية شاسعة ونرغب ان يعيش معنا سكان محافظات أخري مثل اسوان فنحن لا نحب الانغلاق ولابد ان ننفتح علي ثقافة الغير فلو انغلقت الثقافة سنتحول الي متحف ونحن نريد ان تكون الثقافة النوبية الانسانية في حراك دائم.
هل طبيعة الشخصية النوبية النيلية هي التي منعتكم من السكن في مناطق صحراوية؟
القري النوبية التي بنيت بعد 1964 هي بالنسبة لنا زنازين لأنها في الشتاء ثلاجة وفي الصيف نار بل نحن عباقرة لاننا استطعنا ان نحسن فيها فزرعناها وبنينا مصاطب ولوناها برسومنا التقليدية الزاهية القديمة ولكن لم نستطع الحياة فيها لبعدها عن النيل.
لقد زرت قرية نوبية منذ سنوات طويلة ولا زلت أذكر جمال البيوت المنخفضة والرسوم الجميلة علي الجدران والطرقات شديدة النظافة؟
النسبة للبيوت المقامة علي الجزر في اسوان فلا زال فيها العبق النوبي ولكن في كوم امبو كانت البيوت مخصصة للعاملين في السد العالي وهي بيوت ضيقة واسقفها منخفضة واحواشها صغيرة ونحن معتادون علي الاتساع وبيوتنا كانت مبنية بالطين علي طريقة المهندس حسن فتحي في الصيف الجو لطيف وفي الشتاء دافيء وهي عبقرية الطين التي يمكن ان تحل مشكلة الاسكان في مصر فلماذا يستخدمون الاسمنت؟ لقد رأيت كل هذا في صحراء كوم امبو وقالوا لنا سنزرعها ولكن لم نجد نبتة خضراء.. وقتها كان الاطفال حين يلعبون يتجمعون بجوار حائط ويجلسون يبكون فلم نجد لا نيل ولا شجر ولا نخيل ..فقط شمس حارقة ورمال ممتدة أما الجيل الأصغر فقد مات اكثر من 150 ألف طفل نتيجة تلوث مياه الشرب ودفنوا هناك في مقابر سميت (مقابر الحضانة) أما كبار السن فأصابتهم صدمة قاتلة تسمي بالبلدي (النُقطة) لقد خدعتنا الحكومة وتصورنا اننا سنعيش علي ضفاف النيل فوافقنا لان هجرة خزان اسوان كانت قد شتتهم وظنوا انهم سيتجمعون من جديد وصدق الناس الطيبون.. لقد عشت كل هذا الاذلال ورأيت 12 قرية عندما كنت أعمل في السد العالي لأنها كانت علي مسافة نصف ساعة شمال أسوان فهذه القري القديمة كانوا قد هجرها أهلها عندما ارتفعت المياه فأقاموا قري تشبه القري الاصلية ورغم هذا كانت القري النوبية تبهر الزوار لنظافتها وجمالها وطرازها المعماري الفريد.
ما الأراضي التي تعتبرونها اراضيكم وتريدون العودة اليها؟
حول النيل هضبة مرتفعة نقل اليها معبد ابو سمبل وحوله علي الأقل مليون فدان وبالزراعة الحديثة يمكن ان تصل الي 2مليون فدان وهذه هي المنطقة التي نريد ان نعود لنعيش فيها لكن هناك بعض رجال الأعمال ولا اقصد الشرفاء منهم ولكن الفاسدين يريدون منع النوبيين من العودة ليستولوا علي الأراضي الغنية علي ضفاف بحيرة ناصر ومنها منطقة خصصت لتكون محمية طبيعية لكثرة الغزلان والزرع فيها وهناك مناطق نجد فيها سرابا بمعني ان الارض مستوية والمياه علي الجانبين لو استخدمنا الري بالتنقيط لعدم اهدار المياه فسوف نجني محاصيل وفيرة في فترة قصيرة لغني الارض وهناك اماكن سياحية ومناطق تعدين واستغلال اشعة الشمس والتجارة بين مصر والسودان ولهذا يضغط بعض رجال الاعمال علي الحكومة لاستغلال هذه المميزات وعندما علا صوت النوبيون بنوا لنا مساكن في منطقة كركر منذ عامين.
واين تقع منطقة كركر؟
هي ضاحية من ضواحي مدينة أسوان قريبة من المطار وتبعد عن البحيرةحوالي 7 كيلو مترات ونحن نطالب بمسكن وارض زراعية والقري الصغيرة ستضم وتسمي بندر لكنهم قالوا ان مساكن كركر لمن لم يأخذوا مساكن عام 1964 متناسين ان العائلات تكاثرت وانتجت اجيالا جديدة فمن منهم سيحصل علي المسكن؟ فلابد ان تحدث خلافات عائلية، ولعدم وجود اراض زراعية بالمنطقة قام بعض من حصلوا علي شقق باغلاقها أوباعوها وعادوا للمحافظات التي جاءوا منها، إذن لقد انشأوا كركر لكي يفشلونا ولتكون هي الهجرة الخامسة لنا ونظرا لأن مساكن كركر بقيت مهجورة تعرضت للسرقة حتي الابواب والشبابيك فمن المسئول عن انفاق اكثر من مليار جنيه ضاعت بسبب سوء التخطيط؟ ومن حصل علي عقد بمساحات 83 ألف فدان حول بحيرة ناصر باسماء وهمية وبأسعار رخيصة وبعد تكذيب الخبر وقيام ثورة 25 يناير العظيمة أصدر احد محافظي اسوان قرارا بالغاء تخصيص 230 ألف فدان فلماذا لا يتم التحقيق في هذه الواقعة لنعرف من هم المشترون ومن هم المسئولون الذين سهلوا لهم الحصول علي الاراضي؟ ولكن المحامين النوبيين اقاموا قضايا مطالبين بالتحقيق في الفساد الذي تم في بناء مدينة كركر وتركت الاماكن التي يمكن ان تجعل النوبيين ينتجون من أجل مصر.
الدستور والنوبة
كيف يساعد الدستور في استعادة النوبيين لحقوقهم؟
نحن نريد دستورا يليق بمكانة مصر ويساعدها علي استرداد مكانتها كدولة عظمي في المنطقة وهذا لن يتم إلا بحل القضية من جذورها سواء النوبية او السيناوية أو قضايا المرأة والاقباط ولدينا علماء يمكنهم الحل، ونريد العودة الي شعار تحالف قوي الشعب نحن لا نطالب بحل فوري او بميزانية بالمليارات.. فقط نريد الاعتراف بحقنا في العودة ووضع جدول زمني للتنفيذ وسوف نرحب بسكان المحافظات المجاورة ليشاركونا في المرحلة الاخيرة.. فقط نحتاج لخطوات جدية وليست مجرد وعود.
وبماذا ترد علي من يدعون ان النوبيين يريدون الانفصال عن مصر؟
كيف تقرر الاقلية الانفصال ومعظمنا نعيش في المحافظات المختلفة؟ نحن فقط ننادي بأولوية العودة لنا وندعو باقي سكان المحافظات للعيش معنا فهل هذا موقف من يفكر في الانفصال ومنذ اكثر من عشرين عاما لاحظت بدء حرب المياه وقلت ان النوبة هي الجسر للسودان ثم الي حوض وادي النيل لأني اعتقد ان لنا أربع قوي ناعمة ندخل بها الي الجنوب وهي النوبة لأن البلاد الافريقية تشعر ان اهل النوبة أقرب اليهم وبالأزهر الشريف والكنيسة الارثوذكسية والفنون والأدب المصري مما يمهد الطريق لقوي الاقتصاد المصري ليدخل رجال الاعمال والدولة لعمل مشاريع مشتركة ستنفع شعوب منابع النيل للحفاظ علي حصة مياه مصر من النهر لأن المنافع المادية هي الطريق الامثل وليس الاستعلاء عليهم، لقد قدمت مشروع فكرة لفاروق حسني وزيرالثقافة الاسبق لاقامة مركز ثقافي ضخم عند منطقة ابو سمبل ونقيم مهرجانا للسينما الافريقية وللرياضة التقليدية الأفريقية ومسارح وفنون افريقية ومدرسة ألسن افريقية وفرع للمجلس الأعلي للثقافة ومعاهد تكنولوجيا عالية لمن يرغب في التعلم وتخصيص منح لغير القادرين فهي قوي ناعمة ويمكن تسمية ميدان باسم مانديلا مثلا، ورد علي فاروق حسني هذا المشروع هام جدا وسوف ننفذه لكنه كان يحتاج امكانيات دولة لا امكانيات وزارة وحدثت محاولات لسرقة فكرتي وتنفيذها بشكل سطحي فلماذا نترك افريقيا لامريكا والدول الاوروبية يتسابقون لغزوهم ثقافيا للاستيلاء علي خيرات القارة.. فلو اهملنا الجنوب ستكون كارثة لو قلت مياه النيل
كيف أثرت النوبة في أدبك؟
أجاب ضاحكا: لأنني نوبي، لقد عشت في منطقة شعبية بالاسكندرية كان جميع سكانها من النوبيين فسموها عزبة توماس علي اسم قريتنا فرأيت التقاليد وذهبت للنوبة في طفولتي وبقيت في مخيلتي النوبة الساحرة وعندما عملت في السد العالي من 1963 الي 1967 شاهدت التهجير ثم التحقت بالجيش من 1967 حتي 1973وكان السد العالي مشروع مصر القومي فأصبحت معبأ بالنوبية وان لم اكن اديبا في هذا الوقت ومن انتاجي الأدبي (النوبة تتنفس تحت الماء) (ليالي المسك العتيقة) (ناس النهر) (بكات الدم) (غزلية القمر) (احضان القنافد) والآن لا يوجد من الادباء النوبيين إلا انا وادريس علي ويحيي مختار وقبلهم الشمندورة لمحمد خليل قاسم وعدد من الشعراء الجيدين.
وكيف اثرت عليك فترة تجنيدك في حرب الاستنزاف ثم نصر اكتوبر؟
تأثرت بها جدا لأنها امتدت حوالي 7 سنوات فيهم من الاعتزاز والصعوبة النفسية الكثير.. بعدها حققنا النصر العظيم في اكتوبر 37.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.