«بجلباب فضفاض أسود، وجسد ممتلئ، ووجه أبيض شاحب، تسكن ملامحه الحزن، يبدو على عينيها الأسى»، انتظرت «شادية. ع» السيدة الخمسينية، دورها لتعرف ميعاد تأجيل دعوى الخلع التي أقامتها على زوجها منذ شهرين بمحكمة الجيزة للأسرة، ومازالت القضية قيد المداولة. قالت شادية ل«البوابة»: «حظى زفت في المرتين اللى تزوجت فيهما الأول طلع بصباص ومش بتاع مسئولية والتانى بصباص برضه بس تاجر مخدرات وحرامى». بهذه الكلمات بدأت السيدة الخمسينية تروى حكايتها: «قررت إقامة دعوى الخلع على زوجى الثانى بعد أن اكتشفت إنه تاجر مخدرات كبير ولص، وذلك بعد أن وجدت قوة أمنية تقتحم علينا المنزل وتم القبض عليه بعد مشاركته في التخطيط لسرقة إحدى السيارات، ووجهت إليه تهمة السرقة وتجارة وحيازة المخدرات، وتم حبسه وبالرغم من ذلك قررت الوقوف بجانبه، إلا أنه كان يعاملنى معاملة سيئة أثناء زيارتى له، وعلمت من إدارة السجن أن عددًا من السيدات اللاتى كان يعرفهن قبل حبسه يزرنه، وفى إحدى زياراتى له قام بطردى وقال لى: متجيش تزورينى تانى». وتابعت شادية حديثها والدموع تملأ عينيها: «تعرفت عليه وأنا أبحث على سكن جديد، بعد أن قام زوجى الأول بتطليقى وطردى خارج منزلي، حيث كان يمتلك أحد محال الفاكهة، خدعنى بكلامه المعسول ورقته وحنيته، وأحببته بصدق وعندما عرض علىّ الزواج وافقت، حيث إننى لم أعرف معنى الحب من قبل فقد تزوجت من والد أطفالى وعمرى «17» عامًا زواجا تقليديا، وشعرت أننى أمتلك قلب طفلة تعيش قصة حب، ولم أنظر إلى عيوبه وصفاته السيئة وسمعته التي تشوبها الشبهات، وبعد الزواج اصطدمت بواقع أننى تزوجت من رجل «نسوانجى» ويدُمن عددا من أنواع المخدرات، وعندما كنت أتشاجر معه حيث كان يتعرف عليهن أمامى بدون أي خجل، كان يقول لى «أنا جايبك خدامة وبس». وصمتت قليلًا وعادت بذهنها ثلاثين عامًا إلى الوراء، وقالت «الست اللى حظها وحش في الحب أول مرة هايفضل طول عمرها حظها وحش حتى لو عرفت ألف رجل»، وتابعت حديثها قائلة «بعد فشل قصة حبى الأولى مع زميل دراستي، تزوجت بطريقة تقليدية من والد أطفالى الستة، حيث كان عمرى «17» عامًا، ولكن بالرغم من العشرة والأعوام الكثيرة التي أمضيتها معه، اكتشفت أنه لا يستطيع تحمل المسئولية وترك لى تربية الأطفال وتفرغ هو لملاحقة الساقطات، حتى قريباتى لم يتركهن، وبعد أن أتممت جزءا كبيرا من رسالتى ك«أم» وزوجت بناتى الثلاث، وطفح الكيل بى من تصرفاته السيئة ومعاملته المهينة لي، طلبت منه الطلاق ولكن بشرط أن أترك أولادى الثلاثة له، وبالفعل تنازلت عنهم مقابل طلاقي، ومنذ هذا اليوم وأنا لم أر يوما سعيدا، حيث إن أولادى قاموا بمقاطعتى حتى بناتى الثلاث لم يقمن بالاتصال بى ولو حتى مرة، واعتقدت أن زواجى سيعوضنى عن الذي حُرمت منه وأنا في عز شبابي، إلا أن الزوج الثانى كان «مصيبة» أكبر من الذي مضى. من النسخة الورقية