المربوعة البدوية، ركن أصيل في بيوت الأهالي بمحافظة مطروح على مختلف مستوياتهم الاجتماعية، وهى غرفة استقبال للضيوف، تماثل في المدن حجرة الاستقبال أو الأنتريه، وفى الريف المندرة، وترجع تسميتها بهذا الاسم لكونها دائما مربعة الشكل. وتلعب المربوعة في الحياة البدوية أدوارا مختلفة أبرزها الدور التربوى المتمثل في كونها المدرسة الحياتية الأولى التي يستقى فيها الشباب البدوى خبرات الحياة التي تشكل شخصياتهم كرجال في القبيلة، كونها مجلسا يحتضنهم للاستماع إلى كبار القبيلة وعواقلها، وهم يتخذون القرارات أو يناقشون القضايا المهمة في القبيلة أو المجتمع البدوى، وكذا كيفية إكرام الضيف من الأهل والأغراب. كما تلعب المربوعة البدوية دورًا سياسيًا هامًا، كونها غرفة عمليات مغلقة تخرج منها أهم قرارات القبيلة وتدار فيها المواجهات والأزمات السياسية، كتوزيع وتقسيم المناصب الانتخابية من مقاعد مجالس الشعب والشورى والمحليات. كما تعد المحكمة التي يفصل فيها في النزاعات والخلافات القبلية بين العائلات والقبائل أيا كان نوعها، سواء خلاف على أرض أو مشاجرات أو قضايا الثأر، وكل مشاكل الأحوال الشخصية من طلاق وتقسيم ميراث وحضانة الأطفال. وكذلك فض المنازعات التجارية في قضايا البيع والشراء والديون، وأيضا يتم فيها عقد الصفات التجارية وتوزيع الأرباح والمكاسب أو الخسائر. ويظل الدور اجتماعيًا للمربوعة هو الدور الرئيسى والمستمر، بحكم مظاهر الحياة البدوية التي لا تتوافر فيها النوادى والمقاهي، فالبدو بطبيعتهم يفضلون التواجد في منازلهم وبين أسرهم في وقت الفراغ، فتعقد داخل المربوعة الحلقات النقاشية والندوات المختلفة، التي تتناول طرح كل الملفات الاجتماعية والدينية والثقافية والفنية من تاريخ وتراث بمنتهى الحرية، وأحيانا تكون الشاهد على بزوغ موهبة فنية جديدة في الشعر أو الغناء من المتسامرين وهم يتناولون الشاى الزردة، إضافة إلى إبرام اتفاقات الزواج وتفاصيل عقود الزواج من مهور وذهب وميعاد عقد القران. ومع تطور الحياة الاجتماعية للبدو، وتعدد وسائل الاتصال بالثقافات المختلفة القادمة من الوادى والدلتا، أصبحت المربوعة تلعب دورًا جديدًا يتمثل في الوجاهة الاجتماعية، فعلى حسب غنى أو فقر البدوى أصبحت تكلفة وتجهيزات وديكورات المربوعة، وهى بشكلها القديم الكلاسيكى كانت عبارة عن مفروشات من الصوف والقماش والسجاد اليدوي، أما الستائر فكانت مقصورة على مستويات معينة من وجهاء القبائل، والآن تحول الكليم البدوى إلى الموكيت والسجاد بأنواعه لفرش الأرضيات والستائر المشغولة على الطراز الخليجى وأنظمة الإضاءة والديكورات الحديثة، وأصبحت تكاليف الواحدة منها تتجاوز في بعض الأحيان ال 50 ألف جنيه، وتبدأ ب 2000 جنيه للمربوعة العادية، ولم تقتصر على بيوت وفيلات أبناء القبائل فقط وإنما احتلت مكانًا داخل الفيلات والقصور التي بنيت على الطراز الحديث، بما في ذلك فيلات وقصور الساحل الشمالي. من النسخة الورقية