رغم تشابة العادات الرمضانية للمسلمين فى جميع ارجاء مصر ، وحرصهم جميعا على مقاومة النفس و والتضرع والتقرب الى اللة باعمال البر وتلاوة القران تبقى للمجتمع البدوى المطروحى خصوصيته فى هذا الشهر الفضيل يعيش البدو على أطراف مدينة مطروح فى قرى متفرقة وغالبا ما يعمل ابنائها بزراعة التين والزيتون والطماطم كما يشتغل البدو بالرعى، ولأن هذة الاعمال تتطلب مجهود جسدياً كبيراً وتواجداً طويلاً تحت اشعة الشمس، يضطر البدو فى مطروح لانهاء أعمالهم واشغالهم باكراً قبل صلاة الظهر، تفاديا للحرارة العالية والعطش وتتميز بيوت البدو بالصحراء بتصميمها بشكل يوفر الرطوبة بالداخل ويعكس الحرارة، وجميعها مدهونة بالكلس الأبيض، ومبنية على مصاطب مرتفعة عن الأرض، كما أن أسقفها مطلية بمواد تعزل الحرارة.
من عادات وتقاليد أبناء البادية بمحافظة مطروح طوال ايام الشهر رمضان الكريم فتح المربوعة بالاضافة الى اقامة المقاعد والدوواين واقامة خيام صغيرة للإفطار الجماعي كنوع من التكافل الاجتماعي حيث يحرص كل فرد من أفراد القبيلة طوال شهر رمضان على إحضار إفطاره ويتشارك الجميع فى اعداد واحضار الأطباق المختلفة على مائدة كبيرة حتى يتناول الغني طعام الفقير ويتناول الفقير طعام الغني . سويا أما الضيف عند البدو فيكون له اهتمام خاص حيث تترك له مائدة مستقلة يضم مختلف واشهى الاطباق المقدمة من جميع الاسر .
ويسبق إعداد الإفطار إشعال النيران والمواقد المتوهجة حتى تكون مرشدا ليقبل عليها السائرون في الصحراء ثم تستخدم فيما بعد لاعداد الشاي الزردة الذى تشتهر بة المحافظة .
و يبدأ البدو عادة فى التجهيز لمائدة الافطار عقب صلاة العصر فيتوافد جميع رجال وشباب القبيلة ويصطحبون معهم أطفالهم لتعويدهم على العادات والتقاليد السائدة ثم يتم التجهيز للإفطار والشاي والقهوة حتى يحين موعد أذان المغرب . تبدا المراة البدوية منذ ساعات الصباح الاولى فى التجهيز والاعداد للافطار حيث تعتمد ذاتيا على نفسها فى كل شئ فهى تخبز فى بيتها وكذلك تربى الدواجن والأغنام بالمنزل وتأخذ بيضها وألبانها ولحومها وتعتمد على ما يتوافر لها أيضا من المحاصيل، أما المستلزمات الخارجية الأخرى الضرورية فيقوم بشرائها رب الأسرة غالباً، كالسكر والشاى والزيت، ونادراً ما تغادر بيتها إلا برفقة زوجها أو أحد أبنائها الذكور، خاصة لو كانت كبيرة السن وذلك للزيارات العائلية أو فى الإفراح فقط، أما البدويات الصغيرات المتعلمات فيخرجن فى نطاق محدود وهن مرتديات خمار الوجه».
ويعتبر الرز الحمر والشوربة المغربى وارز المكمور والكسكسى من اشهر الاكلات التى يقبل عليها اهالى مطروح واحبها الوافدون ايضا ومن اللافت للنظر ان بدو مطروح لايتناولون الاسماك طيلة الشهر الفضيل ومن العادات ايضا المتعارف عليها بعد الإفطار تترك المائدة ولا يرفع عنها الطعام حتى بعد صلاة التراويح تحسبا لوصول أي ضيف أو عابر سبيل أو مار على الطريق ولم يفطر وبعد صلاة التراويح تبدأ السهرات الرمضانية بنفس المقاعد والدواوين ومجالس العائلات حيث الشاى الزردة والقهوة تتم خلالل تلك السهرات مناقشة بعض الامور التى تخص القبائل والموضوعات العامة الاخرى بالاضافة الى تناول بعض المناقشات فى الامور الدينية حتى موعد السحور
ومن التقاليد المتبعة ايضا خلال شهر رمضان تجميد جلسات القضاء العرفي احتراما لهذا الشهر الفضيل ويتم تأجيل أي جلسة للقضاء العرفي إلى ما بعد عيد الفطر المبارك وإذا ما حدث خلاف بين قبيلتين أو عائلتين من قبيلة واحدة أو أفراد يتم تحديد هدنة فيما بينهم لحين انتهاء شهر رمضان.
ومن العادات ايضا المتعارف عليها عند بدو مطروح توقف جميع حفلات الزواج من خطوبة وعقد قران الى مابعد انتهاء ايام الستة البيض التى تعقب عيد الفطر البيض من شهر شوال.
ويروي كبار مشايخ البدوكيف كانوا فى الماضى يستدلون على مواعيد الإفطار و السحور بحركتي الشمس والنجوم حيث لم يكن موجودا لديهم مذياع أو تلفزيون أو كهرباء فكانوا يستدلون على موعد أذان المغرب بمراقبة الشمس بالعين المجردة والاستدلال على وقت الغروب فيفطرون كما كانوا يستدلون على مواعيد السحور والإمساك بمراقبة حركة النجوم وتحديد موعد أذان الفجر وفي طعامهم كانوا يحرصون على أن تتماشى مع الظروف الجوية والمناخية ودرجة حرارة الجو في ويضيف انه في مساء آخر خميس من شهر رمضان تقوم معظم الأسر البدوية بنحر الذبائح التي تسمى عشاء الأموات والمقصود بها أن يكون ثوابها لأمواتهم.وهي عادة من التراث البدوي.القديم