من مطروح إلى الفيوم.. بيديه راح يغزل تحفة فنية.. هى المربوعة وإنه الحاج عبد الحافظ.. والمربوعة لمن يجهلها بمثابة غرفة الأنتريه بلغة سكان البندر والمندرة فى موروث أهل الأرياف.. مجموعة من المفروشات الكلاسيكية المصنوعة يدويا والتى يسع رحبها معظم النشاطات اليومية لبدو الغرب..خاصة مطروح و الوادى الجديد و الفيوم. بمهارة فائقة اخذ الحاج محيى الدين عبد الحافظ,, صاحب اعرق ورش المربوعة فى مطروح, يصنع تلك الوسادة الرائعة, و هو يحدثنا « زمان كانت المربوعة تصنع من مفروشات صوفية و سجاد يدوى بسيط لكنه راق, أما الآن فتبدل الحال و استبدل ذلك بالموكيت و السجاد غالى الثمن و الستائر المصنوعة من افخر أنواع القماش, و تكاليف المربوعة قد تصل فى بعض الأحيان لأكثر من خمسين ألف جنيه, و الأمر ليس قاصرا على منازل البدو وحدهم, بل هى العامل المشترك فى أفخم القصور, و تصمم على الطراز الخليجي». مستدعيا ذاكرة زمن مضى , يقول الموهوب :« تلعب المربوعة عدة ادوار, منها التربوي, حيث هى المدرسة الأولى التى يتلقى فيها الطفل البدوى أولى أبجديات الحياة و المعرفة, و اجتماعيا كانت تعقد فيها الاجتماعات القبلية و الأسرية لعقد الزيجات و إبرام الصلح و تطليق من استحالت حياتهم الزوجية.. و سياسيا , فيها اتفق أبناء القبائل على مرشحيهم فى المجالس النيابية والمحلية..وتشريعيا, شهدت الجلسات العرفية و التحالفات .. و تجاريا, عقدت الصفقات ووزعت الأرباح بين الشركاء». والبدوى يفضل قضاء معظم أوقاته فى مربوعته, بعيدا عن مقاهى المدينة و نواديها, حيث يلتقى أفراد الأسرة الواحدة , و بها يكرمون ضيوفهم.