صاحبة ال6 ألبومات، الأكثر حظًا في أن تصبح سيدة الغناء العربى في المستقبل، ورغم نجوميتها المبكرة إلا أن شيرين حظيت بأكثر مما تستحق من الثناء والقدر من النجومية، ورغم أن النجاح قد يكون غير محسوب ومخطط، إلا أن تجربة شيرين النسائية الموسيقية ربما تكون الأقل ثراء واختلافا، ومع ذلك الأكثر شهرة، حتى بدأت في الفترة الأخيرة الدخول في مقارنات - ظالمة - مع عدد من المطربات ذوات التاريخ والتجارب الأكبر مثل أنغام، وآمال ماهر وغيرهما. شهرة شيرين وانتشارها جاء بسبب عوامل كثيرة، أولها افتقاد الساحة الغنائية في فترة ظهورها لصوت نسائى مميز، ومع ظهورها بالطابع الشعبى، مع المنتج نصر محروس الذي كان سببًا في «تلميعها»، وفرضها على السوق الغنائى بقوة، بداية من أغنية «آه ياليل»، التي ظلت لفترة طويلة مرتبطة باسمها «شيرين آه ياليل»، ربما كان ذلك بسبب وجود شيرين وجدى في تلك الفترة على الساحة، أو بسبب تفوق الأغنية وانتشارها بشكل جعلها يرتبط باسم صاحبتها. بدأت شيرين الغناء في سن صغيرة، في فرص متفاوته للغناء، إلى أن تبناها نصر محروس وأنتج لها ألبوم «فرى ميكس» أو بما يطلق عليه «تامر وشيرين»، مناصفة مع زميلها الصاعد تامر حسنى، حقق الألبوم نجاحًا وانتشارًا كبيرًا وقت إصداره، إلى أن بدأت في العمل في تجاربها الخاصة بألبومى «جرح تانى»، «لازم أعيش»، 2002، 2003، 2005، ووقتها كان محروس يجهز شيرين كبديل نسائى لظاهرة بهاء سلطان، مزيج من الطرب والشعبوية والبوب، خاصة في أغانى «جرح تانى، أنا في الغرام، إيه إيه، صبرى قليل، كلام»، إلى أن انفصلا بعد «لازم أعيش»، لتبدأ شيرين في التخلص من عقدة الفتاة الشعبية، صاحبة الصوت الحاد، المشاكسة، ابنة محروس الفنية، إلى مرحلة أخرى. انتقلت شيرين إلى «روتانا»، وأنتجت لها ألبومين «بطمنك»، «حبيت»، لم تسترح شيرين للشركة الخليجية وسياستها في تلميع نجومها، وجاء الألبومان مزيجًا من خططها الجديدة في إبراز صوتها وأدائها الهادئ، وبقايا شعبية ومشاكسة محروس، إلى أن انفصلت أيضا عنها في عام 2012، وأطلقت ألبومها «اسأل عليا». استفادت شيرين من تجربة روتانا، وكذلك من تجربة ألبوم «لازم أعيش» مع «فرى ميوزك»، في صنع مرحلة جديدة لها، من خلال إبراز شخصيتها فوق منتجها، كطريق للنجومية، مع تغيرات في المظهر والاهتمام بالجانب الأنثوى، والتأكيد على ذلك من خلال كلمات أغانيها وكليباتها ولقاءاتها الإعلامية، وكذلك في إبراز صفة «الإحساس» كأهم صفة مميزة لها، خاصة بعد ألبوم «اسأل عليا»، والذي ربما يعتبر الأكثر استقرارًا في شخصيتها، بالتوازن بين كل هذه الهواجس في تفكيرها. بعد ذلك بدأت شيرين في تولية الإحساس فوق أي شيء في الأغنية، وهو ما أوقعها في فخ «الفقر الموسيقى»، خاصة في ظل عدم وجود خبرات أو رؤى موسيقية وفنية واضحة لها، والاعتماد أكثر على المحيطين بها في الاختيار والتوجيه، وهو ما تمثل في ألبوم «أنا كتير»، آخر ألبوماتها في 2013: رومانسية أكثر، إبراز لإحساسها العالى، الاهتمام بالجوانب الجانبية الأخرى كالصور واللوك والفيديو كليب وطرق التسويق، ولكن سقطت الموسيقى من حساباتها، ربما لم تضعها في مقدمة اهتماماتها منذ بدايتها من الأساس. شيرين موهبة «خام»، تحتاج إلى استغلال أكثر من ذلك، ووعى بالعمل الموسيقى الكامل، ونجاحها في بعض الأعمال سواء داخل الألبومات أو بشكل منفرد مثل أغانيها الشهيرة «مشاعر»، و«آه يا ليل» و«كتير بنعشق»، لا بد أن يعطيها دافعا للتفكير في خطتها المهنية، أو تستسلم لمحاولاتها رسم صورة ذهنية جديدة لدى جمهورها، قد تحرمهم من سماع صوتها في تجارب موسيقية أكثر تنوعًا وجودة في المستقبل. من النسخة الورقية