تجلت مظاهر عقدة "البدايات" لدى شيرين في ألبومها الأخير "أنا كتير"، وهي العقدة التي بدأت شيرين في التخلص منها منذ انفصالها عن "فري ميوزيك " للمنتح نصر محروس الذي وضعها في إطار فني كان سببا كبيرا في نجوميتها إلى الآن واختصر طريقها إلى الصف الأول لنجمات الغناء في الوطن العربي في وقت قصير ومن خلال مسيرة فنية فقيرة للتجارب الموسيقية الجديدة والإنتاج أيضا مقارنة بالآخرين، وربما أرادت شيرين في "أنا كتير" أن تنتقل إلى المنافسة في "لون" مختلف عنها في الشكل الرومانسي والأقرب إلى حد ما إلى ما قدمته آمال ماهر في ألبومها الأخير سعيا إلى كسب مساحة أخرى من منافسيها، وذلك عن اقتناع منها بأن إنتاجها الموسيقي نابع من "غحساسها العالي" مع عدم أخذها في الاعتبار التجديد على مستوى الموسيقي أو الكلمات أو "الإبهار" من خلال الإمكانيات المتوفرة لديها وتعاونها مع أبرز الشعراء والملحنين والموزعين على الساحة في الوقت الحالي. ومن أهم المشكلات التي تعاني منها شيرين في تحولها الأخير الاهتمام بالشكل على حساب المضمون أو المنتج وتحولها تدريجيا إلى نجمة إعلامية متأثرة بالنموذج "اللبناني" الذي تعرفت عليه مؤخرا، وهي ليست منطقتها المناسبة، وكذلك الاهتمام بالشكل لم يكن في هيئتها وجمالها ومظهرها بل امتد إلى اختيار الكلمات والألحان والتوزيع والذي أدى إلى اختفاء صوتها المميز وعدم استغلالها له بالشكل المناسب للكلمات والمقامات والتي ربما جاءت بسبب أيضا اختيارها المسبق لكل الأعمال التي تعمق من الصورة الذهنية لجمهورها "الجديد" بأنها مفعمة بالإحساس والمشاعر والذي أدى إلى إنتاج أغانٍ شديدة السذاجة والتقليدية. أبرز الألبوم الأخير لشيرين عددا من العيوب لديها، والتي قد تكون سببا في فشلها إذا استمرت بشكلها الحالي وهي تلاشي شخصيتها الفنية المميزة إذا استمرت تلك الطريقة في التفكير واختيار الكلمات وانحدارها إلى صف طويل من المطربات المتشابهات على الساحة الفنية حاليا ولن يشفع لها صوتها المميز غياب الرؤية والجهد في تطوير أدائها وإنتاجها الفني، فعلى مستوى الكلمات لم يأت شعراء "انا كتير" بجديد لشيرين رغم وجود أسماء كبيرة مثل أيمن بهجت قمر الذي كتب لها على سبيل المثال "قلة النوم" والذي كانت له تجارب أكثر قوة في كتابة أغانٍ في ذلك الاتجاه الحياتي والعفوي وربما كانت أكثر خفة من أغنية شيرين، والعجيب أيضا استخدامه لكوبليهات قتلت غناء مثل "شاغلني أوي ونسيت اسمي.. وانا اللي فيه ده جنان رسمي..". أغنية "قلة النوم ": وظهر أيضا افتقاد شيرين العقلية الموسيقية أو "السند" الذي يساعد في استغلال موهبتها وذلك بعد استغنائها عن نصر محروس والدليل على ذلك عند سؤالها عن مدى تشابه لحن أغنيتها "تجربة مؤلمة" مع أغنية وردة "أيام" قالت إنها لاتعرف وقد يكون هناك تشابه لأن الملحن في الأغنيتين واحد وهو رد يكشف "استهتار" شيرين بعملها وجهلها بكم جملة لحنية قام الملحن بنسخها أو بمتى يصنف العمل بأنه مقتبس أو مسروق أو تشابه وتوارد خواطر. أغنية "أيام " لوردة: اغنية "تجربة مؤلمة ": فشيرين التي فرضت نفسها "بصوتها " وشخصيتها الفنية المميزة والاقرب "للشعبية " بدأت في رسم صورة أخرى لها وهي المطربة ذات الإحساس العالي والفريد فطغى على اختياراتها، فمن الطبيعي أن يعمل أي مطرب على أساس الثلاثي " الكلمات والالحان والموسيقى " إلا أنه في الغالب تختبر شيرين الأغنية من خلال مدى إحساسها بغض النظر عن مكونات الأغنية وهو أسلوب خاطئ لأن الإحساس لا يأتي مسبقا، بعكس بدايتها التي قدمت فيها شيرين أغاني قوية وربما ستعيش أكثر من أغانيها الجديدة مثل "آه ياليل" أو "جرح تاني،" والتي كانت تمثل بداية لها في عالم الغناء الشعبي المعتمد على "البؤس والحزن" إلى أن قدمت أيضا برفقة نصر محروس لونا جديدا أبعدها عن "الشعبية" بناء على رغبتها في ألبوم "لازم أعيش" قدمت الشكل الرومانسي الذي يحافظ في نفس الوقت على مساحة صوتها وإبراز "تميزه" في نفس الوقت مثل اغنية "قال صعبان عليه" وهو السر الذي كان يعمل عليه محروس وهو كيفية توظيف صوتها وليس "إحساسها" في كل الألوان الغنائية. اغنية "قال صعبان عليه " من البوم "لازم اعيش ": اغنية "جرح تاني ": واللافت في أغاني الألبوم هو حمل بعض الأغاني أسماء مختلفة تبشر بكلمات مختلفة أيضا مثل "داء السيطرة " أو " تجربة مؤلمة " و"شكرا ياشهم" إلا أنه سرعان مانكتشف أنها لاتختلف كثيرا عن "العادي" لمعظم المطربين، وبجانب الإحساس اصطنعت شيرين "الرقة" في اغاني الألبوم والتي جاء نطقها لنهايات الكلمات مثل "عنده داء السيطرة " أو "بعدين بقى في قلة النوم.. واليوم الملخبط ده" والذي يعبر عن المفهوم الخاطئ للدلع والرقة والتي قد تكون شيرين لاتجيد ذلك اللون والذي جعلها تنطق حروف الكلمات بشكل خاطئ مثل حرفي السين والقاف مثلا في كلمات "داء السيطرة " و"الفراق " وهو مايجعل الأغنية "بارودي" مثالا للسخرية من اصطناع البعض للرومانسية والرقة. اغنية "داء السيطرة ": وبمجمل الألبوم اعتمدت شيرين على مجموعة محمدودة من الموزعين والذي أضر بالتنويع في أشكال الموسيقى بالألبوم باستثناء بعض الأغاني الموفقة مثل "ومين اختار" من أقوى أغاني الألبوم في التوزيع لتوما وفي الفواصل الموسيقية إضافة إلى محافظتها على "البوب" بشكل مختلف في أغنية "أنا كتير" بعكس بعض الأغاني التي استخدمت فيها شيرين منطق "من ده على ده" بمعنى اقحام أصوات موسيقية متعددة في قالب واحد دون جدوى وأعتقد أنه نفس الخطأ الذي ارتكبته شيرين بالتعاون الشامل مع زوجها السابق محمد مصطفى والذي يحرمها من التعرف على رؤى موسيقية مختلفة والاستفادة منها في تطوير موهبتها التي وحدها لاتكفي لأن تكون الصوت النسائي الأول في مصر على الأقل. اغنية " ومين اختار ":