تناول كبار كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم "الأربعاء" عددًا من القضايا المهمة التي تفرض نفسها بشكل تام على واقع المجتمع المصري. تحت عنوان "الدول الغربية تدفع ثمن ازدواجية المعايير" تساءل الكاتب جلال دويدار في عموده "خواطر" في صحيفة "الأخبار" إلى متى يستمر نفاق وتدليس غالبية الدول الغربية وتبنيها لازدواجية المعايير والمواقف تجاه ما تشهده بعض مناطق العالم من أحداث فاضحة ضد حقوق الإنسان؟، قائلًا: "هذا المجتمع الذي محوره هذه الدول التي تسمي نفسها بالمتقدمة دأبت على الزعم بأنها حامية لحقوق الإنسان وهو ادعاء كاذب تعكسه السلوكيات المزيفة. وأضاف: "هذا الواقع الأليم تفضحه مواقفها وتأتي في المقدمة الولاياتالمتحدةالأمريكية فيما يتعلق بالانتهاكات الإسرائيلية لحقوق المواطن الفلسطيني إلى درجة القتل والتصفية الجسدية وتواصل احتلالها للأراضي الفلسطينية". وأكد دويدار، أنه في الوقت الذي ترتفع فيه الأصوات في هذه الدول لتشويه دول بعينها من خلال اتهامها بانتهاك حقوق الإنسان لم يعد خافيًا أنه ليس من هدف لهذه التوجهات القائمة على التزييف سوى التدخل لممارسة الضغوط لخدمة الأهداف والمصالح التي تتناقض وسيادة ومصالح هذه الدول المستهدفة. وأوضح الكاتب، أن مواقف هذه الدول التي تستخدم حقوق الإنسان للتآمر لم تقتصر على التغطية على أهدافها وعمليات التشويه وإنما جنحت أيضًا إلى أن تقوم سياساتها على مبدأ "خيار وفقوس" وليس على أساس المبادئ والقيم التي تدعي الدفاع عنها، قائلًا: "ليس أدل على هذه الحقيقة مما يجري في ليبيا التي دمروها بالتدخل العسكري وتركوها بعد ذلك نهبًا لجماعات الإرهاب وعصابات التطرف". وأشار دويدار، إلى أن حماس هذه الدول في هذا التدخل العسكري عن طريق "الناتو" استند إلى أكذوبة مساعدة الشعب الليبي في ثورته ضد القذافي، حيث تبين بعد ذلك أن هدفهم الحقيقي هو تدمير وتخريب ليبيا، منوعًا إلى أن هذه المؤامرة يفضحها حاليًا موقف هذه الدول السلبي مما تقوم به جماعات الإرهاب على الأرض الليبية من عمليات تخريب وتدمير وسفك للدماء. وأكد ضرورة تحرك مجلس الأمن لاتخاذ نفس القرارات التي سبق وأصدرها بالتدخل العسكري في ليبيا بزعم حماية الشعب الليبي من بطش القذافي، مشددًا على أن هذا التحرك أصبح واجبًا الآن استجابة لطلب الحكومة الشرعية الليبية ومجلس النواب المنتخب لإنهاء وجود عصابات الإرهاب التي أفرزها التدخل العسكري عن طريق "الناتو". وقال جلال دويدار، إن الشعب الليبي الذي وقع فريسة لهذا الإرهاب في أشد الحاجة الآن للإنقاذ الحقيقي من هذا الخطر الذي يستهدف نهب ثرواته وتهديد وجوده وحياته ومعه كل دول العالم. وفي عموده "بدون تردد" بصحيفة "الأخبار" وتحت عنوان "العالم.. والإرهاب" أكد الكاتب محمد بركات، أن خطر الإرهاب الدولي، وجرائم عصابات التطرف والتكفير، لن تكون مقصورة على منطقة بعينها، ولا محدودة في نطاق جغرافي بذاته، ولكنها ستمتد بجرائمها وعنفها إلى مناطق أخرى كثيرة، وستطول بدمارها ودمويتها كل دول العالم، حتى تلك التي تصورت بالجهل أو بالغفلة أنها في منأى عن تهديدها وخطرها. وقال بركات "هذا ما تؤكده جميع السوابق التاريخية وأقربها إلى ذاكرتنا وذاكرة العالم الآن ما حدث في أفغانستان حينما أنشأت الولاياتالمتحدةالأمريكية تجمعًا وكيانًا لجماعات التطرف والتكفير، لمحاربة الاتحاد السوفيتي، فإذا به يتحول إلى تنظيم القاعدة الإرهابي، ويهاجم أمريكا في عقر دارها في أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ويمارس عمليات العنف والإرهاب في كل مكان من الشرق الأوسط والعالم العربي وأيضًا أوروبا". وأضاف: "وهذا ما تؤكده أيضًا الأحداث التي جرت في العراق بعد ذلك، والذي أصبح مرتعًا خصبًا لجماعات الإرهاب والتطرف في أعقاب نكبة العراق واحتلاله على يد الأمريكيين أيضًا، وما جرى من تمددهم بعد ذلك في اليمن، ثم سوريا، ثم ليبيا التي أصبحت بالفعل الآن مرتعًا خصبًا لكل فصائل ومنظمات وجماعات الإرهاب الدولي، التي ترتكب أبشع الجرائم بالمخالفة لكل الشرائع السماوية والأخلاقية والدينية، وهو ما يهدد العالم كله وليس مصر ولا المنطقة العربية فقط". وأوضح أن الحقيقة التي يجب أن يدركها ويعيها العالم الآن هي أن عصابات وجماعات الإرهاب الموجودة في ليبيا و"داعش" بالذات هي صناعة غربية، نشأت وترعرعت على يد الولاياتالمتحدةالأمريكية وبرعاية تركية وقطرية، وفي ظل صمت أوروبي مريب وقال: "أما الغائب عنهم فهو الوجه الآخر لهذه الحقيقة وهو أن خطر وجرائم هذا الإرهاب سيمتد إليهم بالتأكيد وسيطولهم في عقر دارهم وهو ما يستوجب وقوف العالم كله ضد هذا الخطر". أما الكاتب مكرم محمد أحمد فقال في عموده "نقطة نور" بصحيفة "الأهرام" تحت عنوان "معركة الطابور الخامس": لن نكسب المعركة مع الإرهاب التي هي في جوهرها معركة مع جماعة الإخوان المسلمين وداعش والقاعدة، وكل فكر ظلامي أسود لا يعرف سوى الحقد والتدمير والقتل العشوائي، إن لم نكن قادرين على ضبط إيقاع الجبهة الداخلية، وإعادة فرزها بما يمكننا من التمييز بين الطيب والخبيث بعد أن اختلط الحابل بالنابل، وارتفعت دعوات جماعة الإخوان جهرًا وعلانية تطالب شبابها بحمل السلاح والانضمام إلى داعش!. ورأى مكرم، أن تجربة الحرس الشعبي التي مكنت عشائر العراق من طرد تنظيم القاعدة من كل ولايات الوسط، وساعدت أخيرًا على طرد "داعش" من محافظة ديالى تستحق التطبيق في سيناء، لأن الغالبية العظمى من أهل سيناء تتوق إلى الأمن والاستقرار، وتعرف أن تحسين جودة حياتها رهن بالقضاء على الإرهاب، وكانوا الأوائل الذين حرضوا الدولة على غلق الأنفاق. واختتم مكرم، مقاله قائلًا: "أظن أن من واجبنا جميعًا أن نقول للقوات المسلحة ابتداء من قائدها الأعلى إلى أصغر جندى، أنتم بالفعل أشرف أجناد الأرض تدافعون عن أشرف قضية وسوف تحققون نصرًا حاسمًا لأن الله ينصر من ينصره وأنتم تنصرون الله بمعركتم مع الإرهاب".