الإرهاب الأسود في ليبيا خطف أرواح 121 عاملاً مصريا منذ اندلاع الثورة في فبراير 2011، وحتى اليوم، كان آخرهم ال21 الذين ذبحهم تنظيم "داعش" الإرهابي على ساحل البحر المتوسط في مدينة سرت وسط ليبيا، وهو ما أدى إلى حالة غضب عارمة في الشارع المصري. وأدان السفير عاشور حمد بوراشد، مندوب ليبيا بالجامعة العربية، الجريمة البشعة التي قام بها تنظيم "داعش" الإرهابي في حق 21 مصريّا في ليبيا، موجها أحر التعازي إلى أسر الضحايا الذين لم يرتكبوا ذنبّا يعاقبون عليه، والذين أوقعهم حظهم العاثر بين يدى مجموعات متوحشة خالية من الإنسانية، ولا تمت إلى أي دين بصلة. وأكد أهمية اللحمة الأخوية بين الشعبين الشقيقين الليبي والمصري في مواجهة هذه الهجمة الإرهابية التي تستهدفهما معا، داعيا إلى ضرورة العمل المشترك لمواجهة هذا السرطان المستفحل في جسد الدولة الليبية بالجهود المشتركة للشعبين الشقيقين وصولّا إلى الهزيمة الماحقة لكل قوى الشر والعدوان المتسترة بالدين الإسلامي، والساعية إلى تدمير حلم الشعبين في بناء الدولة الديموقراطية التي يحلمون بها. ودعا الأشقاء العرب والأصدقاء والمجتمع الدولي ألا يتركوا الشعب الليبي وحيدّا في هذه المعركة الشرسة، وأن يقدموا له كل أشكال العون والدعم للانتصار في هذه المعركة الشاقة، وعلى رأسه العمل على إلغاء حظر السلاح على تسليح الجيش الليبي الذي يقف هذه الأيام سدّا منيعّا أمام انتشار الإرهاب ويدفع الثمن الباهظ في سبيل تحقيق هذا الهدف". كما أدانت منظمة "ضحايا" لحقوق الإنسان الليبية الجريمة البشعة، موضحة أنها: "اذ تستنكر هذه الجريمة والتي تخالف الدين الإسلامي وكل الشرائع السماوية، وكذلك الأعراف والعادات السائدة في ليبيا، إضافة لكونها جريمة وانتهاك لحق الإنسان في الحياة، تدعو المجتمع الدولي لضرورة تحمل مسئوليته ومساعدة الجيش الليبي في حربه ضد الإرهاب". وأوضحت المنظمة أن تكرار عمليات القتل خارج إطار القانون والمذابح الجماعية، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن خطر الإرهاب أصبح ظاهرة عالمية تستوجب تعاون الجميع لاستئصال شافته وتجفيف منابعه، وأن الحرب على الإرهاب يجب ألا يرتبط بمصالح الدول الغربية فقط، فحفظ السلم والأمن الدوليين مسئولية الجميع. وتابعت المنظمة: "على الدول العربية أن تتعاون في إنشاء تحالف فيما بينها للوقوف في وجه الإرهاب الداعشي الذي أصبح الخطر الأكبر الذي يهدد أمن واستقرار بلداننا". من جانبه، قال محمد مسعود أبوصير، المستشار السياسي للجيش الليبي: إنه بعد ذبح تنظيم "داعش" الإرهابي 21 مصريًا لأنهم مسيحيين، أصبحت مصر جزءً من معركة ليبيا ضد الإرهاب. وأوضح "أبو صير"، في تصريح خاص ل"البوابة نيوز"، أن دول المنطقة ككل ستكون طرفًا مع الشرعية في ليبيا في الحرب ضد الإرهاب. وقال محمد أبوراس، الناشط السياسي الليبي، أن ذبح العمال المصريين بهذه الطريقة البشعة ليس من الدين الإسلامي في شيء، وأن هذه الجريمة جزء من المؤامرة على المنطقة وعلي الشعبين الليبي والمصري، مضحا أن هذا العمل ليس له علاقة بالشعب الليبي الذي تربطه أوصر المصاهرة والنسب والجوار مع الشعب المصري، لافتا إلى أن هذا التنظيم الإرهابي هو صناعة غربية بامتياز لنشر لرعب والخوف وتشويه للإسلام والمسلمين. وقال الإعلامي والناشط السياسي الليبي أحمد بن قطنش، إن حالة الفراغ الأمني التي خلفتها حرب الناتو على ليبيا مثلت فرص للجماعات الإرهابية لكي تنمو وتتوغل داخل الإقليم الليبي. وأضاف قطنش: "داعش هو نتاج هذا الفراغ وهو عبارة عن اتحاد عدة تنظيمات إسلامية متطرفة في ليبيا منها أنصار الشريعة وكتيبة الفاروق وشهداء بوسليم وغيرها.