بدأ بعض دور الأطفال «الحضانات»، في وضع أول «لبنة» لتخريج أجيال من «الإرهابيين»، عبر بث أفكار «مغلوطة»، واتباع لطرق تربوية كفيلة بإذكاء روح التطرف. ورغم أن وزارة التضامن الاجتماعي، وضعت شروطًا صارمة لإصدار تراخيص إنشاء الحضانات، ومنها ألا يكون صاحبها قد أقامها على أساس ديني، نجد أن المطبق على أرض الواقع يخالف بشكل كبير هذا الشرط، فعدد لا بأس به من هذه الدور يشترط لقبول الأطفال بها ديانة محددة. تجولت «البوابة» في عدد من المناطق، وكانت البداية، بحضانة البراء (إسلامية للغات)، بالقاهرة الجديدة، حيث تُعرف نفسها على أنها حضانة إسلامية، وحين قمنا بالاتصال بالمسئولة عنها، أكدت لنا بحزم أن «الحضانة لا تقبل المسيحيين». ولم يختلف الأمر كثيرًا بالنسبة لحضانة «الإسراء»، التي تقع بحى الزيتون في محافظة القاهرة، حيث أكدت سكرتيرة الحضانة، قبول الأطفال المسلمين فقط، معللة ذلك بتخصص الحضانة في تدريس القرآن الكريم. الحال نفسها، تكررت في حضانة «أولادنا» بالحى ال 11 في مدينة 6 أكتوبر، حيث أكدت مشرفة الدار، حرص الحضانة على تعليم الأطفال منهج «نور البيان»، والذي يعتمد أساسا على استخدام قواعد القراءة في المصحف الشريف. وبسؤالها حول ما إذا كان هذا المنهج خاضعًا لإشراف ومراجعة الأزهر الشريف أو وزارة التعليم، أوضحت أن المدرسات يدرسن منهج نور البيان بعد اجتيازهن دورات تدريبية في الجمعية الشرعية، ورغم أن وزارة التضامن تشترط أن يكون المعلمين حاصلين على مؤهل تربوى عالٍ، فإن تلك المشرفة، ذكرت أنها حاصلة على معهد متوسط، وعن إمكانية قبول الأطفال المسيحيين بها، قالت إن الحضانة تعتمد على المنهج القرآنى والأناشيد الإسلامية وهى للمسلمين فقط. وفى حضانة «دار الأرقم» في مدينة أكتوبر، لم يختلف الوضع كثيرا، حيث تجد جميع العاملات منتقبات، كما تسمع من الأناشيد «أين حجابك»، مع العلم بأن الأطفال الملتحقين بها تتراوح أعمارهم ما بين 3 و4 سنوات. إحدى المشرفات قالت ل«البوابة»، إن تلك الأناشيد تتم الاستعانة بها في تربية الأطفال، مشيرة إلى الفصل بين الذكور والإناث. من النسخة الورقية