خلال سبع سنوات فقط من عمرها الفنى الممتد، من 1963 إلى 1970 قدمت النجمة المحتجبة شادية سبعة من أبرز الأعمال السينمائية المصرية: «زقاق المدق» و«الطريق» اللذان جسدت فيهما دور الأنثى المتفجرة بالرغبة والطموح. «مراتى مدير عام» الذى يعد أفضل فيلم مصرى تناول حق المرأة فى العمل وتولى المناصب، «عفريت مراتي» الذى شهد تألقها كممثلة كوميدية نادرة. «شيء من الخوف» و«ميرامار» اللذان يعدان من أهم الأفلام السياسية فى تاريخ السينما المصرية. و«نحن لا نزرع الشوك» الأشبه بعلامة فارقة بين عصرى عبدالناصر والسادات، وبين العصر الذهبى للميلودراما الاجتماعية، وسينما «المقاولات». شادية المولودة فى الثامن من فبراير 1934، والتى نحتفل غدًا بعيد ميلادها الثمانين، شاركت فى أكثر من 110 أفلام، وعدد من المسلسلات الإذاعية، ومسرحية، وعشرات الأغانى القصيرة والطويلة نسبيًا، منذ منتصف الأربعينات، وحتى نهاية الثمانينات القرن الماضي، قبل أن تعلن اعتزالها، وتختفى عن الساحة الفنية منذ أكثر من ثلاثين عامًا، وحتى الآن. لقبت شادية ب«الدلوعة»، ولكنه لقب لا يكفى على الإطلاق لوصف مسيرتها الفنية المتنوعة والثرية. وهى الممثلة التى جسدت رمز مصر فى عدد من أفلامها مثل دور فؤادة فى «شيء من الخوف» وزهرة فى «ميرامار»، كما جسدت المرأة وفقًا لرؤية نجيب محفوظ فى عدد من الأفلام المأخوذة عن رواياته مثل «اللص والكلاب»، «زقاق المدق» و«الطريق»، بالإضافة إلى «ميرامار»، كما جسدت صورة المرأة وفقًا لعدد كبير من الأدباء الكبار، مثل إحسان عبدالقدوس، سعد الدين وهبة، عبد الحميد جودة السحار، ثروت أباظة، ومصطفى أمين. حين يذكر لقب «الفنان الشامل»، فإن شادية هى النموذج الأول الذى يخطر بالبال، ليس فقط لأنها أجادت التمثيل والغناء بالقدر نفسه، ولكن أيضًا للتنوع المدهش فى أدوارها وأغانيها وقدرتها على التلون. من النسخة الورقية