طالب المشاركون في مناقشة رواية "صرخة النورس" للمؤلفة الفرنسية إيمانويل لابوري، التى استضافتها قاعة "كاتب وكتاب" في معرض الكتاب، مساء الخميس، بضرورة عرض الرواية بالمدارس الفكرية؛ لمعرفة كيف واجهت فتاة صماء إعاقتها رغم الظروف الصعبة التي مرت بها. وقال سيد محمود الذي أدار الندوة، إن نص الرواية فيه خبرة ذاتيه ويمكن وصفه بالملهم، مطالبا بتوصيل هذه الرواية لكافة المدارس الفكرية في مصر، مشيرا إلى أن الكل يتحدث عن طه حسين باعتباره من الأدباء الذين كانوا لديهم إعاقة، مضيفا": "مؤلفة الكتاب تعلمت بلغة الإشارة وظلت تناضل حتى تم اعتماد هذه اللغة في التعليم للصم والبكم". وقالت الدكتورة دينا مندور مترجمة الرواية، إنها اختارت الرواية للترجمة بناء على السيرة الذاتية للمؤلفة، مشيرة إلى أن المؤلفة كتبت سيرتها الذاتية في عمر 22 عاما، وهو عكس المعتاد حيث يكتب معظم الأشخاص سيرتهم الذاتية في عمر كبير لقدموا خبرتهم للآخرين. وأضافت، أن حالة الصم في فرنسا ليست أفضل من حالاتهم في مصر، لافته إلى أنها خلال قراءتها للرواية وجدت أن اللغة التي كتبت بها الرواية هي لغة مدرسية وليست أدبية لأنها تعلمت اللغة بالكتابة دون ممارسة لعدم قدرتها على النطق. ومن جانبه، قال الدكتور خيري دومة الأستاذ بجامعة القاهرة، إن ما تم ترجمته يصعب تسميته رواية لأنه كتاب أدبي غريب من نوعه، فهو شهادة كما تسميه صاحبته. وأضاف أن الكتاب يحمل صياغة لمشاهد خاصة جدا يعيشها الصم قد لا يعرف عنها الكثير من الناطقين، لافتا إلى أنه بعد قراءة الكتاب لم يتمكن من منع نفسه من مقارنته بكتاب الأيام لطه حسين فكلا الكتابين شهادة على الماضي ودعوة للمستقبل وهي تعبير عن الصدمة لولا اجتياز صاحبي الكتابين لها لما تمكنا من كتابة الكتابين. وقالت الدكتورة منى طلبة الأستاذ بجامعة عين شمس: إن نص الكتاب يعد فريدا من نوعه لأنه يكتب سيرة ذاتيه لامرأة صماء، وأوضحت أنه بالمقارنة بين نصين الكتابين للمؤلفة وطه حسين نجد أن هناك تشابه تتمثل في الكتابة عن الطفولة ولكن طه حسين ارتفع بذاته حيث استخدم ضمير الغائب في الحكاية عن نفسه لأنه يقدم ذلك إلى جيل قادم بغرض أن تكون سيرته مشروع نهضوي، أما مؤلفة الكتاب فهي لم تكتب هذا النص وحدها حيث ساعدتها شقيقتها في كتابة النص، مشيرة إلى أن النص لم يكن به تعالي على الذات. وأشارت "طلبة" إلى أن القضايا التي تتضمنها رواية المؤلفة تختلف عن القضايا التي ركز عليها طه حسين، وتلك القضايا هي هوية الأبكم ورفض الإعاقة وطرح القضية على مستوى سياسي واجتماعي ولفت الانتباه إلى أن هناك وسائل أخرى للتواصل في العلاقة بالأخر وهي تعرفها لأنها صماء، مشيرة إلى أن مؤلفة الكتاب رفضت أن ينظر لإعاقتها على أنها قصور وليس على أساس أنها قوة، مؤكدة على أن الكلام ليس أساس التواصل.