لأنها تمتع برقي خاص جعلها تبقي لآلاف السنين، كانت الحلى الفرعونية بأشكالها وتصميماتها المختلفة مصدر إلهام لمصممي الحلي في العالم كله، لما لها طابع اصيل يتمتع بدقة التصاميم والتفاصيل، وكذا خامتها وألوانها التي تطورت مع ادخالات طفيفة لتناسب أزمنة وعصور مختلفة. كما أن بعض مصممي المجوهرات اتجهوا لعمل عروض كامله على الطراز الفرعوني، منهم مصممة المجوهرات العالمية عزة فهمى، والمصممة المصرية رانيا شرف. بدأ المصريون القدماء يزاولون مهنة الصياغة منذ العصر الحجري الحديث ووصل فن الصياغة إلى ذروته في الدولة الوسطى، وتميز المصريون القدماء في هذا العصر بالذوق الرفيع والتحكم الكامل في الأساليب الفنية وفي قدرتهم الفائقة على تركيب وترصيع وتنسيق المعادن الثمينة مع الأحجار النصف كريمة وقد ساعدهم على ذلك ثراء البلاد بهذه المواد من ناحية ومن ناحية أخرى ذوق وثراء عملائهم من كلا الجنسين، حيث أعتاد الرجال أيضًا التزيين بالحلي، ومنذ ذلك العصر أخذ فن الصياغة يتطور مع تطور عملية التزيين الحلي لذلك وصلتنا من هذا العصر والعصور التالية مجموعات كبيرة من الحلي وكان يستخدم في صنع الحلى عدة خامات منها "النحاس، الذهب، الفضة، الذهب الأبيض، الحديد". وكان للحلي في كل الحضارات المصرية القديمة والحديثة عدة أغراض ومنها: التزين والزخرفة، وكان يرتديها الرجال والنساء على حد سواء لتدل على ثراء صاحبها وتجميل وتزيين صورته، أما الغرض السحري أو الديني، جاء لاعتقاد الإنسان أن بعض أنواع الحلي له قيمة سحرية. وتنقسم الحلي لعدة أنواع منها: القلائد العريضة، والأخيرة تصنع من صفوف متعددة من الخرز أو القيشاني، ولها نهاية على شكل نصف دائرة وكانت تغطي أعلى الصدر، وهناك نوع ثان يصنع من خرزات تصف في صفوف، وفي مجموعات منفصلة كل مجموعة عن الأخرى ويفصلها عن بعضها البعض شرائط مختلفة ألوان ثم هناك نوع ثالث تنتهي من الجانبين بحلية على هيئة رأس الصقر بدلا من النهاية نصف الدائرية من المعدن أو القيشاني. الصدريات: وهي عبارة عن حلي تلبس على الصدر مربعة أو مستطيلة الشكل أو على هيئة شبه منحرف، وكانت تعلق بواسطة خيط أو خيط منظوم به خرزات. الأساور والخلاخيل: لبست لأساور والخلاخيل لما فيها من قوة سحرية، فالأسورة تحيط بالمعصم، أو تلبس على الذراع لتصنع دائرة سحرية وكذلك الخلخال الذي يلبس عند القدم، وهذه الأساور والخلاخيل معروفة في مصر منذ عصور ما قبل التاريخ، وكانت تصنع من العظم والقرن والحجر والخشب والجلد والشعر ثم عملت خرزات في خيوط منظومة، وكانت هذه الخرزات تصنع من الأحجار أو العظم أو المعدن أو العاج، وصنعت تلك الأساور والخلاخيل بعد ذلك من المعدن وكانت ترصع بأحجار شبه كريمة أو بالزجاج، وكانت تستعمل في الحياة اليومية كحلي للتزين أو للحماية، أو توضع مع المتوفى في حجرة الدفن أو كانت تصور على الجدران أو على أسطح التوابيت أو تظهر في المناظر وقد تقلدها الشخص نفسه. حلي الرأس: بدأت حلي الرأس كأكاليل من أغصان الشجر وأعواد الزهور وكان هناك شرائط من القماش لربط الشعر وكذلك للزينة، ثم صنعت بعد ذلك من معدن الذهب أو النحاس، كما صُنعت (باروكات) من شعر مستعار من جدائل الكتان أو الصوف أو الشعر وزينت بورود من الذهب مطعمة بأحجار شبه كريمه أو بزجاج ملون مثل الاكاليل التي لبستها (نفرت) زوجة (رع حتب) أو بنات (خنوب حتب) أو أكاليل ملكيات عصر الدولة الوسطي. حلي الأذن: لبس المصري القديم الأقراط منذ عصر الانتقال الثاني أي نحو عام 1650قبل الميلاد، وربما كان أول من لبس الأقراط من الملوك هو (تحتمس الرابع) عام 1410قبل الميلاد، حيث ظهر ذلك من حلمة أذن موميائه المثقوبة، وكانت هذه الأقراط من الذهب أو من الذهب المُطعم، ومن أجمل ما عثر عليه من اقراط ملكية تلك الخاصة بالملك (توت عنخ آمون) أو تلك التي تحلت بها الملكة (نفرتاري) في مناظر مقبرتها بوادي الملكيات أو أقراط الملك (سيتي الثاني) أو مقابر (تانيس) لملوك الأسرتين 22، 21. حلي الأصابع: استعملت حلي الأصابع منذ عصور ما قبل التاريخ أيضا تطورت تطورا كبيرا في عصر الدولة الحديثة ومن أجمل الأمثلة للخواتم هو ما عثر عليه في مقبرة (توت عنخ آمون) أو في مقابر (تانيس) لمقابر ملوك الأسرتين 22، 21.