كلامها بلسم يريح القلب الوجعان وعينيها مليانه بالامل والحنان بلا سقف ، عيشة عبدالسلام عبدالموجود 66 سنة وكام شهر علي شوية أيام ، من ريف منوف ، تفترش الرصيف فى ممر جانبي بشارع طلعت حرب ، تبيع الصبر والخضار ، 30 سنة تقريبا وهي تلازم هذا المكان بحلوه ومره ، ببرده في الشتاء الغاضب أو بحرارته الحارقة صيفا ، جملها نخ من كثرة الشقا وتريبة 3 رجالة وبنت عروسة بعد رحيل الزوج ، لا علاقة لها بالسياسة ولا اللي بيحصل من قريب ولا بعيد علي الساحة ، معلوماتها طشاش عن الرئيس الحالي واللي فات واللي فات ، وكل همها كم كيلو خضار تبيعه كل يوم علشان أكل ومصاريف العيال . سالتها : إنتِ فين من الدنيا ؟ ردت : نسيتها من زمن .. 30 سنة وأنا جاعدة هنا ابيع خضار لا باسمع ولا باكلم .. شوية يطرودنى وشوية أصعب عليهم ويجبوني .. مين دول .؟ الناس هنا ف الحتة .. قال إيه إني مبوظة الشكل العام بتاع المكان .. فين البوظان ده . ما تعبتيش ؟ بتنهيده ردت .. الجمل نخ من زمان .. بس المضطر وأكل العيال وتربيتهم خلاني أنسي التعب والوجع ، وربك بيسهل وبيعين . ولإمتي ؟ لغاية ما العيال يخلصوا تعليمهم من الجامعة والبنت تتستر وتتجوز كم ولد ؟؟ تلاته .. اتنين ف الجامعة وعيل ف الدبلوم والبنت عروسة وهتتجوز قريب ، ادعيلها . سألتها .. متابعة البلد واللي بيحصل والسياسة ؟؟ وترد .. طشاش وما يلزمش وسك ع الموضوع ثم تصمت وتعود وتردف : تاخد خضار وتبتسم بابتسامة صافية وتقول : معايا خيار ومعايا كوسة تشتري ؟ .. ضاحكا : يِسّهل .