"ميدان الثقافة".. أكبر ميادين محافظة سوهاج، وأهمها، فهو الشاهد الأول على أعظم الأحداث التي شهدتها المحافظة، إذ يقع بوسط مدينة سوهاج وتوجد فيه أهم المنشآت الحيوية. كان ميدان الثقافة نقطة التجمع في تظاهرات 25 يناير، ضد الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، وكان شعلة الثورة في 30 يونيو، ضد المعزول محمد مرسي، وكان أيضًا نقطة انطلاق للجماعات الإرهابية في التخريب الذي شهدته محافظة سوهاج عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة المسلحين، كما كان ميدان المؤيدين والداعمين للجيش المصري، في التفويض ضد الإرهاب. في "25 يناير"، وكانت المرة الأولى التي يتظاهر فيها أهالي سوهاج ضد النظام الحاكم، فخرجت المسيرات من الشوارع الفرعية تصب في ميدان الثقافة، حتى امتلأ الميدان عن أخره، منهم من جاء لمعرفة حقيقة الأمر دون دوافع سياسية، ومنهم من وجد في ميدان الثقافة منفذ للتعبير عن رأيه ضد النظام الحاكم. أما في "30 يونيو"، فكان ميدان الثقافة بيت لآلاف المتظاهرين، الذين تظاهروا لرفض سياسية جماعة الإخوان الإرهابية في إدارة الدولة، والمطالبة بإسقاط نظامهم الفاشي، الذي اعتمد على التفريق بين المصريين، والحكم بمنطق "العزبة"، وهو ما رفضوه المصريون. وبعد فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة "المسلحين"، كان ميدان الثقافة نقطة تجمع للبدء في الأعمال الإرهابية في محافظة سوهاج، وكانت البداية عندما أعلن الإخوان وأنصارهم الاعتصام في ميدان الثقافة، مثلما حد في ميدان النهضة ورابعة العدوية في القاهرة، وظلوا معتصمين طوال هذه الفترة دون أية أعمال عنف، وعقب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، قامت الأجهزة الأمنية في محافظة سوهاج بفض الاعتصام، لينطلق الإرهابيون عقب ذلك من الميدان في أعمال عنف، شملت إحراق كنيسة مارجرجس، ومحاولة تفجيرها بأسطوانات البوتاجاز، واقتحام ديوان عام محافظة سوهاج، ونهب وسرقة والاعتداء على المحال التجارية المملوكة للأقباط المحيطة بالميدان.