في قلب محافظة سيناء، تقضي "فاطمة" إجازة الصيف في إعداد المشغولات اليدوية ذات الطابع البدوي، والمخللات، التي تخزنها حتى حلول العام الدراسي الجديد: "المصدر الرئيسي اللي بعتمد عليه في دفع مصاريف الكلية ليا أنا وبنتي". تدرس فاطمة سلمان، السيناوية، مع ابنتها "صافيناز"، في الفرقة الثالثة بكلية الحقوق جامعة القاهرة "تعليم مفتوح"، حيث يستأجران ركنًا من بين أركان مركز التعليم المفتوح بجامعة القاهرة، تقيمان فيه معرضًا صغيرًا لبيع مخزونها من المشغولات المطرزة والمأكولات السيناوية. "بنبيع حافظة الورق القطيفة ب 40 جنيهًا، وشنطة أدوات التجميل القطيفة ب 25 جنيهًا، وشنطة اللاب توب ب 70 جنيهًا، وطبعًا كلها واخد طابع سينا".. تقول فاطمة، مضيفة أنها تبيع "زيوت مختلفة وأعشاب بتتزرع في سينا، وبنحضرها في البيت في الصيف". الابنة التي أعجبتها القاهرة لم تنس بعد تقاليد سيناء وعاداتها: "بنتي لو اتصورت مش هتتجوز إحنا عوايدنا كده"، وكانت الأم، التي لازمت ابنتها طوال فترة تعليمها في مدارس سيناء، حريصة على أن تفد معها إلى مصر لتدرس هي الأخرى الحقوق: "قررت يكون معايا مؤهل عالي، فقلت أدخل الجامعة المفتوحة مع بنتي". وتقيم "فاطمة" السيناوية مع ابنتها في شقة بالإيجار في شارع جسر السويس: "بنذاكر كل يوم وبخلي عيني على بنتي، وبذاكر أنا كمان علشان نقدر نجاوب كويس في الامتحانات". وتحرص "فاطمة" وابنتها العشرينية على أن تتجاوزا الأعوام الدراسية في كلية الحقوق دون أن ترسب أي منهما في أي مادة" "هو ده الأهم أنا وبنتي دلوقتي في تالتة حقوق والحمد لله كل سنة بنطلع بتقدير كويس من غير ما نشيل ولا مادة، بنتحدى بعض". من النسخة الورقية.