اهتمت افتتاحيات الصحف الخليجية الصادرة اليوم ف ي السعودية ودولتي قطروالإمارات بموافقة الحكومة الإسرائيلية على بناء ألف وحدة استيطانية في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية المحتلتين وتأثير ذلك على عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية . ففي السعودية، أكدت صحيفة “,”الشرق“,” أن إصرار الحكومة الإسرائيلية على طرح عطاءات بناء ألف وحدة سكنية استيطانية في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية المحتلتين يكشف عدم جدية تل أبيب في التفاوض مع الفلسطينيين بشأن السلام . وأضافت الصحيفة أن الذين يتخذون هذه القرارات من المسئولين الإسرائيليين يدفعون المفاوض الفلسطيني إلى الانسحاب من طاولة المفاوضات، إذ لا يتخيل عقد محادثات في ظل استمرار سياسات الاستيطان، فهذا ضد معاني الجدية والثقة المفترض توافرها في هذه العملية التي قد تتحول إلى غطاء لمجرد إضاعة الوقت وإحراج السلطة الفلسطينية أمام شعبها خصوصا المكونات الرافضة أصلا لهذا المسار . وأشارت إلى أن السلطة وضعت 3 شروط نعتبرها محددات وطنية تحكم المفاوض الفلسطيني، وهي إطلاق الأسرى، إنهاء الاستيطان والاعتراف بخطوط 4 يونيو 1967 أساسا للحدود المستقبلية، في المقابل بدأت سلطة الاحتلال الإفراج عن بعض الأسرى لكنها فيما يبدو أسقطت الشرطين الثاني والثالث من حساباتها من خلال خطوات استيطانية جديدة . ورأت الصحيفة أن واشنطن ملزمة سياسيا وأخلاقيا بممارسة ضغوط على اليمينيين في حكومة بنيامين نتنياهو ليدركوا أن ما يفعلونه يتناقض مع الهدف من استئناف المحادثات وهو الوصول إلى اتفاق شامل يحسم القضايا الجوهرية كالقدس والحدود والمستوطنات واللاجئين والمياه والأمن . وفي دول قطر ، أكدت صحيفتا (الراية) و(الشرق) أن إعلان إسرائيل عزمها طرح عطاءات لبناء أكثر من ألف وحدة استيطانية جديدة يثبت أنها غير مستعدة أصلا للتوصل لأي تفاهم ينهي الصراع مع الفلسطينيين والعرب، وشددتا على أن الإسرائيليين لديهم خبرة طويلة ومعهودة في نسف أي جهد أو مبادرة لتحريك عملية السلام، أو الدفع باتجاه خلق مناخ إيجابي في المنطقة في سبيل التوصل إلى حلول مقبولة للنزاع العربي . فمن جانبها، قالت صحيفة (الراية) إن المخطط الإسرائيلي الجديد تم الكشف عنه قبل 3 أيام فقط من بدء الجولة الجديدة من مفاوضات السلام التي ترعاها الولاياتالمتحدة، الأمر الذي يؤكد عدم جدية إسرائيل بخصوص المفاوضات وأنها تستخدمها فقط كعلاقات عامة لتنفيذ المزيد من المخططات الاستيطانية ومصادرة الأراضي الفلسطينية من أجل تهويد القدسالمحتلة والأراضي وضمها لما تسميه دولة إسرائيل اليهودية وفرض الأمر الواقع على الفلسطينيين والعالم أجمع ، خاصة أن الدولة الراعية للمفاوضات تهدف فقط لاستئنافها بصرف النظر عن النتائج التي ستتحقق عنها لأنها لا تريد إغضاب إسرائيل . ودعت الصحيفة واشنطن إلى أن تمنع إسرائيل من تنفيذ أي مخطط استيطاني بالقدسالشرقية أو الأراضي الفلسطينيةالمحتلة باعتبار ذلك بادرة حسن نية نحو الفلسطينيين وإلا فإن جهود واشنطن لن يكتب لها النجاح، معربة عن أسفها من كون رد المجتمع الدولي على الممارسات الإسرائيلية مجرد بيانات شجب وإدانة فيما تفشل المنظمات الدولية وعلى رأسها الأممالمتحدة في حماية الأراضي وردع إسرائيل ومنعها من تهويدها عبر الاستيطان، وأكدت أن الأمر يحتاج إلى قرار دولي شجاع يمنع إسرائيل من بناء أية مستوطنة في الأراضي الفلسطينية، “,”فقضية السلام لا تنفصل عن قضية الأراضي “,” . بدورها، رأت صحيفة (الشرق) أن القرار الإسرائيلي الجديد ينسف عملية السلام وفيه تسفيه للجهود الأمريكية في كسر جمود عملية السلام المتوقفة منذ سنوات وإحراج للجانب الفلسطيني الراغب في الجلوس مع الإسرائيليين على طاولة المفاوضات، واعتبرته تحدياً سافراً واستفزازاً غير مقبول لمقدسات ومشاعر العرب والمسلمين والفلسطينيين، مؤكدة أنه اعتداء جبان غير مبرر، على أراضي وممتلكات وحقوق شعب فلسطين . وقالت الصحيفة إنه لا يمكن وصف هذا القرار بأكثر من كونه قرارا عبثيا في الوقت الضائع، فالمجتمع الدولي متفق اليوم بجميع أقطابه، وبشكل غير مسبوق على تجريم التوسع الاستيطاني وعدم مشروعيته، وإدانة التصرفات الإسرائيلية الأحادية الهادفة إلى فرض سياسة الأمر الواقع وتغيير معالم الأرض وعدم احترام القرارات الدولية، خاصة القرار 242 الذي ينص على انسحاب إسرائيل إلى حدود الرابع من يونيو 1967 ، وهو القرار الذي تجري في إطاره مفاوضات الوضع النهائي حاليا . وفي الإمارات ، قالت صحيفة “,”الخليج“,” إن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي ذهب إلى المفاوضات، شريطة ألا تفرض عليه شروطاً ولكنه من جانبه يفرض الشروط .. متسائلة إذا كانت الشكوى من توسيع المستوطنات يؤذي المفاوضات فكيف سيكون الطلب بأن تزال المستوطنات وأن توضع الموارد الطبيعية في أيدي أصحابها وأن يكف الاحتلال عن انتهاك القانون الدولي، مؤكدة أن كل ذل يؤكد أن المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي عبثية ولا تخدم أية مصلحة سوى مصالحه . وبينت أن المفاوضات وافق عليها نتنياهو لأنها تكفيه وهو يلتهم ما تبقى من فلسطين ، فهو يريد لعملية الالتهام أن تتم تحت ستر المفاوضات والفلسطينيون يتفرجون والمجتمع الدولي فرح لأن اللعبة تسير من دون منغصات تؤرق الضمير وتظهر الازدواجية في التعامل مع قضايا العالم . أ ش أ Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA