عجائز من الرجال والنساء اتخذوا من الأرصفة والشوارع مصدر رزق لهم لإعالة أنفسهم بعد أن ظلمتهم الدنيا ونسيهم أبناؤهم وأهملتهم الحكومات المتعاقبة فتركتهم للطرقات تنهش أجسادهم، فافترشوا الأرض واتخذوها منها مهنة لكسب قوت يومهم، لا يأبون لقسوة البرد وشدته. والتقت كاميرا " البوابة نيوز " خلال تجولها بميدان الجيزة، بالحاجة فاطمة السيد، والتي أكدت أنها تعيش بالطالبية، وتتخذ من الأرصفة والشوارع مصدر رزق لها لإعالة نفسها وبنتيها الصغيرتين، وذلك عقب وفاة زوجها، وبعد أن تركها أبناؤها الشباب دون سؤال. وقالت الحاجة فاطمة: إن زوجها الذي كان يبيع الجرائد توفي وترك لها 3 أولاد وبنتين، ولم تتمكن من إعاله أسرتها فاتخذت من بيع الذرة بالشوارع مصدر رزق لها منذ 17 عاما. وأشارت الحاجة فاطمه إلى أن أبناءها الذكور تركوها وحيدة بعدما تزوجوا ولم يقم أحد بإعالتها، قائلة " كل واحد بيصرف على حاله"، مؤكده أنها من تقوم بإعالة نفسها وبناتها خلال تجولها بالشوارع لبيع الذرة، مشيرة إلى أن تكسب من ذلك ما بين 20 إلى 30 جنيها في اليوم، لتقوم بدفع إيجار مسكنها وشراء مستلزمات منزلها. وأكدت الحاجة فاطمة أن برد الشتاء وبروده الجو لم تمنعها من الوقوف بالشارع لجلب قوت يومها، قائلة: أنا في الشتا بدفي نفسي بنار الذرة وبكون بردانة بس دي لقمه عيشنا".