رصدت عدسة "البوابة نيوز"، مأساة أهالي عشش شارع السودان، التابعة لحي بولاق بمحافظة الجيزة، الذين دفعتهم ظروف الحياة، وعدم تمكنهم من العثور على مسكن، إلى العيش بداخل عشش مسقوفه من الخوص والقش، لا تحميهم من برودة الشتاء وقسوته. التقت "البوابة نيوز"، بالأهالي الذين تحدثوا عن معاناتهم مع المسئولين لحصولهم على حقهم في مسكن له أسقف وجدران تحميهم وأسرهم من قسوة الأيام، ولكنهم لم يجدوا من المسئولين غير الإهمال وعدم الاهتمام. في البداية قالت سعدية محمد عبد العليم، "إنها تقيم بعشش السودان منذ 15 عاما، هي وزوجها وأبنائها الاثنين، مشيرة إلى أنها لم تجد مكانا آخر تقيم فيه هي وأسرتها، لعدم معرفتها كيفية الحصول على مسكن آخر، موضحة أن ظروفهم صعبة للغاية، ما دفعهم إلى عدم إلحاق أبنائهم بالتعليم"، مضيفة "أنهم يعانون الأمرين في برد الشتاء لنزول المطر عليهم وهم نائمون، خاصة أنهم لا يمتلكون غطاء يقيهم البرد القارس"، موضحة "أنها مريضة بمرض مزمن، يحتاج لتدخل جراحي، وظروفهم لا تسمح بإجراء العملية"، موجهة رسالة لرئيس الجمهورية: "ظروفنا تعبانة يا ريس، ولو عاوز تساعدنا ساعدنا، مساعدتناش يساعدنا ربنا". في حين أكد عم سيد محمد مرسي، زوج سعدية، "بائع فروشات أحذية"، أن المال الذي يجنيه من بيع فرش الأحذية يقوم بإنفاقه على علاجه، أما مصروفات البيت يدبرها الله من عنده". أما عم مرتضى عبد الصمد حراز، أحد المقيمين بالعشش، فأشار إلى أنه يقيم هو وأسرته بتلك العشش منذ عام 78، لعدم توافر مكان آخر، موضحا بأنه يقوم بتوفير علاج زوجته من فيرس "سي" بصعوبة شديدة، مشيرا إلى أنه قام بتعليم أبنائه على لمبة جاز، مضيفا "إحنا بنجيب بجنيه عيش بيقعد معانا 3 أيام، ومش عارفين ناكل ولا نشرب، وأنا من البلد دي، وليا حق في أني آخد شقة من شقق المحافظة أعيش فيه مع أسرتي"، مشيرا إلى أنه قام بالذهاب إلى الشئون الاجتماعية للمطالبة بمعاش شهري له، ولكنهم رفضوا لعدم بلوغه سن 65 عاما، مضيفا "أنا هعيش لحد 65 عشان أعمل معاش"، مؤكدا على أن الرازق هو الله. وأوضح عم مرتضى، أنه قام بالمطالبة في حقه بالحصول على شقة بمساكن المحافظة، ولكنه فوجئ بقيام المسئولون على الإسكان بمحافظة الجيزة، بإعطاء الشقق للأصدقاء، وليس للمستحقين، مطالبا رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، بالنظر إليهم بعين الرحمة ومراعاة ظروفهم الصعبة، قائلا "السيسي اللي بيراعي الغلابة اللي بيقول إن قلبه على المصريين يعتبرنا من ضمن المصريين، ويراعى ربنا فينا". وتابع أيمن مرتضى، أحد أبناء عم مرتضى المقيمين معه بالعشش، أنهم يقيمون في العشش من غير عقود للكهرباء والمياه، وقاموا بأخذ سلك كهرباء من أحد الأشخاص مقابل 20 جنيها شهريا، مشيرًا إلى أنه عندما طالب بحقه في أخذ شقة بمساكن المحافظة، طالبوه بعقد إيجار وغاز وكهرباء. وأشارت الحاجة فايدة، الشهيرة بأم ياسر، إلى أنها تقيم بالعشش منذ سنوات هي وابنها، وأحفادها، وليس لديها دخل ثابت، وتقوم بإعالة نفسها عن طريق معاش زوجها المتوفى، ومساعدات أهل الخير، موضحة أنها طالبت كثيرا بتوفير مسكن لها لكى يحميها من برد الشتاء وهطول الأمطار، ولكن دون جدوى، مشيرة إلى أنها تقوم بدفع إيجار وعائد سنوي للحكومة مقابل أقامتها بالعشة.