ارتفعت أصوات التكبير والدموع في شوارع غزة صباح اليوم، خلال تشييع جثمان الصحفي الفلسطيني صالح الجعفراوي، الذي استُشهد أثناء تغطيته الميدانية بعد ساعات قليلة من احتفاله بوقف العدوان الإسرائيلي على القطاع. الجعفراوي، الذي أصبح رمزًا للإعلام المقاوم وصوتًا من داخل المعاناة، لم يكن مجرد مراسل ميداني؛ بل شاهد على وجع غزة وحارسٌ للحقيقة طوال أكثر من عامين من الحرب المستمرة. 735 يومًا في الميدان.. كاميرا لا تعرف الصمت عرفه الجمهور العربي من خلال تغطيته اليومية لأحداث الحرب، حيث وثّق العدوان الإسرائيلي على مدى 735 يومًا متواصلة دون انقطاع، متحديًا القصف والحملات المضللة، ناقلًا الصورة من قلب الدمار إلى كل بيت عربي. ورغم المخاطر التي واجهها يوميًا، ظلّ الجعفراوي صامدًا في موقعه، متشبثًا برسالته الإعلامية، حتى آخر لحظة من حياته، حين سقط شهيدًا وهو يمارس عمله الذي آمن به حتى النهاية من الفرح إلى الفقد.. الساعات الأخيرة في حياة الجعفراوي قبل استشهاده بساعات، وثّقت عدسات رفاقه مقطعًا مؤثرًا ظهر فيه صالح وهو يهتف فرحًا بخبر وقف إطلاق النار، مبتسمًا وملوحًا بيده وسط زملائه، وكأنه يودّعهم دون أن يدري. لكنّ فرحته لم تكتمل، إذ انقطعت أخباره في اليوم نفسه، حسب ما أكده الصحفي الفلسطيني حسين أبو خريس، الذي أوضح أن الجعفراوي فُقد الاتصال به أثناء تغطيته في مدينة غزة، قبل أن يُعلن رسميًا عن استشهاده متأثرًا بإصابته جراء قصف استهدف محيط عمله الإعلامي. جنازة مهيبة في شوارع غزة انطلقت جنازة الشهيد من أمام مستشفى الشفاء، حيث اعتاد الجعفراوي نقل القصص الإنسانية من هناك، لتتحول الكاميرات هذه المرة نحوه هو نفسه. وظهر في الفيديو الذي تم تداوله على نطاق واسع عبر مواقع التواصل، الجعفراوي مكشوف الوجه، مبتسمًا، مرتديًا درع الصحافة الواقي، فيما ردّد المشيعون: "يا صالح تحية.. الله أكبر وحسبي الله ونعم الوكيل". المشهد أثار تفاعلًا عربيًا واسعًا، عبّر خلاله الصحفيون والمشاهدون عن حزنهم العميق لفقدان واحد من أكثر الوجوه ارتباطًا بالقضية الفلسطينية. صالح الجعفراوي.. صوت لا يُنسى بالصور سبع رصاصات غدر تطفئ صوت الحقيقة.. اغتيال الصحفي صالح الجعفراوي في غزة عاجل- الأمن الفلسطيني يثأر للشهيد صالح الجعفراوي ورفاقه.. تصفية المتورطين في جرائم الغدر والتعاون على مدى عامين، تحوّل اسم صالح الجعفراوي إلى رمز للمهنية والصدق في زمن الحرب، فقد كان حاضرًا في كل قصف، وكل مأساة، وكل لحظة أمل يعيشها الغزيون. ورحيله المفاجئ ترك فراغًا كبيرًا في المشهد الإعلامي الفلسطيني، ليبقى إرثه شاهدًا على شجاعة الإعلاميين الذين واجهوا الموت لنقل الحقيقة.