أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، اليوم السبت، أن الحضارة الإسلامية جاءت لتساهم فى ازدهار الحضارات السابقة عليها فى البلاد التى دخلها الإسلام بل وتأثرت بهذه الحضارات وأثرت فيها وقد انفردت مصر عن سائر البلدان الإسلامية بعمل عروسة المولد وحصان المولد التى بدأت منذ العصر الفاطمى. وأوضح ريحان، في تصريحه ل "البوابة نيوز" اليوم، أن أقباط مصر هم من صنعوا العروسة فى مصانع بمنطقة أبو مينا بكينج مريوط وكانت ترمز فى المسيحية إلى النفس البشرية وهى اللعبة المفضلة للبنات وصوروا الفارس وهو البطل الذى يمتطى جواده ويطعن الشر بحربته وهى صورة استوحاها المسيحيون من النحت الذى يمثل حورس وهو يطعن (ست) رمز الشر فى أسطورة إيزيس وأوزوريس فى مصر القديمة؛ وذلك طبقاُ لما جاء فى دراسة آثارية للمهندس ماجد الراهب رئيس مجلس إدارة جمعية المحافظة على التراث المصرى وعضو لجنة الآثار بالمجلس الأعلى للثقافة. ويشير المهندس ماجد الراهب إلى أن القديس مارمينا استشهد على يد الرومان فى القرن الرابع الميلادى ومن وقتها بدأ تعمير منطقة أبو مينا الشهيرة بكينج مريوط فى عهد البابا أثناسيوس البطريرك العشرون بإنشاء كنيسة فوق قبر القديس مينا عام 373م وبعد مرور عدة سنوات تحولت المنطقة إلى مدينة كبرى وقام الملك زينون (474-491م) ببناء قصر بجوار الكنيسة وتبعه كل عظماء المملكة فى تشييد قصور وأطلق على المدينة (ماريت بوليس أى مدينة الشهيد ) وأصبحت محط أنظار المقدّسين المسيحيين من جميع أنحاء العالم بعد القدس. ويضيف الراهب بأن المدينة اتسعت وشيدت بها المصانع لصناعة القوارير والزجاج والعروسة والفارس الذى يمتطى حصاناً، فالقوارير كان يستخدمها المقدّسين المسيحيين فى حمل الماء والزيت وأصبح رسم الفارس يعبر عن انتصار الشهداء على أباطرة الرومان أو شياطين الشهوات ويظهر فى أيقونات القديسين مارجرجس ومارمينا والأمير تادرس وعدد كبير من الشهداء.