طالعتنا وكالة أنباء موسكو عن وجود نية للرئيس مرسى بتعيين المشير محمد حسين طنطاوى نائبا أول له..ثم خرجت علينا وكالة أنباء الشرق الأوسط لتقول إن الرئيس مرسى سوف يعين الفريق سامى عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة نائبا أول له..ثم يقسم سيادة اللواء ممدوح شاهين على انه لا يعرف شئ عن هذا الأمر مطلقا..بينما يؤكد السيد المهندس حسب الله الكفرواى أن طنطاوى سيكون نائبا للرئيس. وعلينا نحن كشعب يكثر من شرب التمر الهندي والسوبيا فى رمضان تصديق رواية اللواء ممدوح شاهين بأنه لا يعرف ما يدور بأروقة مجلسه العسكرى..بينما السيد حسب الله الكفراوى البعيد عن المطبخ العسكرى يعرف ما يحدث داخل جنبات وزارة الدفاع. عموما تضارب الأنباء والتصريحات ليست هى المشكلة التى تؤرقنا ..فالمشكلة الحقيقية هى تعيين نائب أول للرئيس مرسى من المجلس العسكرى. لان هذا معناه ببساطة فشل ثورة يناير فشلا زريعا.. فالثورة لم تقم ضد حكم العسكر حتى تأتى به مرة أخرى فى صورة أخرى..فهل من المعقول أن يرحل حسنى حتى نأتى بحسين ؟! وهل يمكننا أن نتصور أن مرسى الرئيس الإخوانى سيتفق مع نائبه العسكرى الذى وصلت خلافاتهما التاريخية إلى حد القتل والتعذيب والسجن فضلا عن تبنى مجلس العسكر قضية الثورة المضادة كما يعتبرهم الثوار ركن ركين منها. ماذا نفعل بهتافنا الذى حُفر على حناجرنا"يسقط يسقط حكم العسكر" وماذا نفعل فى دماء شهداء ماسبيرو ومحمد محمود والبالون ومجلس الوزراء والعباسية التى أهدرها مجلس العسكر. كيف نقابل شهدائنا يوما ونقول لهم إننا اخترنا رئيسا للجمهورية كرم من قتلوكم وعينهم فى سدة الحكم بدلا من معاقبتهم..ولماذا بذلنا الغالى والرخيص حتى لا يأتي شفيق للحكم..وبعدها يختار مرسى نائبا له من نفس مدرسة الديكتاتورية والقهر والطوارئ التى تعلم وتخرج فيها شفيق؟! هل نطيح بشفيق دمية المجلس العسكرى من الحكم حتى ناتى بالمجلس العسكرى نفسه حتى يحكم مصر؟! فهل وعدنا مرسى قبل الانتخابات انه سينتزع صلاحياته من العسكر أم سيجعلهم يحكمون معه؟! أم أنهم اتفقوا فى قاعدة عرب أن يتولى مرسى الرئاسة على أن يكون طنطاوى نائبا له حتى يرضوا الثوار والفلول معا ومحدش يزعل والجميع يفرح ونعيش فى سعادة ونخلف صبيان وبنات ونعيش فى تبات ونبات؟! قول مأثور كان يرفرف دوما فى ميدان التحرير على لافتة تتحرك بين أركانه تقول:"نصف ثورة معناه هلاك أمة"..ولو حدث وأصبح احد قادة العسكرى نائبا للرئيس فلن يبقى هناك إلا امة ذليلة ضائعة.. وهذا ما عايشناه طيلة ستين عام مضت حكمنا فيها العسكر ولعبوا معنا كل العاب القهر والذل والتخلف..وسندخل مجبرين فى دائرة صراع بين متناقضين ومتضادين هما العسكر والإخوان وسيكون الخاسر فيها هو الوطن. إن تعيين احد قادة العسكر كنائب للرئيس هو بمثابة الانتحار السياسى..لان هذا النائب سيسعى جاهدا لإسقاط مرسى سريعا عن طريق اختلاق الأزمات وافتعالها..ولن يتوانى عن انتاج نظامه البائد مرة أخرى..فضلا عن ثورة الشارع التى ستندلع ضد الرئيس واتهامه بعقد الصفقات مع المجلس العسكرى..بعدها لن يستطيع أحد ان يتدارج الموقف. سيدى الرئيس محمد مرسى إياك أن تفعل هذا..فستخسر كل شئ ولن يرحمك صغيرا أو كبيرا..ثائرا أو فلا..وان كنت من المضغوط عليهم فصارح شعبك وستجدنا معك دوما جنبا بجنب..وان لم تستطع أن تصارح فارحل اشرف لك من أن يتولى العسكر السلطة. [email protected]