تظاهر الآلاف في مليونية الإصرار أمس بميدان التحرير تحت شعار لا يأس ولا استسلام أمام ما يصفونه بتعنت المجلس العسكري في تحقيق وتنفيذ مطالب الثورة. وتأتي هذه الجموع بعد أسبوع مليء بالمظاهرات والمسيرات والمليونيات التي اندلعت عقب براءة معاوني العادلي والحكم علي مبارك ووزير داخليته ب25 عاما وبراءة نجلي مبارك. وتعددت مطالب المظاهرات التي اندلعت خلال الأسبوع وتكللت بمليونية الإصرار, حيث طالبت بسرعة تطبيق قانون العزل السياسي لإقصاء أحمد شفيق الذي يخوض جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية, وإقالة النائب العام وإعادة محاكمة مبارك ونجليه والعادلي وأعوانه ومساعديه أمام محاكم ثورية تشكل من تيار الاستقلال. كما تضمنت قائمة المطالب أيضا الإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين, وتطهير القضاء, وتسليم السلطة في موعدها, ومجلس رئاسي مدني وإن كان مختلفا عليه داخل الميدان, وحكومة ائتلافية تعبر عن الثورة وتحقق مطالبها. وقد شهد الميدان أمس بداية الفعاليات قبل صلاة الجمعة, حيث بدأت بمسيرة خرجت من الميدان واتجهت نحو مجلس الشعب لمطالبته بالضغط والإصرار علي تنفيذ قانون العزل, ثم عادت مرة أخري للميدان. ورفعت المسيرات لافتات ضد شفيق مطالبة بعزله عبر القانون الذي أعده مجلس الشعب. وهتف المتظاهرون عقب صلاة الجمعة الشعب يريد تطهير القضاء, بالإضافة إلي سيل من الهتافات ضد أحمد الزند رئيس نادي القضاة, من بينها أحمد يازند أحمد يازند.. الثوار بيحبوا العند, و أحمد يازند صحي النوم, ووجهوا له اتهامات بأن الانتخابات تزور تحت إشراف القضاة. كما هتف المتظاهرون التحرير بيقول أحمد شفيق فلول, والقصاص القصاص ضربوا ولادنا بالرصاص, وهاتوا العادلي في الميدان, وياشفيق يا ابن مبارك سجن طرة في انتظارك, وياطنطاوي خذ قرارك وإلا هتقعد جنب مبارك. واستمرت الهتافات أكثر من ساعة متواصلة دون توقف, وشملت أيضا نائب عام يانائب يا عام إحنا تعبنا من الكلام, وهاتوا العادلي للإعدام, وواحد اتنين قانون العزل فين, وأنا وعيالي كنا شهود علي أحداث محمد محمود, وسامع أم شهيد بتنادي مين هيجيب حق ولادي, والمجلس العميل قتلوا عيالنا في بورسعيد, ويمين شمال يسقط سامي عنان, وشمال ليمين يسقط حمدي بدين. أما اللافتات فقد انتشرت وتوزعت في أرجاء الميدان وتم تعليق لافتة كبيرة خلف المنصة الرئيسية تطالب بضرورة عزل الفلول والمحاكمات العادلة, ولافتة ضخمة بلغت نحو12 مترا كتب عليها: مطالبنا: 1 محاكمة القتلة. 2 محاكمة شفيق ومحمود وجدي وقيادات أمن الدولة والمخابرات لإخفائهم الأدلة. 3 عدم إنتاج النظام السابق. 4 إقالة النائب العام. وعلي الرغم من حرارة الشمس فإن مسيرات قد خرجت وتوافدت إلي ميدان التحرير عقب صلاة الجمعة, من بينها مسيرة من الهرم من أمام مسجد التوحيد بقيادة الدكتور أحمد فريد أحد قيادات الدعوة السلفية, وانطلقت مسيرة أخري من مسجد الاستقامة بالجيزة, وقام المتظاهرون بتوزيع منشورات تحذر من انتخاب أحمد شفيق, وأخري تدعو لدعم مرسي في جولة الإعادة بانتخابات الرئاسة. ورددت المسيرات الهتافات المناهضة للمجلس العسكري يسقط يسقط حكم العسكر, و اهتف اهتف خليك راجل حكم العسكر راحل راحل, و واحد اتنين قانون العزل فين. ورفع بعض المتظاهرين أعلام حركة6 أبريل وأعلام مصر. كما انطلقت العديد من المظاهرات من مسجد الفتح, ومن بعض المناطق المتفرقة بالقاهرة, ومرت مسيرة الفتح من أمام دار القضاء العالي وطالبت بإعادة محاكمة المخلوع وعزل شفيق وعشرات المتظاهرين يمزقون دعاية شفيق في مسيرة جاءت من ميدان مصطفي محمود واستقرت في ميدان التحرير مرددة هتافات ضد شفيق ومزقت صوره. أما مسيرة الفتح فأكدت نفس المطالب السابقة بضرورة تطبيق العزل وإعادة محاكمة نظام مبارك ونجليه. كما عقد المتظاهرون محاكمة رمزية وثورية من ميدان التحرير لمبارك والعادلي ورموز نظامه. وشاركت في مليونية الإصرار جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة, واتسم وجودهم بالضعف, والجماعات الإسلامية, وحزب النور السلفي, والدعوة السلفية, والتحالف الشعبي الاشراكي, وحركة6 أبريل, واتحاد شباب الثورة, وائتلاف شباب مصر, وحملة صباحي, وأبو الفتوح, وخالد علي, وائتلاف ثوار مصر, وتحالف القوي الثورية, وحركة كفاية, والجبهة الحرة للتغيير السلمي. ومن ناحية أخري استمر المعتصمون أمام مجلس الشعب في اعتصامهم وإضرابهم عن الطعام منذ مساء أمس, وذلك للضغط من أجل قانون العزل, وقد وصل عدد المعتصمين أمام المجلس إلي40 شخصا. وقد احتج البعض علي ظهور الشيخ مظهر شاهين في الميدان مرة أخري, إلا أنه استمر في إلقاء خطبته. ومن جانبه قال مظهر شاهين خطيب مسجد عمر مكرم: إن الشعب المصري انتظر زهاء العام ونصف العام لمحاكمة مبارك ونظامه, لكنه صدم من الأحكام التي فشلت في تطييب قلوب المصابين, وأهالي الشهداء. وأكد أن مجلسي الشعب والشوري هما ثمرتا الثورة, معتبرا أن هناك من يسعي لقطفهما من أيدي الثوار والرجوع إلي النقطة صفر, في إشارة إلي احتمال حل البرلمان بحكم المحكمة الدستورية المنتظر يوم14 من الشهر الحالي. وأشار شاهين إلي أن الثوار في مفترق طريق, إما العبور بالثورة لبر الأمان, أو تعلق لهم المشانق في الميدان, مؤكدا أن أعداء الثورة إذا تمكنوا من الثوار فلن يرحموهم. وتعجب شاهين من محاولات البعض تشويه الثورة وإلصاق التهم بالثوار, معتبرا اتهام بعض الثوار بالمسئولية عن موقعة الجمل بالأكاذيب. وأكد أن الثورة حتي الآن لم تحقق أهدافها, بل فشلت في تحقيق ما قامت من أجله حتي الآن, كما أوضح أنه تلقي تهديدات علي المستوي الشخصي بالقتل.