لماذا لا أكتب عن مباريات كرة القدم العالمية.. مادمت قد تفرجت عليها؟ وجدت صعوبة كبيرة، فأنا لا أعرف كل هؤلاء اللاعبين، ولا استطيع ان اتعاطف مع أي احد، فلا عندي اسباب شخصية، ولا تاريخية، ولا فنية، ولست مضطرا الي ذلك، ولكن حاولت ان افهم، والذي فهمته لم استوعبه والذي استوعبته لا يستحق الاشارة اليه. ووجدت صعوبة اخري في الاستماع الي المعلقين المتخصصين وهناك فرق كبير جدا بين المعلق المصري والاجنبي، فالمعلق المصري لا يتوقف عن الكلام حتي لو توقف اللعب، بينما المعلق الاجنبي يترك للمشاهد متعة الصمت، اي لا يستمع الي المعلق الرياضي، ثم ان كل المعلقين المصريين عندهم عشرون كلمة يرددونها بتفاوت في طبقاتهم الصوتية، ياواد يا لعيب.. يا عظمة.. اهو ده اللعب يا جماعة.. يا خبر.. كان يبقي فيها كلام تاني. ولاحظت ان المعلق الرياضي لا علاقة له بالمباراة، فيمكن تسجيل تعليقاته علي أي مباراة.. اليوم وغدا.. والدورة المقبلة.. إذن لا داعي للاستماع اليه.. يبقي المحللون الرياضيون، وهم اساتذة امامهم خرائط وجداول وكلهم يجلسون في استوديوهات مغلقة.. لا راحوا الي حيث المباراة ولا جاءوا.. واغلب الظن انه من الصعب ان نفهم ما يقولون.. لانهم مشغولون بالتنظير طوال الوقت.. ومعرفة المدارس التي ينتمي اليها اللاعبون الذين جاءوا من اندية اخري. اذن فلا ضرورة لمتابعة ما يقوله اساتذة كرة القدم. وافضل لي ان اقفل الصوت .. واكتفي بالصورة، واجري بعيني وراء الكرة ركلة بركلة.. وضربة بضربة.. وان امسح الملاعب الانيقة ذهابا وايابا.. واكتفي بكرة القدم متعة وعلاجا! انيس منصور