أكد كل من بنك سان باولو "أي.إم.أي" الايطالي وبنك ديسيكا البلجيكي وجود مفاوضات جادة لاقامة شراكة بينهما. ولم يقدم البنكان اية تفاصيل حول طبيعة هذه المفاوضات ويتعارض هذا التأكيد مع تخمينات المحللين والمستثمرين الذين توقعوا حدوث اندماج كلي بين المؤسستين، مما كان سيؤدي الي انشاء بنك عملاق يتراوح رأسماله ما بين 500 الي 650 مليار يورو مما كان سيجعله أحد أكبر خمسة بنوك أوروبية. ويعتقد المحللون أنه علي الرغم من ان التعاون بين ديسيكا وبنك سان باولو سيكون محدودا الا انه سيعود بالفائدة علي كل منهما سواء ديسيكا بما يملكه من أصول بلغت قيمتها 349.8 مليار دولار في نهاية عام 2003 بالاضافة لتخصصه في مجال اقراض الحكومات المحلية، وبما لبنك سان باولو من تواجد واسع في القطاع المصرفي الايطالي حيث يمتلك ما يزيد علي 3 آلاف فرع في جميع انحاء ايطاليا، وأصول تصل الي 206.9 مليار يورو. ويعزو المحللون عدم حدوث اندماج متكامل بين البنكين الي عدم ملائمة هذا الاندماج لوضع السوق المصرفي الايطالي، والذي ليس مستعدا في الوقت الحالي لصفقات تتعدي حدود المحلية. كان كل من بنك ديسيكا وسان باولو قد أعلنا في بيانين منفصلين عن وجود مفاوضات مبدئية بينهما الا انهما أكدا في نفس الوقت علي ان هذه المفاوضات هي شكل من اشكال التخاطب بين البنوك بعضها البعض. الجدير بالذكر ان البيانين جاءا كرد فعل علي مقالة كان قد تم نشرها في احدي الجرائد البلجيكية وهي "DeTijd" وجاء فيها ان المفاوضات بين البنكين قد وصلت الي مرحلة متقدمة، كما جاء في المقالة بأن بنك سان باولو قد قام بالاتفاق مع مؤسسة جي.بي.مورجان لتمثيله في المفاوضات بينما قام بنك ديسيكا بالاتفاق مع مؤسسة لازارد لتمثيله في المفاوضات، الا ان مصادر مطلعة علي هذه المفاوضات اكدت علي ان البنكين لن يفصحا عن هذا. وتعد الاندماجات في أوروبا حاليا بمثابة عملة نادرة، لوجود العديد من المعوقات في مقدمتها اختلاف الانظمة المحلية واللوائح والقوانين المصرفية بالاضافة الي اختلاف اللغة والمشكلات السياسية والتي تختلف من دولة لأخري وهو، ما يعيق ظهور مثل هذه الاندماجات. كان محافظ البنك المركزي الايطالي انطونيو فازيو قد قام برفض الكثير من الطلبات المقدمة من العديد من البنوك الاجنبية لزيادة اسهمها في البنوك الايطالية، الا ان الاندماج الذي تم ما بين بنك آبي ناشيونال العقاري البريطاني وبنك سانتاندر سنترال هيسبانو الاسباني قد لفت الانتباه الي مثل هذا النوع من الاندماجات، فمن المتوقع ان يزيد حجم الارباح المضافة للبنك الاسباني بحلول عام 2007 ليصل الي 600 مليون يورو وذلك لما سيقوم به البنك الاسباني من توفير الاموال كانت تنفق علي معدات واجهزة كان يقوم البنك بشرائها بالاضافة الي قيامه باغلاق جميع مراكز الخدمة التي كان يستخدمها قبل ان يتم الاندماج.