أثار الإعلان عن اندماج بنك انتيسا الايطالي Banca Intesa مع بنك سان باولو الايطالي العديد من التوقعات والتكهنات المتضاربة بين المصرفيين حول مدي استفادة البنك المملوك لهما في مصر وهو بنك الاسكندرية من الخطوة الجديدة في ظل تضاعف قوة سان باولو بعد اندماجه مع انتيسا. ففي الوقت الذي توقع مجموعة من المصرفيين أن يشهد البنك المصري طفرة أكبر في مجال خدمات التجزئة المصرفية وتمويل المشروعات الكبري. استفادة من الكيان الجديد أكد آخرون أن اندماج البنكين لن يسفر عن جديد بالنسبة للسوق المصري لأن بنك الاسكندرية مازال في مرحلة التطوير. وقالوا إنه ليس هناك فرصة لقيام البنوك الأجنبية ومنها سان باولو انتيسا الايطالي بتقديم خدمات جديدة أو متطورة في مصر كما يحدث في الخارج لأن السوق لم ينضج بعد والقوانين مازالت تكبل البنوك العاملة في مصر ومنها علي سبيل المثال حظر المضاربة علي الذهب والفضة فالبنك المركزي مازال يرفض أن تقدم البنوك هذا النشاط حتي الآن. يوضح حازم مدني المشرف علي العمليات المصرفية ونظم المعلومات والتكنولوجيا ومنسق برنامج إعادة الهيكلة ببنك الاسكندرية أنه باندماج بنكي انتيسا وسان باولو سينشأ كيان قوي قادر علي المنافسة لأنهما أكبر بنكين إيطاليين فلديهما شبكة فروع تصل إلي 6 آلاف فرع مشيرا إلي أن ذلك لن يغير من الأمر شيء بالنسبة لبنك الاسكندرية لأنه في مرحلة اعداد وتطوير بالاضافة إلي أن البنكين لديهما نفس النشاطات تقريبا. ويضيف مدني أن بنكي انتيسا وسان باولو يركزان علي القروض الصغيرة والمشروعات الكبري فهما يعملان في جميع الأنشطة المصرفية كما يمتلكان شبكة فروع كبيرة في دول أوروبا الشرقية وايطاليا. ويقول مدني: إن اتساع شبكة الفروع سيؤدي إلي تنوع الخدمات المقدمة للعملاء ومؤكدا علي عدم حدوث أي تغيير كبير بالنسبة لبنك الاسكندرية لأنه في كل الاحوال لايزال في مرحلة الاعداد بعد استحواذ سان باولو عليه. ومن جانبها أوضحت زينب هاشم رئيس قطاع الخزانة ببنك باركليز مصر إن اندماج بنك انتيسا الايطالي وسان باولو الايطالي سيؤدي إلي تشكيل كيان أكبر وهذا الكيان الجديد من المنتظر أن يركز علي التجزئة المصرفية وتقديم خدمات القروض الشخصية وسيساعده علي ذلك زيادة عدد فروع المنتشرة حول العالم. وأضافت زينب هاشم أن أغلب الكيانات الكبري تسعي إلي تقديم خدمات التجزئة المصرفية والقروض الشخصية لتوزيع المخاطر علي عدد أكبر من العملاء وللمساهمة في زيادة الاتجاه نحو المجتمع اللانقدي وإلي التعامل مع البنوك بشكل أكبر. وتوقعت أن يقدم الكيان الجديد خدمات التجزئة جنبا إلي جنب مع خدمات تمويل الشركات والمشروعات وذلك لتنويع محفظة القروض فالمشروعات الكبري تتطلب مبلغاً ضخماً في مشروع أو تمويل واحد ومن الممكن الاستفادة من نفس المبلغ في تمويل مجموعة من الافراد. وتعود زينب هاشم لتؤكد علي أن الأمر في النهاية يعود لرؤية البنك الأجنبي للسوق المصري وترتيبه لأولوياته والاستراتيجية التي يسعي إلي تطبيقها. وأوضح محمد خورشيد رئيس العمليات المصرفية بالبنك الأهلي سوسيتيه جنرال MSGB مصر إن اندماج بنكي انتيسا وسان باولو الايطاليين سيؤدي إلي يجاد كيان قوي قادر علي المنافسة وبما يساهم في تقديم أفضل الخدمات سعيا وراء الاحتفاظ بالعملاء وجذب عملاء جدد للبنك. ويقول خورشيد إن أغلب البنوك في مصر تقدم خدمات متشابهة وذلك لأن البنوك الاجنبية التي تعمل فيها وفقا للشروط والقوانين التي يضعها البنك المركزي مشيرا إلي أن في الخارج توجد خدمات لا يسمح بتواجدها بالسوق المصري مثل المضاربة في الذهب والفضة. ويوضح خورشيد أنه البنوك الأجنبية يصعب عليها طرح المنتجات التي تقدمها ببلدها لأن أغلبها بالعملات الاجنبية ولذلك فسنجد أن البنوك تقدم نفس الخدمات المحلية من تجزئة مصرفية وتمويل مشروعات. ويضيف خورشيد أن أغلب البنوك تلجأ إلي التجزئة المصرفية وتمويل الأفراد لأنها مضمونة السداد فعملاؤها من الموظفين أصحاب الدخول الثابتة القادرين علي سداد ما عليهم من قروض في الميعاد المحدد الأمر الذي يقلل المخاطر. ويتوقع خورشيد أن يكون هناك استعداد كبير من أي بنك أجنبي بما في ذلك انتيسا سان باولو إلي تمويل المشروعات الكبري. محيي الدين عابدين رئيس قطاع بالائتمان المصرفي ببنك HSBC مصر قال إن البنوك الايطالية في الفترة الأخيرة كانت تعاني من بعض الضعف بالمقارنة بالبنوك العالمية الأخري الأمر الذي أدي إلي حدوث عمليات اندماج بشكل أسرع بين بعضها لايجاد كيانات كبيرة وقادرة علي الأقل علي التواجد والاستمرارية وبالتالي تم الاندماج بين بنك انتيسا الايطالي وسان باولو الايطالي وسينتج عن ذلك ايجاد كيان أكبر قادر علي التواجد في السوق بشكل أقوي عن ذي قبل. ويضيف عابدين أن الكيان الجديد سيكون أكبر بنك ايطالي وبالتالي فمن البديهي أنه سيقدم الخدمات المصرفية الشاملة سواء تجزئة أو تمويل شركات وكل أنواع الخدمات والتمويل المصرفي. ومن ناحيته أوضح عبدالمنعم شعبان مدير إدارة الاعتمادات المستندية بالبنك العربي الافريقي الدولي إن دخول بنوك كبيرة للسوق المصري يدل علي أن هذا السوق مناسب لاستيعاب منتجات وخدمات هذه الكيانات الكبيرة والقوية لأنها قبل أن تدخل السوق تقوم بدراسته ومعرفة كل جوانبه ومن المؤكد أنه وجدت مؤشرات جيدة وايجابية عن السوق المصري. ويضيف شعبان أن اندماج بنكي انتيسا وسان باولو الايطاليين سيؤدي إلي ايجاد كيان قوي قادر علي تقديم أفضل الخدمات مما سيؤدي بدوره إلي اشتعال حدة التنافس بين البنوك المحلية المتواجدة في السوق بالفعل والاجنبية والعربية مشيرا إلي أن البنوك الوافدة للسوق المصري ستقوم بجلب التكنولوجيا الحديثة والمتطورة. ويشير شعبان إلي احتمال قيام الكيان الجديد بالتوسع في تقديم خدمة البطاقات الائتمانية والتجزئة المصرفية داخل مصر عبر بنك الاسكندرية المملوك له وسيلجأ في ذلك إلي تخفيض العمولات وبعض المصاريف عن العملاء رغبة في جذب المزيد منهم. وكما سيقوم الكيان الجديد بنشر منتجات جديدة وخدمات أكثر تطورا وسيقوم بمحاكاة بعض الخدمات الموجودة بالفعل لدي البنوك في مصر وذلك للانتشار بالسوق المصري وإنتاج ما يناسب اهتمامات العملاء.