تعكس عملية شراء مصرف "يونيكرديت" لبنك "كابتاليا" الإيطالي الصغير مدي فشل جهود البنوك الأجنبية في إنشاء قاعدة قوية لها في إيطاليا. ففي نهاية الثمانينيات والتسعينيات استحوذت عدة بنوك علي حصص كبيرة في بعض البنوك الإيطالية الكبيرة اَملة أن يؤدي ذلك إلي تعزيز وضعها والتغلب علي موقف البنك المركزي الإيطالي الذي عادة ما كان يصوت بالرفض علي هذه الاندماجات. ولكن وحتي بعد أن أجبر أنطونيو فازيو محافظ البنك المركزي الإيطالي علي ترك منصبه في نهاية 2005 بعد أن اتهم أنه حاول أن يبقي البنوك الإيطالية بعيدة عن أيدي نظيرتها الأجنبية وبأساليب غير ملائمة، ورغم مجيء محافظ جديد يبدي مرونة أكبر وهو ماريو دراجي وترحيبه بالدمج بين البنوك الأجنبية ونظيراتها الإيطالية فإن عمليات الاندماج هذه عادة ما تواجه بمعارضة محلية قوية في ظل وجود دعم سياسي يرفض هذا التوجه. وكان مصرف كريديه أجريكول هو أكبر مساهم في بنك "بنكا انتيسا" إلا أنه عند اندماج "انتيسا" مع "سان باولو اي ام اي" في تورين اكتفي أجريكول بشراء عدة مئات من فروع انتيسا كجزء من الصفقة ويمتلك "بانكو ستاندر" الأسباني 8.4% في مصرف "سان باولو" ولم يفشل المصرف فقط من الاندماج ولكنه اشتكي من عدم التوافق في السياسات مع البنك. ورغم أن مصرف "اي بي ان إمرو" كان من أكبر المساهمين في بنك "كابتاليا" فإنه تراجع في أعقاب اندماج "يوني كريديت" مع "كابتاليا". وهناك نماذج أخري كثيرة مثل مصرف "بي بي في ايه" الذي حاول الاندماج مع يوني كريديت إلا أن طلبه قوبل بالرفض من جانب "فازيو". وترجح هذه السياسات أن قطاع البنوك الإيطالية لايزال بعيدا عن فتح أسواقه في وجه البنوك الأجنبية بعكس أغلب الدول الأخري. ويقول أحد المحللين إن الأسواق المصرفية الإيطالية لم تعد قادرة علي استيعاب أي بنوك أخري أجنبية ترغب في شراء بنوك إيطالية لها ثقل في السوق قائلا إن اللعبة قد انتهت فلم يعد هناك الكثير من البنوك المطروحة للبيع في الأسواق الإيطالية خصوصا بعد موجة الاندماجات الجامحة التي حدثت مؤخرا التي لم يؤت الكثير منها ثمارها. ومع ذلك لم تيأس البنوك الأجنبية جميعها فالبعض منها لجأ إلي شراء البنوك الاقليمية الصغيرة كما تبحث هذه البنوك عن شركاء لها للطبيعة المركزية لهذه البنوك. وقال أحد المصرفيين إن مصرفي "ايه بي ان" "بي ان بي" و"أجريكول" يستطيعوا أن يستخدموا حصتهم السوقية التي تتراوح ما بين 2 و3% لكل منهما للنمو في بلد لايزال هامش الربح فيه كبيرا وهناك فرص كبيرة للنمو في مجالات مثل الرهن العقاري ومنح القروض، بالإضافة إلي سيطرة بعض هذه البنوك علي البنوك الاقليمية متوسطة الحجم وهم في استطاعتهم توسيع شبكة هذه البنوك والاستفادة من خبراتهم في مجال التمويل وإدارة الأصول وعمليات التجزئة. ويقول محلل في "ميريل لينش" إن ما نراه مع البنوك الأجنبية هو تحويلها لحصتها التاريخية في البنوك الكبري إلي بنوك صغيرة وهي تري أنه من الأفضل لها أن تسيطر علي أصول صغيرة.