أكد مسئولو بنك إنتيسا سان باولو العالمي أن مصر من دول قلائل حول العالم استطاعت التعامل الجيد مع الأزمة المالية العالمية محققة معدلات نمو ايجابية تصل لنحو5%. وأكد إليانو عمر لوديساني رئيس منطقة الكومنولث وجنوب المتوسط أن بنك إنتيسا سان باولو قرر الدخول بقوة في تمويل مشروعات البنية الأساسية التي طرحتها الحكومة المصرية للمشاركة مع القطاع الخاص وتصل لنحو52 مشروعا وانه إلتقي بعدد من الوزراء المصريين المعنيين وناقش الدكتور محمود محيي الدين وزير الاستثمار حول كيفية المشاركة في هذه المشروعات إما بالتمويل المباشر أو بإتاحة التمويل عبر بنك الاسكندرية الذي سبق للمجموعة الإستحواذ عليه في أكبر صفقة خصخصة لبنك في منطقة الشرق الأوسط. واضاف في تصريحات لصحيفة الاهرام أن أداء بنك الإسكندرية خلال عام2009 كان قويا ويعكس قوة الطلب في السوق المصرية معربا عن قناعته بأن الاقتصاد المصري مازال إيجابيا وأن مصر لديها فرص مزدهرة للنمو وأن الاقتصاد المصري لم يهتز في مواجهة الأزمة المالية العالمية وهو مايؤكد الفرص الكبيرة في النمو واستعادة المعدلات السابقة علي الأزمة في غضون فترة قصيرة. وقال ان هناك مشاورات مع الحكومة المصرية للدخول في مشروعين بمجال الموانئ والطرق. وتم عقد مائدة مستديرة بإيطاليا ومرتقب أن تجري مباحثات قريبة في القاهرة لترتيب التمويل وكيفية المشاركة في هذين المشروعين وأن حجم التمويل لم يتحدد بعد. واشار إلي أن بنك' انتيسا سان باولو' في المرتبة الخامسة بين البنوك الأوربية من حيث رأس المال مؤكدا أن البنك في المرحلة الحالية يصل رأسماله الي36.2 مليار يورو وليس بحاجة لزيادة جديدة في رأس المال. فيما أشار إلي أن البنك تعامل بشكل قوي مع الأزمة المالية العالمية لأن استراتيجية البنك اعتمدت ومنذ سنوات طويلة علي الاستثمار في الاقتصاد الحقيقي وليس في الأوراق المالية المهجنة والرهون العقارية التي أسرفت فيها بنوك أخري أدت إلي تأثرها القوي بالأزمة المالية. وأشار إلي أن اجمالي أصول المجموعة يزيد علي632 مليار يورو وأن صافي الدخل2.3 مليار يورو حتي30 سبتمبر الماضي. وأن المجموعة تقدم خدماتها لاكثر من19 مليون عميل من خلال وجودها الخارجي في13 دولة في منطقة وسط وشرق البحر المتوسط وجنوب المتوسط ولديها1900 فرع خارجي تخدم8.5 مليون عميل أضافة الي شبكة فروع خارجية لدعم العملاء في أكثر من34 دولة. وقال أن بنك الإسكندرية يقوم بدور مهم كوسيط بين كل من مصر وإيطاليا في مجال تمويل التجارة والاستثمار وأسس بنك إنتيسا سان باولو مكتبا في القاهرة يضم خبراء يتحدثون الإيطالية والعربية لمساعدة القطاع الخاص المصري الراغب في التصدير أو الإستيراد من إيطاليا كما عقد البنك بالتعاون مع بنك الإسكندرية لقاءات مهمة مع المستثمرين الإيطاليين وكبريات الشركات الإيطالية الراغبة في الاستثمار بمصر ويقوم بنك الإسكندرية بدور المستشار المالي والفني لهذه الشركات. وأكد أن بنك الإسكندرية ساهم بنحو16% من الأرباح المحققة للمجموعة خلال عام2009 من حيث ربحية البنوك الخارجية ويأتي في المرتبة الثانية بعد بنك' فيوبي' بسلوفاكيا. وقال أن إدارة البنك المتمثلة في محمود عبد اللطيف رئيس البنك وفاطمة لطفي نائب الرئيس إضافة الي الثروة البشرية متمثلة في العاملين بالبنك وأيضا شبكة الفروع التي تغطي القطر المصري من أهم نقاط القوة بالبنك مؤكدا أن بنك انتيسا الذي استحوذ علي بنك الإسكندرية في صفقة تصل قيمتها11 مليار جنيه يري أنه استثمر في بنك عالمي يقدم كافة العمليات التجارية والخدمات المصرفية العالمية وقال أنه رغم ضخامة الصفقة إلا أن بنك إنتيسا يعتبر نفسه محظوظا بالفوز ببنك الإسكندرية ومشيرا في الوقت ذاته إلي أن البنك لايهدف الي التوسع من حيث الحجم ولكن من حيث القوة والتأثير. وأشار الي نية أنتيسا سان باولو في طرح منتجات مصرفية جديدة ودعم البنية التحتية في البنك في مجال تكنولوجيا المعلومات إضافة لافتتاح فرع لبنك الإسكندرية بالقرية الذكية خلال عام2010 وإتاحة دورات تدريبية مكثفة للعاملين بالبنك في مصر وإيطاليا.وأكد ان إدارة البنك تقوم باستطلاع كل ستة أشهر لقياس مدي رضاء العملاء عن الخدمة. وعن رؤيته لما يمكن أن تقدمه المجموعة لبنك الإسكندرية خلال2009 اشار إلي أن بنك الإسكندرية يأتي في المرتبة الاولي من بين بنوك المجموعة الخارجية في تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة وهو ماتعتزم الإدارة تعزيزه بالمزيد من الدعم والتمويل خلال العام الجاري. وحول القطاع المصرفي المصري ودور البنك المركزي أكد أن مصر لديها بنوك تتميز بالسمعة الجيدة كما أن البنك المركزي المصري قوي ومسيطر ويطبق الرقابة الحازمة التي تتفق والمعايير العالمية. كما أن القوانين المصرفية قوية وقوانين تشجيع الاستثمار الأجنبي تتيح للبنوك المرونة لجذب المزيد من الاستثمارات للبلاد. من ناحية أخري وفي المنتدي الاقتصادي الذي نظمه بنك' إنتيسا سان باولو' للإعلام الاقتصادي حول دور البنك ومستقبل استثماراته في مصر أشار جانيالوكا سالسيتشي رئيس قسم الاقتصاد الدولي بالمجموعة إلي دراسة اقتصادية قام بها فريق من الخبراء بين بنكي انتيسا والإسكندرية حول دول جنوب المتوسط من حيث النمو وفرص الأعمال من خلال علاقات المشاركة مع الإتحاد الأوربي. وأوضحت الدراسة الفجوة بين دخول الأفراد في دول جنوب المتوسط عنها في دول وسط وشرق أوربا إلا ان تأثير الأزمة المالية العالمية علي هذه الدول من حيث معدلات النمو كان محدودا فيما عدا إسرائيل وأشارت الدراسة الي التوقعات بان تصل نسب النمو في مصر خلال2010 الي5.4% وأن ترتفع في2011 الي5.7% وفي اسرائيل أن تصل الي2.6% وأن ترتفع الي2.8% العام القادم وفي الأردن3% وان ترتفع الي3.7% العام المقبل. وكمتوسط تري الدراسة أن معدلات النمو بدول جنوب المتوسط يمكن أن تصل إلي5% العام الجاري فيما يصل متوسط دخل الفرد الي3% وأن هذا الإنخفاض في متوسط دخول الأفراد يرجع إلي التأثير السلبي للزيادة السكانية.