"القومي لحقوق الإنسان" ومكتبة الإسكندرية ينظمان ندوة حول نشر وتعزيز الثقافة الحقوقية    البطريرك يوحنا العاشر يستقبل المبعوث الأممي بيدرسون في دمشق    محافظ كفر الشيخ يُسلم 22 عقد تقنين جديد للمواطنين    شتلة صغيرة استدامة طويلة.. شعار جامعة حلوان في اليوم البيئي    ترامب: إيران وإسرائيل رغبتا معا في وقف الحرب    هولندا تقدم حزوة مساعدات لصناعة المسيرات في أوكرانيا    الوضع في طرابلس والعملية السياسية.. ماذا جاء في إحاطة البعثة الأممية لليبيا أمام مجلس الأمن؟    تقرير: مبابي خارج حسابات ريال مدريد في مباراة سالزبورج    نوتنجهام يفتح محادثات مع يوفنتوس لضم وياه ومبانجولا    الأهلي يجهز تقريرا طبيا عن إمام عاشور لإرساله إلى المنتخب    مطروح: حملات رقابية تضبط وتعدم 37 كجم أغذية فاسدة وتغلق منشأة مخالفة    القبض على سيدة القروض الوهمية بالمحلة بعد استيلائها على 3 ملايين جنيه من 40 ضحية    أوقاف شمال سيناء تطلق مبادرة توعوية بعنوان "احمى نفسك"    زينة تبدأ تصوير ورد وشيكولاتة.. وتتعاون مجددا مع ماندو العدل في عمل مستوحى من قصة حقيقية    "رحلة إلى الحياة الأخرى".. برنامج تعليمي صيفي للأطفال بمتحف شرم الشيخ    جائزة لرجل الصناديق السوداء    الأزهر يعرب عن تضامنه مع قطر بعد هجوم إيران.. ويطالب بضرورة احترام سيادة الدول على كامل أراضيها    مصر وموريتانيا تبحثان توسيع الشراكة الصحية: تعاون في الدواء والتحول الرقمي ومكافحة الملاريا    عملية نادرة تنقذ مريضة من كيس مائي بالمخ بمستشفى 15 مايو التخصصى    العرض الأفريقي الأول لعائشة لا تستطيع الطيران بمهرجان ديربان السينمائي الدولي    وقف مؤقت للغوص بجزر الأخوين لتنفيذ برنامج تتبّع لأسماك القرش    حكومة الانقلاب فشلت في مواجهتها..الكلاب الضالة تهدد حياة المواطنين فى الشوارع    «الداخلية» تمد فعاليات المرحلة ال27 من مبادرة «كلنا واحد» لمدة شهر    إي اف چي هيرميس تنجح في إتمام خدماتها الاستشارية لعملية القيد التاريخية لشركة ڤاليو في البورصة المصرية    «القومي للمرأة» يهنئ إيمان أنيس لتنصيبها نائباً للأمين العام للاتحاد الأفروآسيوي    محمد مطيع يناقش خطة اتحاد الجودو مع المجلس العلمي لوزارة الرياضة    بالعلم الفلسطيني وصوت العروبة.. صابر الرباعي يبعث برسالة فنية من تونس    محافظ المنوفية يفتتح مركز الثقافة الإسلامية في شبين الكوم| صور    مجلس جامعة الإسكندرية يعتمد الخريطة الزمنية للعام الدراسي الجديد    الرئيس الفرنسي يشدد أهمية التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة    تنفيذ 7234 عملية عيون للمرضى غير القادرين بالأقصر    «متى سنتخطى التمثيل المشرف؟».. خالد بيومي يفتح النار على إدارة الأهلي    تقارير: برشلونة يحسم صفقة روني باردجي    «بحبكم برشا».. أول تعليق من مي عمر على تكريمها من مهرجان الإذاعة والتلفزيون بتونس    جنايات دمنهور تؤجل محاكمة عامل بكفر الدوار لاتهامه بخطف أطفال والتعدى عليهم    الصين: عرض عسكري لإحياء الذكرى ال80 للانتصار فى الحرب العالمية ضد الفاشية 3 سبتمبر    سانتوس يقترب من تجديد عقد نيمار    «صحافة القاهرة» تناقش مستقبل التعليم الإعلامي في العصر الرقمي    خلال فعاليات قمة مصر للأفضل.. «طلعت مصطفى» تتصدر قائمة أقوى 100 شركة في مصر وتحصد جائزة المطور العقاري الأول لعام 2025    يوسف داوود.. "مهندس الضحك" الذي ألقى خطبة الجمعة وودّعنا في هدوء    الإدارة العامة للمرور: ضبط (56) ألف مخالفة خلال 24 ساعة    تحرير (153) مخالفة للمحلات التى لم تلتزم بقرار الغلق خلال 24 ساعة    تبدأ 26 يوليو.. محافظ الدقهلية يعتمد جدول امتحانات الدور الثاني للنقل والشهادة الإعدادية    محافظ القاهرة يشهد احتفال الأوقاف بالعام الهجرى الجديد غدا نائبا عن الرئيس    وزيرة البيئة: مشروع تطوير قرية الغرقانة نموذج متكامل للتنمية المستدامة الشاملة    6 مشاريع بحثية متميزة لطلاب الامتياز ب"صيدلة قناة السويس"    ضبط قضايا اتجار في النقد الأجنبي بقيمة 8 ملايين جنيه    إزالة 1883 حالة تعدٍ بالبناء المخالف على أملاك الدولة ببني سويف    متحدث عسكري عراقي: مسيرات استهدفت عدة مواقع وقواعد نتج عنها أضرار للرادارات    قافلة طبية مجانية بحى الصفا فى العريش تشمل تخصصات متعددة وخدمات تثقيفية    بدأت ب«فولو» على إنستجرام.. سلمى أبو ضيف تكشف طريقة تعرفها على زوجها    تداول 10 آلاف طن بضائع و532 شاحنة بموانئ البحر الأحمر    ما حكم تيمّم المرأة التي تضع «المكياج»؟.. الإفتاء تُجيب    تفسير آية | معنى قولة تعالى «وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي 0لۡكِتَٰبِ لَتُفۡسِدُنَّ فِي 0لۡأَرۡضِ مَرَّتَيۡنِ»    هل الشيعة من أهل السنة؟.. وهل غيّر الأزهر موقفه منهم؟.. الإفتاء تُوضح    شاهد وصول لاعبى الأهلى إلى استاد ميتلايف لمواجهة بورتو البرتغالى    سعد خلف يكتب: من دونيتسك إلى بوشهر.. بوتين يعيد رسم خرائط النفوذ من قلب سانت بطرسبرج    رسائل قوية من بوجبا عن أزمة المنشطات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



?شرق العوينات?. استثمار أهدر في عهد المخلوع وما زال ينتظر تعديل المسار
نشر في العالم اليوم يوم 28 - 02 - 2013

د.إبراهيم سليمان: أكبر مشروعات التنمية الزراعية المنفذة في مصر لولا طغيان الترويج لتوشكي
حكومة مبارك باعت الفدان ب50 جنيها فقط ل16 شركة
بتنميته وفق ضوابط محددة يمكن إضافة 170 ألف فدان جديدة مستصلحة
السعوديون حققوا منافع غير مسبوقة بزراعتهم الأعلاف وتصديرها لبلادهم
لا بد من وضع ضوابط لاستغلال المياه الجوفية ومنع استخدام الري بالغمر
يجب إعطاء المنطقة أولوية للتنمية بالتوازي مع مشروع سيناء
في الوقت الذي تتعالي فيه الأصوات المحذرة من دخول مصر بثورة جياع في ظل تدني الانتاجية وتزايد معدلات البطالة وصعود الأسعار بشكل مباغت لم يقابله زيادات مثيلة في الرواتب والاجور.. نجد علي الجانب الآخر حكومة صامتة لا تتعامل بحسم مع أي من الملفات المشتعلة وفي مقدمتها غذاء المواطن البسيط الذي لا يحتاج سوي لبدء فوري بزيادة الرقعة الزراعية قدر المستطاع وخاصة بعد التعدي السافر الذي شهدته أراضي الدلتا خلال عام الثورة حتي أن البعض قدر حجم الاراضي التي تم فقدها بما يتراوح ما بين 20 إلي 50 ألف فدان! واللافت انه حتي الان لم يتوقف زحف التعدي بل والمناطق النائية التي يمكن إقامة استثمارات زراعية عليها وتصحيح مسار العمل بها بعد التغافل والإهدار الذي شهدته في الحقبة السابقة ما زالت كما هي دون توجه أو خطط جديدة للعمل كما هو الحال في شرق العوينات الذي كشفت إحدي الدراسات التي أعدها دكتور إبراهيم سليمان استاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة الزقازيق ومستشار منظمة الاغذية والزراعة ?الفاو? مدي الأخطاء الجسيمة والتنمية العشوائية التي كان يتم إنتهاجها بمنطقة تعد بمثابة أحد الأذرع الإستراتيجية للبلاد وكيف أنها يمكن أن تصبح استثمار زراعيا واعدا إذا ما تم إعادة النظر فيه.
حيث أوضح دكتور إبراهيم سليمان بدراسته أن مشروع شرق العوينات يعتبر أكبر مشروعات التنمية الزراعية المنفذة في مصر لولا طغيان الترويج لمشروع توشكي في النصف الثاني من التسعينات علي أنه مشروع مصر القومي، رغم أن الأخير إذا أكتمل لاستنفد ثلث قدرة مصر الكهربائية لرفع المياه 160 مترا لري 600 ألف فدان ولأنه يحتاج تغيير نظام الري في مصر بالكامل لتوفير احتياجات هذا المشروع بالكامل، هذا بينما مشروع شرق العوينات منطقة سهلية تبلغ جملة مساحتها المهيأة للزراعة حوالي 560 ألف فدان تقع أغلبها ضمن الأراضي الرملية والرملية الطينية التي تعتبر من أفضل الأراضي الصالحة للزراعة، والمحاصيل الحقلية التي نجحت زراعتها بالمنطقة منها محاصيل الألياف كالقطن، ومحاصيل الأعلاف مثل البرسيم الحجازي ولوبيا العلف وحشيشة السودان، ومحاصيل الحبوب كالقمح والذرة الرفيعة، ومحاصيل البقول كالعدس وفول الصويا، والمحاصيل الزيتية مثل الفول السوداني والسمسم، والخضر والنباتات الطبية والمحاصيل البستانية وأهمها البلح الجاف ونصف الجاف والتين المجفف والرمان والموالح، وتعتبر شرق العوينات منطقة خالية من التلوث البيئي ولذلك تعد من أفضل مناطق التربية وتحسين السلالات وذلك لبعدها عن باقي المحافظات مما يحقق لها مسافة عزل طبيعية والذي ينعكس أثره علي خلو المحافظة من الأمراض الوبائية التي تصيب الانتاج الحيواني والداجن من باقي المحافظات،
وتربط المنطقة طرق مرصوفة بكل من الداخلة والخارجة وأبو سمبل، كما يمكن الوصول إلي المنطقة جوا حيث تم إنشاء مطار شرق العوينات لاستخدامه في تصدير الحاصلات الزراعية ،. وتبلغ مساحته 36 كم2 ويخدم 100 راكب/ساعة ويحتوي مدرج رئيسي بطول 3500 م 45 م ويتسع لثماني طائرات وتم توسعة ممرات الهبوط وإطالتها وإنارة المطار ليلاً لاستقبال الطائرات الكبيرة للتصدير رأساً من شرق العوينات إلي جميع دول العالم.
واضافت الدراسة ان المشروع يهدف إلي إضافة نحو 230 ألف فدان للرقعة الزراعية يتم ريها بالكامل من مياه الخزان الجوفي في المنطقة بطرق الري الحديثة بالرش والتنقيط ويطبق المشروع أسلوب الزراعة النظيفة بهدف توفير إنتاج زراعي خال من الملوثات، ومن ثم يفتح أسواقا عالمية لتصدير منتجات الزراعة العضوية والبنية الأساسية التي أنشئت في المنطقة شملت الوحدة المحلية لشرق العوينات ومقرها قرية العين وتضم الخدمات الآتية: وحدة صحية، نقطة شرطة، محطتي وقود ومستودع وقود، ومخبزا، ومحطة استقبال تليفزيوني، ومركز شباب، ومسجدا، وثلاثة مراكز اسعاف علي الطريق، وتم ربط المنطقة بسنترال الخارجة، ومخطط إنشاء مدينة شرق العوينات علي مساحة 10000 فدان تستوعب ما بين 30 - 50 ألف نسمة وتوفر نحو 9000 فرصة عمل للشباب، وأنشئت مؤسسات لخدمة التنمية الزراعية شملت فرعا لبنك التنمية والائتمان الزراعي ووحدة زراعية، ووحدة بيطرية، ومحطة غربلة وفحص تقاوي وخصصت 7 آلاف فدان كمزرعة تجريبية، كما أنشئت مزرعة للطاقة الشمسية ومساحتها الإجمالية 200 فدان لتجربة وتقييم استخدام مصادر الطاقة المتجددة بمنطقة شرق العوينات، وتقوم الهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية والهيئة القومية للاستشعار عن بعد بتقييم المخاطر البيئية لحركة الكثبان الرملية والفوالق الأرضية.
واوضحت الدراسة ان إمكانات الموقع قد اكتشفت صدفة عندما كانت شركات هيئة البترول تنقب عن البترول هناك فوجدت المياه وليس البترول، وأثبتت الدراسات وجود خزان جوفي ضخم يمكن استغلاله في حدود آمنة لمدة 100 عام، وتتراوح نسبة الملوحة ما بين 200- 700 جزء/مليون وهي بذلك صالحة جدا للري، وتسلمتها القوات المسلحة في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، وأنشأت القوات المسلحة مزارع ناجحة بسواعد جنودها، والشركة الوطنية التابعة للقوات المسلحة، قسمت لمزرعتين تم زراعة الأولي مزرعة رقم 1 بالكامل والتي تبلغ عشرة آلاف فدان منها خمسة آلاف فدان بالمحاصيل الاستراتيجية بالإضافة إلي زراعة 4416 فدانا بالفاكهة كما زرع 1584 فدانا بالمحاصيل والخضراوات في المزرعة رقم 2وتضمنت بعض المحاصيل الجديدة مثل الفول السوداني والذرة الشامية والشعير الثنائي وأدي نجاحها إلي التوسع في زراعة هذه المحاصيل لصالح الشركات المتخصصة في مجال تسويق التقاوي، ومن بين المحاصيل عالية القيمة النخيل البارحي الذي بدأ تصدير إنتاجه لبعض دول أوروبا وسوق الباقي في السوق المحلية، وأنشئت خمس مزارع أغنام بطاقة عشرة آلاف رأس ومنحل لإنتاج عسل النحل بطاقة عشرة آلاف خلية إلي جانب النشاط الداجن ومزارع الحمام وذلك بهدف تكامل الإنتاج داخل المشروع وعندما تسلم قطاع الزراعة باقي المساحة حجزت وزارة الزراعة حصة بلغت 37 ألف فدان تم استصلاح 17 الف فدان منها زرعت بالقمح والشعير والبرسيم الحجازي والذرة النيلي والكنوا والفول السوداني فضلا عن الخضر والفاكهة. وتم إنشاء مزرعة إرشادية نموذجية علي مساحة ثلاثة آلاف فدان لزراعة أصناف القمح وأربعة آلاف فدان أخري لهيئة التعمير والتنمية الزراعية للتصرف فيها للمستثمرين الراغبين في زراعة القطن قصير التيلة وتحققت طفرة في إنتاجية الفدان بمشروع القوات المسلحة ومزارع وزارة الزراعة، حيث بلغت 20 أردبا للقمح وحوالي 25 أردبا للشعير، وحوالي 16 طنا من الأصناف عالية الجودة من البطاطس المخصصة للتصدير، وتم التوسع في إقامة مشاتل لإنتاج فسائل نخيل البلح من الأصناف المميزة إضافة لمزارع الأبقار عالية الإنتاج والماعز والأغنام والتصنيع الغذائي -خاصة تصنيع الألبان وعصر للزيوت ومطحن للغلال كما تم إنشاء مزرعة بحثية لتجربة أقلمه اصناف نخيل البرحي الصحراوي وأنواع من العنب والمانجو.
سياسة فاسدة
وتابع دكتور سليمان دراسته بالحديث عن أراضي العوينات وأوضح انه فيما يتعلق بباقي المساحة فقد تم إستغلالها وفق نفس مصير سياسة النظام السابق الفاسدة المنحازة لرجال أعمال صنعهم النظام ولم يصنعوا شيئا للاقتصاد المصري، وهي تصريف الأراضي الجديدة بسعر بخس لنفس الأفراد أو الشركات الذين تسلموا مئات الآلاف من الأفدنة في الطريق الصحراوي والساحل الشمالي وغيرها، فقد باعت حكومة مبارك الفدان من المساحة المتبقية بخمسين جنيها فقط للفدان، لعدد 16 شركة مقسمة إلي 22 قطعة مساحة القطعة 24000 فدان علي أن يستصاَح منها مساحة 10آلاف فدان فقط بإجمالي 220 ألف فدان، ورغم ذلك بلغ عدد الآبار التي تم حفرها بمنطقة المشروع بمعرفة الشركات 424 بئرا تكفي فقط لري مساحة 53230 فدان (تمثل نسبة 23% من إجمالي المساحة المخصصة) وعلي خلفية التهديدات المحتملة لحصة مصر في مياه النيل اتجهت الأنظار بقوه نحو الخزان الجوفي الكبير حيث كشف تقرير للجهاز المركزي للمحاسبات في مايو 2009 عن كارثة كبري تهدد هذا الخزان بشكل رهيب وتشكل تهديدا للأمن القومي المصري وتؤثر سلبيا علي الحياة في منطقة الواحات بالصحراء الغربية، فقد أثبت التقرير أن المستثمرين في مشروع شرق العوينات قاموا بزراعة 19525 فدانا بالأعلاف الحيوانية مثل البرسيم الحجازي ولوبيا العلف، وفول الصويا ومحصول الدخن وهي من الأعلاف' التي تستهلك كميات كبيرة من المياه وهو ما يمثل خطرا علي المياه الجوفية التي تعتبر المورد الوحيد لكل أشكال الحياة في تلك المنطقة مؤكدا أن استهلاك الفدان من تلك الأعلاف الدائمة يتراوح بين 9 و12 ألف متر مكعب سنويا في الوقت الذي يستهلك الفدان في الوجه القبلي ما لا يزيد علي 4 آلاف متر مكعب من المياه سنويا، وهذه الأعلاف تدوم ثلاث سنوات، والغريب أن غالبية من يزرعون تلك الأعلاف سعوديون يزرعون 17 ألف فدان انتاجها مخصص للتصدير لبلادهم، وبذلك يحقق المستثمرون السعوديون منافع غير مسبوقة، فقد قام معد الدراسة منذ سنوات قليلة بدراسة مستفيضة بتكليف من منظمة الأغذية والزراعة بإعداد دراسة عن مشكلات فائض الإنتاج في سوق الألبان في السعودية مع تدني سعره، وتبين أن الحل هو التصنيع والتصدير، واعترض المخططون السعوديون علي أن ذلك سوف يستنفد مخزون المياه الشحيح لديهم، فكانت فرصة ثمينة أن يزرعوا الأعلاف في أرض مصرية بمياه مصرية لتغذية ماشية عالية الإنتاج لديهم ?شركة المراعي علي سبيل المثال لديها 25 ألف رأس من الماشية الأجنبية تنتج 39 كيلوجراما للرأس يوميا لموسم حليب طوله 300 يوم?، هذه الشركات نفسها كونت شركات جديدة لشراء أرض شرق العوينات لهذا الغرض، ويزيد الطين بلة عدم استفادة الناتج القومي من هذا النشاط مطلقا لأن تصدير المحاصيل الزراعية معفي تماما من الرسوم الجمركية والغريب أن وزير المالية السابق الهارب تنصل من المسئولية في حينه متعللا في رده علي الجهاز أن الموضوع يخرج عن دائرة اختصاص الوزارة حيث إن الصادرات المصرية لا تخضع لأي ضرائب أو رسوم جمركية.
وأضافت الدراسة أن الغريب أنه حتي عام مضي ورغم اتساع مساحة مشروع شرق العوينات لم تنشأ إدارة تفتيش للمياه الجوفية لهذه المنطقة بمحافظة الوادي الجديد والتي كان من المفترض أن تكون مهمتها حصر وتحديد المساحات المروية علي الآبار الجوفية وعدد الآبار والعمل علي ترخيصها وضبط أي مخالفات، وفي الزيارة الميدانية التي قام بها وفد الجهاز المركزي للمشروع خلال الفترة من 20 إلي 25 أكتوبر 2009 اكتشف تواجد عدد من المستثمرين غير المصريين لم يقنن وضعهم بالمشروع علي الرغم من أنهم يمارسون النشاط الزراعي وتتركز زراعتهم في محاصيل الأعلاف التي تمثل نسبتها 88% من إجمالي مساحة المشروع وحدد التقرير هؤلاء المستثمرين بأربعة هم شركة نافيجيتور التي تزرع ألفي فدان بالبرسيم الحجازي في القطعة المخصصة لمحافظة الوادي الجديد التي سبق أن باعتها لشركة مصر- أفريقيا للتجارة الدولية في 2005 بواقع 55 جنيها للفدان ثم باعتها الأخيرة لشركة نافيجيتور والمستثمر الثاني مستثمر سعودي يدعي الشيخ عبد الرحمن بن عقيل ويزرع 5600 فدان بمحصول البرسيم بالقطعتين المخصصتين للشركة الأمريكية لاستصلاح الأراضي، وشركة شرق العوينات وهناك شركة جنان التي تقوم بزراعة 6400 فدان بالأعلاف والبرسيم واللوبيا وفول الصويا وعلف الدخن في القطعة المؤجرة من هيئة الأوقاف، وهذه الشركة تأسست من شركات زراعية أخري هي المراعي والخريف، وجازان للتنمية الزراعية وشركتي تبوك والجوف الزراعيتين، وبدورها سيطرت شركة جنان علي شركة الرخاء للاستثمار الزراعي في مصر من خلال شراء أغلبية السهم فيها. وهكذا دخل السعوديون هذا المجال، وتسلمت شركة جنان الأرض في 28 مايو 2008 بعد أن تجاوزت سالفته (الشركة المباعة -الرخاء) في زراعة 30125 فدانا بالبرسيم الحجازي.
وتابعت الدراسة الحديث عن تقرير المركزي وكيف أنه أكد علي مخالفة جميع المستثمرين بالمشروع للبند الخامس من العقود المبرمة بين الهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية والمستثمرين والذي ينص علي إتمام استصلاح كامل الزمام في مدة لا تتجاوز ثلاث سنوات أو يعتبر العقد مفسوخا، وهو ما استدعي أن تقوم الهيئة بسحب الأراضي من 15 مستثمرا بينما استثني التقرير الشركة الوطنية التابعة لجهاز القوات المسلحة وأشاد بنجاحها في استصلاح واستزراع الأراضي حيث تم تخصيص قطعتين لها وبعد نجاحها في استزراعهما خصص لها مجلس إدارة الهيئة العامة لمشروعات التعمير أربع قطع إضافية بإجمالي مساحة 40 ألف فدان منها قطعتان تم سحبهما من شركتين مخالفتين وأكد تقرير الجهاز علي أن تلك الشركة الوطنية قد نجحت في استصلاح 30 ألف فدان حتي نهاية 2009، وزرعت منها 27500 فدان بمحصول القمح علي مساحة 6 آلاف فدان والشعير علي مساحة 5795 فدانا والبرسيم الحجازي علي مساحة2000 فدان والذرة الشامية علي مساحة 1000 فدان ومحصول البطاطس والبصل علي مساحة 1086 فدانا بالإضافة إلي زراعة 4400 ألف فدان بساتين وجارٍ تجهيز 4732 فدانا للزراعة بالموسم الشتوي.
حفر الآبار
وأوضح سليمان بالدراسة أن تقرير المركزي اختتم بتحذير شديد من قيام بعض المستثمرين بحفر آبار بزيادة علي الحد الأقصي والمسموح لهم به وهو ما يؤدي إلي الإخلال بمخزون المياه الجوفية بالمنطقة واستشهد علي ذلك بشركة رخاء للاستثمار التي قررت حفر 150 بئرا بالقطعة رغم أنه يتعين عدم زيادة الآبار المحفورة بالقطعة الواحدة علي 80 بئرا. والعجب العجاب أن عدد من الصحف الخاصة والمواقع الصحفية الإلكترونية في ذاك الوقت 2008 - 2010 حفلت بالإشادة بأداء الشركات السعودية -بما يوحي أنها إعلانات مدفوعة الجر علنا أو سرا- ومصحوبة بمباركات وزير الزراعة في حينها السيد أباظة وتصريحاته الزائفة أنه يخال نفسه عندما زار الموقع أنه في شوارع بأمريكا وليس في مصر! وطالب بضرورة أن يعاد تعديل مسار هذا المشروع القومي باعتباره عالي الجدوي الاقتصادية ويحقق أمنا قوميا علي حدود مصر الجنوبية، ويوجد فرص عمل غير محدودة لشباب مصر من العاطلين خاصة خريجي كليات الزراعة، وأن يعطي أولوية أولي بالتوازي مع مشروع تنمية سيناء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.