أكدت علوم الاقتصاد باليقين وبما لا يدع مجالا للشك، أن البورصات في جميع دول العالم تتأثر بالأحداث السياسية والاجتماعية التي تشهدها البلاد، وما إن كان هناك استقرار سياسي واقتصادي تنعم البورصات بهدوء ويترجم ذلك لحظياً علي شاشات التداول، في ارقام خضراء، أما إذا حدث العكس من ذلك في ظل توترات واضطرابات سياسية أو اقتصادية او حتي اجتماعية، فيترجم في صورة ارقام حمراء عبر الشاشات ينتج عنها خسائر فادحة للمستثمرين . أما عندنا في مصر فالأمر اختلف كثيرا بصورة جعلت حتي عتاة الاقتصاد في العالم، ان يقفوا عاجزين عن تفسيره خاصة بعد أن اتجهت البورصة للصعود المتواصل من خلال عدة جلسات متتالية، متجاهلة في ارتفاعاتها ما يجري في الشارع المصري من توترات واحداث عنف وشهداء يسقطون بالعشرات، بل وتجاهلت "المولوتوف"، وتأزم الموقف السياسي بين القوي والتيارات والأحزاب السياسية المختلفة في مصر . الغريب في الأمر أن البورصة بالرغم من كل تلك الظروف الصعبة وما حدث في بورسعيد والسويس وفرض حظر التجوال وفرض حالة الطوارئ إلا أن البورصة استقبلت تلك الأحداث بارتفاع، وحققت أغلب الأسهم ارتفاعات غير منطقية وغير مبررة بالمرة، مما جعل خبراء التحليل الفني وحتي المحللين وخبراء الاقتصاد بالسوق المصري يتعجبون من هذا السيناريو . وحذر خبراء من أن تكون ارتفاعات البورصة وهمية او بمعني ادق ارتفاعات سياسية أكثر مما هي ارتفاعات حقيقية، تنم عن ارتفاع حقيقي للاسهم جراء عمليات البيع والشراء الذي يتم علي شاشة التداول . من جهته أكد المحلل الفني للاسواق العربية بشركة "اي سي ان" محمد الجندي، السوق المصري يتجاهل الإضرابات السياسية ويستأنف الصعود لاستكمال النموذج التوافقي الايجابي الأضلاع الثلاثة الدافعة والذي يقود المؤشر المصري الثلاثيني لمحو جزء كبير من هبوط البورصة خلال فترة الثورة المصرية باستهدافه مستوي 6400 نقطة ، وهي المستهدف الأول للنموذج التوافقي ومن خلال اسم النموذج وهو الأضلاع الثلاثة الدافعة فبداية هذه الأضلاع من مستوي 3578 صعودا لمستوي 5473، صحح هذا الضلع بنسبة 78 .6% فيبوناتشي عند مستوي 4027، أما الضلع الثاني بدايته من مستوي 4027 صعودا لمستوي 6024 بنسبة 127% لطول الضلع (Cascade) وهي شركة الاستثمارات المملوكة بالكامل لبيل جيتس، وشركة ساوث إيسترن لإدارة الأصول وشركة دايفيز سيلكت أدفيزرز وفي حاله نجاح هذا التحالف فيسكون اضافة جديدة لمسلسل بيع الشركات المصرية بعد إتمام صفقة البنك الأهلي سوسيتيه جنرال لبنك قطر الوطني، وصفقة شركة "إي إف جي هيرمس" إلي مجموعة كيو إنفست القطرية . الا انه يحافظ علي اتجاهه الصاعد علي المدي المتوسط من تكون قيعان صاعدة وقمم صاعدة وأيضا المستمر بالتداول أعلي المتوسط الحسابي 50 يوما . وقالت مؤسسة "فيتش" للتصنيف الائتماني، الاربعاء الماضي، إن مصر تواجه مخاطر خفض تصنيفها مجددا إذا لم تتمكن من إجراء انتخابات برلمانية تقبلها معظم القوي السياسية في البلاد .، وتوقفت،، موجة صعود للأسهم المصرية استمرت خمس جلسات متتالية وسط عمليات جني أرباح قوية خاصة من المتعاملين العرب والأجانب، لكن المؤشر الرئيسي للبورصة عاود الارتفاع الخميس بنسبة 2 .0% ليغلق عند 5702 .9 نقطة . وقال هاني حلمي، رئيس مجلس إدارة "الشروق" للوساطة في الأوراق المالية قد تحدث عمليات جني أرباح خلال جلسات الأسبوع المقبل لكن يظل الاتجاه العام للسوق صعودا، وأضاف لا أتوقع أي تأثير للأحداث السياسية علي السوق الأسعار تتضمن الآن أي أحداث متوقعة . تعودنا علي الأحداث مهما كانت . ويري محسن عادل، نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل والاستثمار، أن مبادرات نبذ العنف أدت إلي تحفيز القوي الشرائية في السوق . ودعت قوي سياسية إلي التظاهر غدا فيما أطلقت عليه جمعة الكرامة الإنسانية للاحتجاج ضد الرئيس محمد مرسي والمطالبة بالقصاص لضحايا العنف في الاحتجاجات الأخيرة . وقال كريم عبد العزيز، الرئيس التنفيذي لصناديق الأسهم في البنك الأهلي لإدارة صناديق الاستثمار، هدوء الشارع السياسي الآن سيمثل عاملا سلبيا للسوق، كلما هدأت الأوضاع في الشارع هدأت أيضا في السوق، واستقر دون تغير، السوق سيسير عرضيا مع ميل تجاه النزول خلال الأسبوع المقبل . . وركز المحللون علي تأثير انخفاض احتياطيات النقد الأجنبي علي السوق، وقال عبد العزيز، إن هذا سيكون له تأثير سلبي كبير وخاصة لدي المتعاملين الأجانب، أتوقع وجود ضغوط بيعية من قبل الأجانب حتي يقوموا بتسييل أموالهم وسط وجود أزمة للدولار في البلاد . . وفقد الجنيه المصري 8% من قيمته مقابل الدولار منذ أن غير البنك المركزي سياسته المتعلقة بالعملة في أواخر ديسمبر لتفادي أزمة حادة .وقال عادل السوق يتعطش خلال الفترة الحالية لظهور أنباء جديدة أو حدوث استقرار سياسي يمهد لحراك اقتصادي يحفز السيولة علي العودة مرة أخري كقوة محركة للتعاملات، عدم تجدد الاشتباكات الدامية أو وقوع ضحايا جدد سيدعم استمرار الأداء الإيجابي للبورصة . ويتوقع إبراهيم النمر من نعيم للوساطة في الأوراق المالية صعود السوق الأسبوع المقبل مستهدفا مستوي 5900 نقطة، وقال الأسهم الصغيرة والمتوسطة ستشهد نشاطا أكبر من الأسهم القيادية . من جهته أكد الخبير الاقتصادي محمد الغرباوي أن ارتفاعات البورصة خلال الفترة الماضية وتحديدا في اسبوع الازمة السياسية، قد يكون شيئا غريبا أو ارتفاعا سياسيا غير حقيقي لطبيعة السوق، مشيرا إلي أن البورصة عانت كثيرا في أوقات الأزمات وتكبدت خسائر فادحة جراء الاحداث السياسية والقرارات، خاصة منذ الاعلان الدستوري في نوفمبر من العام الماضي حيث فقدت البورصة اكثر من 43 مليار جنيه في ثلاث جلسات فقط، ومن بعدها تزايدت الخسائر مع زيادة حدة العنف في الشارع إلا انها تداركت الموقف واوقفت نزيف الخسائر، ثم في الاسبوع الماضي كانت الارتفاعات . وشهد عدد من الأسهم المقيدة بالبورصة ارتفاعات غير مبررة، خلال جلسة البورصة الاسبوع الماضي، وصلت الي حد ال 10%، وبدون وجود أية أحداث جوهرية تؤثر علي سعر السهم، وشهدت أسهم الإسماعيلية الوطنية للصناعات الغذائية "فوديكو"، ودلتا للانشاء والتعمير والقناة للتوكيلات الملاحية ارتفاعات، دفعت إدارة البورصة لايقاف التعامل علي أسهمها لمدة نصف ساعة بعد تخطيها النسبة المقررة للارتفاع والمحددة ب5% من جانب الهيئة العامة للرقابة المالية . وأفادت شركتا "فوديكو"، و"القناة للتوكيلات"، إدارة البورصة، بأنه لا توجد أية أحداث جوهرية تؤثر علي سعر السهم في البورصة، من جانبها، قررت إدارة البورصة إلغاء جميع العمليات المنفذة علي أسهم "فوديكو"، وإيقاف تداول السهم لحين الرد علي استفسارات البورصة، وأنهي سهم "فوديكو" تعاملات جلسة الثلاثاء الماضي، قبيل ايقاف تداوله، علي ارتفاع نسبته 7 .5% ليغلق عند 11 .4 جنيه بعد افتتاحه عن 10 .73 جنيه للسهم، فيما أنهي سهم "دلتا للانشاء" تعاملاته علي ارتفاع نسبته 9 .9 ليغلق عند 6 .95 جنيه بعد افتتاحه عند 6 .32 جنيه . وكان مسئول بالبورصة قد كشف عن رصد نحو 19 حالة تلاعب علي الأسهم خلال الأسبوعين الماضيين، موضحا أن إدارة البورصة قامت بإلغاء العمليات التي تم تنفيذها عليها لمخالفتها المادة (321) من الباب الحادي عشر من اللائحة التنفيذية للقانون 95 لسنة 1992 والبندين "7" و"9" .