في دعوة كريمة من غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات كان لنا لقاء ساخن كرؤساء أو أعضاء ممثلين لجميع شعب الصناعات الغذائية في مصر مع مندوب وزارة التجارة بتوع الفراخ والسمك، والزيوت والخضار والمربي واللبن والشيكولاته حتي الخميرة.. إلخ لمناقشة اتفاقية التبادل التجاري بين مصر والشقيقة الإسلامية تركيا والميزان التجاري السلبي دائمًا بيننا (أي لصالح تركيا) وماذا تقترح تركيا من تخفيضات جمركية علي السلع التي تود تصديرها إلينا.. ومن بينها لحوم وأحشاء وأطراف الدواجن وبيضها.. واقترحت تركيا أن نفتح الباب لمنتجاتها دون جمارك ويا للعجب.. أصبحت مصر ملطشة.. فراخ ولحمة من أمريكا اللاتينية.. عجول من أثيوبيا والسودان أكل من أوكرانيا والصين أغنام من استراليا وأفريقيا.. وأمراض مستوردة وغريبة علينا لا حد لها.. ما الذي يحدث في مصر؟! هل هناك اتجاه لزيادة التبادل التجاري الإسلامي في الفترة المقبلة؟ وإلا ما معني استيراد دواجن من الخارج وصناعتها تحتضر وفي طريقها للإفلاس والإغلاق بعدما تردي الوضع وشمل كل جوانبها من بعد الثورة الرشيدة.. خامات أعلاف ارتفعت أسعارها بما يزيد علي 30% غاز للتدفئة منعدم رغم مقترحاتنا في هذا الصدد لتخفيف الأعباء عن الدولة.. سولار وديزل.. ناقص بالسوق ووصل العجز في بعض الأحيان إلي حد العدم.. إضرابات عمالية وفئوية.. معظمها بلا مبرر.. أمن وأمان في حكم المنعدم.. سيارات علف ودواجن ونقدية يتم السطو عليها.. قوة شرائية متدنية.. سياحة تعتمد في أكلها علي الدواجن تقلصت.. النتيجة فراخ مكدسة بالمزارع وصلت أوزانها إلي 2 كيلو جرام قائم حي.. كتاكيت تسمين لا تجد مشترياً لها.. خسارة كيلو الفراخ الحية بالمزارع حيث تباع وصل إلي جنيه -جنيه ونصف للكيلو أي أن الدجاجة الواحدة تصل خسارتها إلي 2-3 جنيهات أما عن كتاكيت التسمين فحدث ولا حرج تكلفة انتاجه حوالي 3 جنيهات وثمن بيعه من جنيه إلي جنيه ونصف الجنيه فإذا ما أضفنا ثمن الأعلاف وتكلفة نقله وصعوبة وصوله لينفق الدجاج من الجوع ثم يصعب التسويق.. لعدم وجود مشتر وتدني السعر.. والسطو علي السيارات ليلاً.. ما هذا الذي يحدث في مصر؟ 2 مليون عامل بالصناعة في طريقهم للتشرد.. الصناعة ستغلق أبوابها بالفعل.. وستتشرد ملايين الأسر. الجبنة البيضاء ب24 جنيها، اللحم الأحمر ب55 جنيها، السمك ب25 جنيها، الفراخ الحية ب 9 جنيهات كيلو الطعمية المقلية ب11 جنيها أليس من الحرام الضرب في الميت؟ ماذا تريد الدولة من العاملين بهذه الصناعة ومستثمريها؟ ألا يكفي ما تعيشه من خراب؟ ناقصين تركيا لتسرع في القضاء علي ما تبقي بالإنعاش؟ الصناعة يتيمة ولا يجد من يرعاها كنا نصدر ونبيع لدول الجوار بما فيها تركيا من منتجاتنا الداجنة بعد أن حققنا الاكتفاء الذاتي حتي عام 2006 حيث توقفنا لوبائية أنفلونزا الطيور عندنا.. ولا زالت وكنا نطمع في التخلص منها ولكن يبدوا أن الأمر بات مستحيلا بعد 7 سنوات من استيطانها. ما يحدث لهذه الصناعة من تلطيش لا يرضاه إنسان علي وجه الأرض.. تجار يستوردون من الخارج بحثا عن مكاسب وإسراعها في الصناعة ليخلوا الجو لهم والاحتكار.. أين الأجهزة الحكومية التي تبحث عن حماية المستهلك ومنع الاحتكار ومحاربة الإغراق.. أين سياسة الدولة لحماية الاستثمار والحفاظ علي آدمية المواطن؟! يغنينا الله عن تركيا وفراخها.. وكفاية علينا منها ما حدث في خمسينيات القرن الماضي عندما استدعي الزعيم الراحل جمال عبدالناصر وزير الاقتصاد الألماني في ذلك الوقت لودفينج أيرهارد في حكومة المستشار الألماني كونراد اديناور لسؤاله عن كيفية النهوض بالاقتصاد المصري فقال له عليكم بأمرين.. بيع الشمس أي الاهتمام بالسياحة.. وإيفاد 2 مليون مصري إلي ألمانيا في مختلف التخصصات للإقامة الدائمة والمساهمة في إعادة إعمارها بعد خروجها منهكة من الحرب العالمية الثانية وسيقومون بتحويل مدخراتهم لبلادكم ويوفروا المصروفات.. إلخ وليوافق الزعيم الراحل حفاظا علي القومية العربية وعيب أن نستأجر لدي الغير!! وقامت تركيا بإرسال هذه الملايين في عهد ايرهارد بعدما صار مستشارًا لألمانيا بعد اديناور وكونوا أكبر جالية أجنبية بألمانيا يعيشون فيها الآن تجارًا ومهنيين وأغدقوا علي بلادهم بالخير كل الخير.. فإذا رغبت تركيا في إرسال دجاج بلا جمارك تسرع في تسريح العمالة وإغلاق البيوت فعلي هذاالميزان التجاري أن يتضمن إرسال 2 مليون مواطن مصري إليها بأسرهم.. بصراحة حرام.. وبصراحة عيزين الحكومة تسأل علينا. شفاك الله وعفاك يا مصر والله المستعان نائب رئيس اتحاد منتجي الدواجن