هل يتكرر مسلسل ارتفاع اسعار الدواجن بسبب الحمي القلاعية التي أصابت الأبقار مثلما حدث خلال فترة الاصابة بجنون البقر منذ سنوات؟ هذا السؤال يتردد في كل بيت بعد أن أحجم الكثيرون عن تناول لحوم الابقار خوفا من الحمي القلاعية مع زيادة استهلاك اللحوم البيضاء وفي مقدمتها الدواجن في البداية أنقسمت الآراء بين التجار وبعضهم فيما يري البعض ارتفاع أسعار الدواجن وتوقع الزيادة في الاسعار في الفترة المقبلة يري البعض أن الاسعار لا تزال مستقرة وإن تراوح السعر ما بين جنيه إلي نصف جنيه ما بين اليوم والآخر, بينما يقول محمد الأمين مصيلحي أحد تجار الدواجن إن اسعار الجملة خلال الاسبوع الماضي وصلت الي19.50 للكيلو يري المهندس مصطفي هاشم مربي وتاجر دواجن وبيض إن انه يحسب البورصة اليومية للدواجن يتحدد سعر اليوم إلي ثلاثة أيام مقبلة وبينما كان سعر الكيلو بالبورصة13.50 وصل اليوم السبت إلي13 جنيها فقط.. وهنا يؤكد المهندس مصطفي أن تأثير الحمي القلاعية لم يظهر واضحا علي اسعار الدواجن خلال هذه الفترة علي الأقل.. بينما يري أن التأثير علي الاسعار يومي نظرا لأنه مصدر مميز للبروتين. وكثيرا ما يظهر الاقبال أو الضغط علي اسواق الدواجن خلال شهر مارس وقد ترتفع الأسعار خلال الفترة المقبلة قليلا خلال شم النسيم.. ويري أن ما يؤثر علي اسعار الدواجن دائما هو اسعار الاعلاف والاصابات. ويؤكد أنه بينما كان سعر الكيلو منذ ثلاثة أيام15 جنيها للدجاج الابيض نبيعه اليوم ب50,14جنيه كما تراوح سعر كيلو البانية ما بين31 و32جنيها, والكبد والقوانص16 جنيها للكيلو بينما وصل سعر الفراخ الحمراء إلي18 جنيها للكيلو ويشير الي ان هذه الاسعار ليست ثابتة طوال الايام فلكل يوم سعره يحسب الاقبال وحسب الاسواق فهناك مواطنون يتقبلون لحوم الدجاج اكثر من اللحوم الحمراء وهنا تكون القضية عرض وطلب وكذلك بحسب دورة التسمين داخل المزارع وهي حوالي ثلاث دورات علي مدار السنة فعند خروج الدورة تنزل الاسعار في الاسواق نظرا لكثرة المعروض ولكن عندما يشح المعروض ترتفع الاسعار وهكذا. أما فرج عبدالقادر تاجر دواجن في ميدان الجامع مصر الجيدة يتحسب من ارتفاع الاسعار في الفترة المقبلة بقوله برغم ان البورصة تحدد الاسعار بشكل يومي إلا ان بعض التجار الكبار يرفعون الاسعار ومنهم من يستند الي عزوف الناس عن تناول اللحوم الحمراء ويؤكد ان سعر الكيلو وصل منذ أربعة ايام الي21 جنيها للمستهلك للفراخ البيضاء واليوم يباع ب19.50 بينما سعر الجملة18.50 و19 جنيها ويرجع ذلك إلي أن اصحاب المزارع الكبري لديهم الامكانات لحجز واحتكار الدواجن حتي يرتفع اسعارها ولكنه يشير في الوقت نفسه إلي ان هذه النوعية من المزارع تعتبر الاكثر ضمانا للانتاج السليم من الدواجن والنوعية الفاخرة. وفيما يري دكتور عبدالعزيز السيد رئيس شعبة الثروة الداجنة بالغرفة التجارية ان التخوف من انخفاض المعروض من الدواجن وارتفاع اسعارها خلال الفترة المقبلة لايرجع فقط الي انتشار الحمي القلاعية بين الماشية, ولكن إلي أسباب اخري عديدة ومنها الامراض العديدة التي تصيب الدواجن ومنها النيوكاسل وIB وHg وكلها فيروسات تسبب مشكلات كبيرة للمربيين. ويضيف ان انتاجنا من الدواجن انخفض خلال عدة شهور بنسبة كبيرة بينما كان في رمضان الماضي حجم الانتاج مليوني طائر وصل اليوم إلي2,1 مليون طائر فقط ولهذا يكون لدينا فجوة كبيرة في ظل وجود أمراض اللحوم الحمراء.. حيث يتجه المواطن إلي استهلاك اللحوم البيضاء فإذا أضفنا إلي ذلك المواسم المقبلة علينا والتي نحتاج فيها إلي انتاج اكبر.. فالواقع يقول غير ذلك حيث لن يكون لدينا سوي دورتين انتاجيتين فقط والدورة تعني45 يوما لانتاج المزرعة والتطهير والتعقيم ولهذا فإنه إذا لم تتعاف هذه الصناعة خلال الدورتين القادمتين فستصبح لدينا مشكلة كبيرة سوف تواجهنا خلال شهر رمضان المقبل بعد اربعة أشهر نظرا لان الاستهلاك يرتفع بشكل ملحوظ خلال شهر رمضان وذلك بنسبة من20 إلي30% لذا سوف ترتفع اسعار الدواجن حسب تقديري الشخص كما يقول من25% إلي40% وذلك في ضوء المعطيات السابقة ولكن في حال ارتفاع الانتاج لن تكون هناك مشكلة.. وعن أسباب المشكلة يقول لدينا أمراض متعددة وصلت مزارع الدواجن وتسببت في مشكلات عديدة للمربين ولهذا علي كل فرد ان يقوم بالدور المنوط به سواء من المربين أو المراقبين او غيرهم.. مثلا علي المربي ان يلتزم بعوامل الأمن والامان الحيوي داخل المزرعة وهي التي تمثل60% من وسائل القضاء علي الفيروس وللاسف هذا غير معمول به في غالبية مزارعنا.. ويؤكد ذلك بانهم قاموا بعمل بحث علي75 مزرعة دواجن وكانت النتيجة عدم تطبيق وسائل الأمان داخلها مثل القيام بالتطعيمات حسب البرامج المحددة من عمر يوم وحتي خروج الدورة الانتاجية. ثانيا: يقول إن علي الحكومة دورا حيث إن المشكلة حدثت نتيجة ازمة اسطوانات البوتجاز في جو الشتاء القارص الذي لم يحدث منذ10 سنوات وادي ذلك إلي نفوق القطعان وخسارة المربين بشكل كارثي. ولهذا يطالب دكتور مصطفي ان يكون هناك تخصيص حصص من الغاز لمزارع الانتاج الداجني خاصة في فصل الشتاء حيث إن نحو70% من هذه الصناعة هي صناعة صغيرة تعتمد علي التدفئة المدعمه بالغاز.. ونحن نطالب بتوفيرها من خلال المحليات حتي بدون دعم, فقط ان تكون متوفرة وهذا هو الحل السريع لتقوم الصناعة مرة أخري. كما يطالب بان تكون هناك رقابة صارمة من جانب إدارة الطب البيطري لتطبيق إجراءات الأمان الحيوي في المزارع وإجراء التطعيمات في اوقاتها ومحاصرة العدوي في مهدها قبل الانتشار. اما علي المدي البعيد فيري رئيس شعبة الدواجن أن تقوم الدولة بالتحرك السريع لنقل المزارع الموجودة داخل الوادي والدلتا إلي الظهير الصحراوي وذلك خلال الفترة المحددة لها وهي من2 3 سنوات علي ان تعمل علي توافر البنية الاساسية لهذه الصناعة في هذه الاماكن من مصادر مياه وصرف صحي وطرق بالاضافة إلي انه يجب ترخيص جميع المزارع الموجودة حاليا بتراخيص مؤقتة علي ان يتم الغاء هذه التراخيص بعد ان يتم نقل هذه الصناعة في إطار الخطة الجديدة إلي الظهير الصحراوي. وهذا من المؤكد يعمل علي مدخلات للصناعة الداجنة لمقاومة الآفات.. وتعيين بيطريين لمجابهة ذلك حتي يتم السيطرة علي الامراض الوبائية لدينا.