د.السطوحي مصطفي: مطلوب التحرك علي كل مسارات دائرة حوض النيل د.نادر نور الدين: قرار متأخر.. ودورها مهم في تحقيق الشراكة مع دول الجنوب د.مغاوري شحاتة: خطوة تحتاج لإجراء مواز ومكثف في الاستثمار والتجارة د.محمود عبدالحي: دورها مهم لمواجهة خطط إسرائيل وتأمين العمق الحيوي هل ستنجح جامعة أسوانالجديدة التي تضم أكثر من اثني عشر كلية في جذب أبناء دول حوض النيل للدراسة بكلياتها؟ وهل ستسهم في تعميق العلاقات الثقافية والتعليمية والاقتصادية والتجارية مع هذه الدول التي تمثل العمق الاستراتيجي لمصر؟ وهل ستحظي باهتمام ودعم الرئيس المنتخب؟! وهل ستنجح أيضا هذه الجامعة في جعل أسوان البوابة الجنوبية لمصر علي دول حوض النيل؟ الخبراء والمستثمرون المهتمون بشئون دول حوض النيل أكدوا أن هذه الخطوة في غاية الأهمية لأنها يمكن أن تجعل أسوان بشكل حقيقي البوابة الجنوبية لمصر علي دول حوض النيل بحيث يتم من خلال حجر واحد وهو الجامعة صيد العديد من العصافير الاستراتيجية للأمن القومي المصري. أكد د.نادر نور الدين الأستاذ بكلية زراعة القاهرة والخبير بشئون دول حوض النيل إلي أهمية قرار المجلس الأعلي للجامعات بإنشاء جامعة أسوانالجديدة التي تضم كليات يحتاجها أبناء أسوان وأبناء الصعيد بشكل عام وأبناء دول حوض النيل التي تمثل أهمية كبيرة بالنسبة لمصر. وقال إن هذه الجامعة التي ستفتح أبوابها للدارسين من دول جنوب السودان وأثيوبيا وأوغندا وبقية دول حوض النيل ستسهم في تعميق العلاقات الثقافية والتجارية والاقتصادية والاستثمارية مع هذه الدول لتي تمثل العمق الاستراتيجي لمصر والتي يمكن من خلالها الحفاظ علي أمن مصر المائي وعلي حقوق مصر التاريخية في نهر النيل. وألمح إلي أن قرار تحويل فرع جامعة جنوبالواديبأسوان لجامعة مستقلة تهتم بأبناء دول منابع النيل قد تأخر كثيرا وكان يجب أن يصدر في بداية السبعينات من القرن الماضي ليسهم في تدعيم العلاقات بكل أشكالها مع دول حوض النيل وخاصة مع أثيوبيا وأوغندا وجنوب السودان الذي يسقط عليها وحدها في حوض بحر الغزال أكثر من 200 مليار متر مكعب سنويا لا يصل منها لمجري النيل سوي 500 مليون متر مكعب فقط والباقي يذهب للبخر والمستنقعات والحشائش!! وأشار إلي أن جذب أبناء دولة مثل جنوب السودان للدراسة في جامعة أسوانالجديدة سيدعم العلاقات الثقافية والتعليمية مع هذه الدولة الوليدة، وسيقطع الطريق بشكل أو بآخر علي خطط إسرائيل في هذه المنطقة التي تهدف إلي إعادة رسم التوازنات في حوض النيل لصالح الاستراتيجية الاسرائيلية والتي تسعي أيضا إلي اعطاء دفعة قوية لكل الصراعات والتوترات القائمة في دار فور وشمال السودان من أجل حصار مصر من ناحية الجنوب. خطوات موازية ومن جهته يري د.مغاوري شحاتة أستاذ الموارد المائية بجامعة المنوفية واحد المهتمين بدول حوض النيل أن إنشاء جامعة أسوانالجديدة التي ستحرص علي استقبال أبناء دول منابع النيل بكلياتها يعتبر خطوة في غاية الأهمية لأن هذه الجامعة ستكون بمثابةالبوابة الجنوبية لمصر علي دول حوض النيل ودول القارة الإفريقية بوجه عام. وشدد علي ضرورة أن تدعم حكومات الثورة المتعاقبة هذه الجامعة لتسهم في ايجاد روابط ثقافية وعلمية مع دول منابع النيل لتسهم أيضا في الحفاظ علي الأمن المائي لمصر ومصالحها الاستراتيجية وطالب بضرورة التوسع في تقديم المنح الدراسية لأبناء هذه الدول لكي تتاح لهم الفرصة للتعرف علي الثقافة المصرية والعربية. وأكد د. مغاوري علي ضرورة أن يصاحب هذه الخطوة نشاط واسع للمستثمرين المصريين وتدعيم للعلاقات التجارية مع هذه الدول وتوسعات في إنشاء فروع للبنوك المصرية وخاصة الأهلي ومصر والقاهرة وفروع لشركة المقاولين العرب بجانب تنشيط الدور التاريخي لشركة النصر للاستيراد والتصدير وألمح إلي أهمية أن يصاحب خطوة إنشاء جامعة أسوان التي ستهتم بأبناء دول حوض النيل توسيع لمجالات التعاون التجاري والاستثماري مع دول المنابع وتنشيط للمشروعات المتكاملة التي تحافظ علي مياه النهر وتزيد من الحصص المائية لجميع الأطراف. وشدد د. مغاوري علي ضرورة تنفيذ مشروعات مائية واستثمارية كبري مع دولة مهمة مثل أثيوبيا لأنها في حاجة ملحة إلي هذه المشروعات مؤكدا أنه لن يجدي معها رغم أهمية ذلك تنشيط للعلاقات الثقافية والعلمية أو افتتاح فروع للجامعات المصرية فقط. تحرك شامل وأشار السطوحي مصطفي رئيس جمعية مستثمري أسوان إلي أهمية الخطوة التي اتخذها المجلس الأعلي للجامعات والتي تهدف إلي تحويل فرع جامعة جنوبالواديبأسوان لجامعة مستقلة تضم 9 كليات جديدة تبدأ الدراسة بها هذا العام أهمها: كلية تكنولوجيا المصايد والأسماك وكلية الزراعة والموارد الطبيعية وكلية الآثار.. إلي جانب كليات: الطب البشري واللغات والترجمة والسياحة والفنادق والتمريض والتجارة. ولفت إلي أن هذه الجامعة الجديدة قام السادات بوضع حجر الأساس لمنشآتها عام 1970 ولكنها للأسف لم تر النور إلا في عام 2012. وأكد السطوحي علي ضرورة التحرك مع دول حوض النيل في جميع المسارات في وقت واحد: المسار التعليمي والعلمي والثقافي والتجاري والاستثماري والاقتصادي.. فكل هذه الجوانب مهمة في التعامل مع ما يمكن أن نسميه بالدائرة النيلية المهمة بالنسبة لمصر. ونبه السطوحي مصطفي علي ضرورة أن يصاحب خطوة إنشاء جامعة أسوان افتتاح فروع لجامعتي القاهرة والإسكندرية بدول منابع النيل الرئيسية ونشاط واسع للمستثمرين المصريين وللاتحاد المصري لجمعيات المستثمرين ولشركتي النصر للتصدير والاستيراد والمقاولون العرب الي جانب تحرك جاد من جانب الدولة ومن القطاع الخاص المصري بهدف تنشيط حركة الاستثمار والتجارة بين مصر والبلدان الافريقية الواقعة في حوض النيل. مواجهة خطط اسرائيل ومن جانبه اكد الدكتور محمود عبدالحي مدير معهد التخطيط القومي واستاذ العلاقات الاقتصادية الدولية علي اهمية إنشاء جامعة بمحافظة اسوان تهتم بدول حوض النيل وقال إن هذه الخطوة قد تأخرت كثيرا لان هذه الدول وعلي وجه الخصوص اثيوبيا واوغندا وجنوب السودان تعتبر العمق الحيوي والاستراتيجي لمصر، حيث يصل لمصر من اثيوبيا 85 % من مياه النيل. ولفت د. عبدالحي الي ضرورة ان يصاحب هذه الخطوة تدعيم للعلاقات التجارية والاستثمارية والاقتصادية مع هذه الدول، وتوسع في تقديم المنح الدراسية من وزارة التعليم العالي ومن جامعة الأزهر لأبناء هذه الدول.. بجانب الحرص علي إجراء دراسات مشتركة بين الجامعات المصرية وجامعات دول حوض النيل. وأشار د.عبدالحي إلي أن الحل الجذري لأزمة المياه مع دول حوض النيل يجب أن يعتمد علي تفضيل العلاقات الثقافية والتعليمية والتجارية والاقتصادية في آن واحد مع دول حوض النيل مثلما كان يفعل الرئيس السبق جمال عبدالناصر في فترة الستينيات من القرن الماضي. ونبه علي أن تنشيط هذه العلاقات التعليمية وغيرها مع جامعة أسوان بحكم قربها من دول الحوض سيقطع الطريق علي إسرائيل التي تحاول التغلغل في هذه الدول وضرب مصالح مصر في هذه المنطقة الاستراتيجية. توازن المصالح ومن جهته يري علاء السقطي رئيس جمعية مستثمري مدينة بدر الصناعية وأحد المستثمرين الكبار في أثيوبيا وجيبوتي أن حل الأزمة مع دول حول النيل يجب أن يعتمد بجانب تفعيل العلاقات الثقافية والتعليمية مع الجامعات المصرية علي توازن المصالح وتنشيط العلاقات التجارية والاستثمارية مع دول حوض النيل وتحديدا مع دول مثل جنوب السودان وأثيوبيا وأوغندا. ودعا إلي تنشيط دور اتحاد جميعات المستثمرين ورجال الأعمال في هذه الدول في الفترة المقبلة.. وحاول أن يقارن بين الدور الذي تقوم به حاليا الصين في دول حوض النيل وبين الدور المصري الذي تراجع كثيرا خلال السنوات الماضية في هذه الدول. وقال يجب أن نتعلم من الصين التي سعت بكل الطرق إلي التركيز علي القارة الإفريقية من خلال زيادة الاستثمار وتفعيل منتديات التعاون الصيني الإفريقي وتوقيع بروتوكولات تعاون في مجالات الاستثمار والتعدين والبترول والتنمية والتدريب ونقل التكنولوجيا.