بعد قيام سلفاكير رئيس جمهورية جنوب السودان بزيارة خاطفة لإسرائيل مؤخرا التقي خلالها برئيس الدولة العبرية شيمون بيريز ورئيس الوزراء نتنياهو والعديد من الشخصيات الأخري.. هل تسارع مصر إلي تعميق علاقاتها التجارية والاقتصادية والاستثمارية بهذه الدولة الوليدة االتي أعلن استقلالها في 9 يوليو 2011 وأصبحت عضوا في الأممالمتحدة في 14 يوليو من نفس العام؟! سؤال طرحه "الأسبوعي" علي عدد من المستثمرين والخبراء فأكدوا أهمية قطع الطريق علي خطط إسرائيل في هذه المنطقة التي تسعي من خلالها إلي الاضرار بمصر وحصارها من الجنوب. وشددوا علي ضرورة تعميق الشراكة الاقتصادية والتجارية مع السودان الجنوبي ليكون خط الدفاع الأول الذي يمكن من خلاله الحفاظ علي أمن مصر المائي وعمقها الاستراتيجي. طالب الخبراء بتحقيق أقصي استفادة ممكنة من خلال المشروعات المشتركة من موارد جنوب السودان المائية والذي يسقط عليه في حوض بحر الغزال وحده أكثر من 200 مليار متر مكعب سنويا لا يصل منها لمجري النيل سوي 500 مليون متر مكعب فقط والباقي يذهب للبخر والمستنقعات والحشائش. كشف د.نادر نور الدين أستاذ الموارد المائية بزراعة القاهرة والخبير بشئون حوض النيل عن طبيعة العلاقة التي تربط بين إسرائيل ودولة الجنوب لافتا إلي أن التواجد الإسرائيلي في هذه الدولة الوليدة يسعي إلي اعطاء دفعة قوية لكل الصراعات والتوترات القائمة في شمال السودان.. وخاصة في دارفور من أجل حصار مصر من ناحية الجنوب وإعادة رسم خريطة التوازنات في دول منابع النيل التي تمثل العمق الاستراتيجي لمصر. الشراكة الاقتصادية وشدد نور الدين علي أهمية تعميق الشراكة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية مع جمهورية جنوب السودان التي تزيد مساحتها علي ال700 ألف كم2 وتضم موارد مائية ضخمة غير مستغلة تتجاوز ال200 مليار متر مكعب سنويا. لفت إلي أهمية قطع الطريق علي خطط إسرائيل في المنطقة التي تهدف إلي إعادة رسم التوازنات في حوض النيل لصالح الاستراتيجية الاسرائيلية مشيرا إلي ضرورة أن تسعي مصر لتشجيع إقامة علاقة تعاونية قوية بين شمال السودان وجنوبه وأيضا تشجيع الاستثمار المصري والعربي في جنوب السودان. اقتصاد الجنوب ومما لا شك فيه أن دولة جنوب السودان كما تشير الورقة البحثية التي أعدها د. أحمد مجذوب استاذ الاقتصاد بجامعة أم درمان سوف تواجه صعوبات في تدبير الاحتياجات والخدمات الأساسية لمواطنيها بسبب عدم القدرة علي بناء هياكل ومؤسسات مستقرة في المجالات الاقتصادية والامنية والسياسية. وأشار د. مجذوب إلي أن التدفقات المالية الناتجة عن النفط لن تستطيع وحدها أن تحدث نقلة اقتصادية عاجلة علي المستويين القصير والمتوسط في الجنوب بسبب غياب البنية التحتية القوية والقدرات الإنتاجية والبشرية المحدودة. وعلي المدي الطويل كما يقول د. أحمد مجذوب الجنوب يحتاج إلي خطة اقتصادية شاملة وإلي تطوير الإيرادات النفطية التي تعتمد عليها موازنة الجنوب بنسبة 99% وإلي استكمال البنية التحتية المتعلقة بانتاج وتسويق النفط.. كما يجب الاخذ في الاعتبار حسبما يشير د. مجذوب الصراعات القبلية التي يمكن أن تحدث بين الحين والحين.. وأثر الأجندة السياسية علي استقرار الدولة الجديدة. خطط إسرائيل ويشير د.مغاوري دياب الخبير في شئون دول حوض النيل ورئيس الجمعية العربية للمياه إلي أن إسرائيل التي تسعي حاليا لعمل علاقة عضوية دائمة مع جنوب السودان التفتت منذ وقت مبكر إلي أهمية الاستفادة من الصراع الذي دار طويلا في جنوب السودان وألمح إلي أن السودان الشمالي والجنوبي بمساحتهما الشاسعة وثرواتهما الهائلة