أم تعاون اقتصادي وموارد مائية؟! الخبراء: إنفصال الجنوب بشكل حضاري لن يؤثر علي الأمن المائي يجب علي مصر أن تتعلم من التجربة الصينية وتنشط دورها الاستثماري في الجنوب مطلوب: تنشيط حركة النقل البري والبحري والجوي إيجاد مناخ مساند ومشجع للاستثمار ما مستقبل العلاقات المصرية مع جنوب السودان في حال انفصاله عن الشمال في استفتاء العام المقبل؟ وكيف يمكن تنشيط الدور المصري علي جميع المستويات الاقتصادية والتجارية والسياسية والثقافية في الجنوب؟ وهل سيتم الانفصال بشكل حضاري؟ وما أثارة علي مصر علي مستوي الأمن المائي؟.. تساؤلات مهمة طرحتها "الأسبوعي" علي عدد من الخبراء فأكدوا أن انفصال الجنوب في حال حدوثه بشكل حضاري وبدون مشكلات ستكون آثاره ايجابية علي مصر وشمال السودان ولن يؤثر علي الامن المائي لمصر. وطالبوا بضرورة دعم آفاق التعاون الاقتصادي والاستثماري.. وإيجاد مناخ مساند ومشجع للاستثمار في الجنوب.. وشددوا علي ضرورة تنشيط حركة النقل البري والبحري والجوي مع السودان شماله وجنوبه بجانب السعي بجدية من أجل تحقيق أقصي استفادة ممكنة من ال212 مليار متر مكعب أمطار تسقط سنويا علي جنوب السودان. يشير د. حمدي الصوالحي أمين عام الجمعية المصرية للاقتصاد الزراعي. والذي يعد حاليا لمؤتمر سنوي كبير يعقد في اكتوبر القادم حول آفاق التعاون الزراعي المصري السوداني الافريقي إلي أهمية وضع استراتيجية وخطط بعيدة المدي لتحقيق أقصي استفادة مشتركة ممكنة من الموارد المائية الضخمة التي يمتلكها جنوب السودان.. حيث يسقط في حوض بحر الغزال وحده بجنوب السودان أكثر من 212 مليار متر مكعب سنويا لا يصل منها لمجري النيل سوي 500 مليون متر مكعب فقط، والباقي يذهب للبخر والمستنقعات والحشائش!! الاستثمار في الجنوب وشدد الصوالحي علي ضرورة تنشيط آفاق التعاون الاقتصادي وتنشيط الاستثمار الموجه لجنوب السودان من أجل المساهمة في تنفيذ عدد من المشروعات المائية والسدود المتعددة الاغراض لتحقيق أقصي استفادة ممكنة من الموارد المائية الضخمة التي يمتلكها جنوب السودان والتي يمكن أن توفر لمصر في حال استكمال انشاء قناة جونجلي أكثر من 5 مليارات متر مكعب من المياه عبر نهر النيل ومثلها للسودان. ولفت إلي أن هناك احتمالا كبيرا لانفصال جنوب السودان عن شماله بعد استفتاء العام المقبل وما سوف يترتب علي ذلك من آثار علي الموارد المائية المتاحة لمصر لكل من شمال السودان وجنوبه وعلي الحصص المائية الحالية والحصص المائية المستقبلية التي ستنتج عن استكمال مشروع قناة جونجلي ومشروعات أعالي النيل الأخري. إنفصال الجنوب اننانريد كما يقول هاني رسلان الخبير بالشئون السودانية بمؤسسة الاهرام أن يتم انفصال الجنوب في حال حدوث ذلك عبر الاستفتاء بشكل حضاري لأن الانفصال اذا حدث بمشكلات وبشكل عدائي سيكون مقدمة لوجود كيانين متصارعين. مشيرا إلي أن هذا سيترتب عليه آثار سلبية علي مصر من ناحية وشمال السودان من ناحية أخري خاصة بعد دخول مبادرة حوض النيل لطريق مسدود وبعد أن أعلنت دول منابع النيل السبع عن موقفها الخاص في مؤتمر وزراء المياه الذي عقد مؤخرا بشرم الشيخ. من أجل ذلك يجب أن تسعي مصر بجدية كما يقول رسلان لعمل مشروعات مائية مشتركة تستفيد من 212 مليار م3 من الامطار التي تسقط سنويا في حوض بحر الغزال بجنوب السودان بجانب الحرص علي أن يكون لمصر تواجد قوي في الجنوب في مجالات عديدة أخري مثل التعليم والصحة والكهرباء ومياه الشرب والطرق وغير ذلك من أجل الحفاظ علي عمق مصر الاستراتيجي وعلي أمنها المائي.