بعد أن احتلت الصين المركز الثاني في الاقتصاد العالمي أصبحت تعرف باسم "مصنع العالم" وبيعت المنتجات "المصنوعة محليا في الصين" في كل مكان وأصبحت السوق الصينية مكانا تتنافس فيه المؤسسات العابرة للقارات بفضل إمكانيات السوق الكبيرة مع ارتفاع القوة الشاملة الاقتصادية الصينية؛ ولذا لجأت العديد من المؤسسات الأجنبية الي تصميم منتجات وماركات خاصة للسوق الصينية وفضل التجار المعاصرون اغتنام الفرص التجارية الخيالية حيث أدخلوا المنتجات والخدمات الي الصين وصنعوا المنتجات للصين حسب الاحتياجات المحددة للصينيين. وذكرت وكالة أنباء (شينخوا) في تقرير لها أن المؤسسات الأجنبية شرعت أكثر فأكثر في تصميم منتجات وماركات خاصة للسوق الصينية حيث قدمت شركة كنتاكي فرايد تشيكن "زلابية سليمة" وأطلقت شركة هيرميس ماركة "شانج شيا" وباعت شركة بي ام دبليو موديلا محددا للسيارات الفاخرة في الصين، وأنشأت شركة لوزوتيكا أكبر شركة للنظارات في ايطاليا مركز آسيا الباسيفيك للتصميم في بلدية شنغهاي حيث تخصص في تصميم المنتجات حسب ملامح وجوه الصينيين. وطبعت شركة أبل شعار "صمم في كاليفورنيا وصنع للصين" علي "تي شيرت" مجاني عند افتتاح متجرها الجديد في شنغهاي وكانت معروفة ب"صمم في كاليفورنيا وصنع في الصين" من قبل. وأشار الرئيس الصيني هو جين تاو في المنتدي رفيع المستوي بمناسبة الذكري العاشرة لانضمام الصين لمنظمة التجارة العالمية الي أنه بفضل سياسات البلاد لتعزيز الطلب المحلي فانه سيتم تحرير قوة مستهلكيها خلال السنوات الخمس المقبلة ومن المتوقع أن تنمو مبيعات التجزئة في الصين بأكثر من 15% سنويا في السنوات الخمس القادمة وستتجاوز ال 32 تريليون يوان بحلول عام 2015. وأشار تقرير من موقع الشبكة لمراقبة الاتجاهات الدولية الي ان ظاهرة "صنع للصين" تعكس اتجاه تحول الاقتصاد والقوة الاستهلاكية العالمية الي الاقتصادات الناشئة.. قال لو هاي تشينج نائب رئيس الفرع الصيني لشركة تيسكو إن الصين أصبحت ثاني أكبر اقتصاد وأكبر دولة مصدرة وثاني أكبر دولة مستوردة في العالم، وهذا يقرر السعة المنفتحة للسوق الصينية حيث ثمة مجال واسع لعمل المؤسسات الأجنبية فيه. وأشار ليو تشونج لي مدير المبيعات لشركة جينج ده تشن للخزف الي ان مقاصد المبيعات لشركته تركزت علي الأسواق الأمريكية والأوروبية في البداية.. وكانت أسعار منتجاتها عالية بالنسبة لمستوي الاستهلاك المحلي في ذلك الوقت حيث احتلت ايرادات المبيعات في السوق المحلية 6% من ايرادات المبيعات في السوق الخارجية عام 2006. وقالت "شينخوا" إن التنمية الاقتصادية والاجتماعية السريعة دفعت نحو زيادة الاستهلاك، وأوضحت المعلومات الواردة من مصلحة الدولة للاحصاء ان اجمالي مبيعات التجزئة للسلع الاستهلاكية الاجتماعية بلغ 16.3486تريليون يوان (الدولار الأمريكي الواحد يساوي نحو 6.3 يوان) في فترة يناير نوفمبر 2011 بزيادة 17% علي أساس سنوي ويعادل هذا الرقم أربعة أضعاف اجمالي مبيعات التجزئة للسلع الاستهلاكية الاجتماعية في عام 2001 كله. وقرر القادة الصينيون وضع نقاط رئيسة لتوسيع الطلب المحلي لضمان وتحسين معيشة الشعب وتسريع تطوير صناعة الخدمات ورفع نسبة ذوي الدخول المتوسطة، وذلك في مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي المنعقد في منتصف ديسمبر 2011. واعتبر المحللون ان الصين وضعت نقاطا رئيسة لتوسيع الطلب المحلي في رفع نسبة المواطنين من ذوي الدخول المتوسطة تعالج مشكلاتهم الحاسمة وتدفع إلي ازدهار السوق الاستهلاكية. وقال ليو يو هوي مدير مركز التقييم الاقتصادي الصيني لأكاديمية العلوم الاجتماعية الصينية ان خفض الضرائب يعد أمرا مهما لرفع نسبة ذوي الدخول المتوسطة، وسيزداد الاستهلاك مع زيادة نسبة دخل العائلات في الدخل القومي. وتعد امكانية التطوير والآفاق الواسعة عوامل مهمة لتفاؤل المؤسسات الأجنبية بالسوق الصينية بالاضافة الي المنجزات التي حققتها الصين. وأصدرت شركة ماكينزي تقريرا في مارس 2011 أشارت فيه الي انه من المتوقع ان تتجاوز الصين اليابان لتصبح أكبر دولة لاستهلاك الكماليات في العالم بحلول عام 2015 ولتحتل 20% من اجمالي الكماليات المستهلكة في العالم، واعتبرت جمعية الكماليات العالمية ان هذا الرقم سيتحقق في عام 2012.