في إطار جهودها لتحقيق الانفتاح الاقتصادي خاصة في القطاع المصرفي بالإضافة لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه مع منظمة التجارة العالمية في هذا الشأن قامت الصين بالسماح لعدد آخر من البنوك الأجنبية بالعمل في خمس مدن صينية بما فيها العاصمة بكين وذلك بالقيام بمعاملات مصرفية باليوان الصيني لتتساوي في ذلك مع الشركات والبنوك المحلية. وفي تصريح له أكد ليومينج كانج رئيس اللجنة المنظمة للعمل المصرفي في الصين بأن من المدن الخمس التي تم فتحها أمام البنوك الأجنبية تأتي بكين، كونمنج وزيامين بالإضافة إلي زيان في غرب البلاد وشين يانج في الشمال الشرفي مما سيعزز من فرص البنوك في التوسع في مناطق مختلفة من الصين. والجدير بالذكر أن هذا الانفتاح الأخير سوف يقوم برفع عدد المدن التي قامت الصين بفتحها أمام البنوك الأجنبية من أجل القيام بمعاملات باليوان الصيني لتصل إلي 18 مدينة. وكانت الصين قد قامت منذ انضمامها لمنظمة التجارة العالمية (WTO) عام 2001 بتذليل العقبات الجغرافية التي كانت تحد في الماضي من قدرة البنوك الأجنبية علي إقامة فروع لها في مناطق مختلفة من الصين مثل منطقة بودونج في مقاطعة شنغهاي وتشينزين علي الحدود مع هونج كونج وكجزء من الجدول الزمني المتفق عليه مع منظمة التجارة العالمية والذي استمر لمدة خمس سنوات فان الصين يوجد عليها التزام بتوسيع الرقعة الجغرافية المتاحة أمام البنوك الأجنبية من أجل التوسع في الصين لتتمكن من المنافسة بشكل قوي في السوق المصرفية الصينية بحلول عام 2006. وبحلول عام 2006 ستتمكن البنوك الأجنبية من التوسع في أعمالها لتقوم بتقديم خدمات التجزئة المصرفية باليوان الصيني وهو ما كان محظوراً عليها من قبل ومقصوراً علي البنوك التجارية المحلية والتي تدار أغلبها بواسطة الحكومة. وكان عدد البنوك التي قامت الحكومة الصينية بالسماح لها بممارسة أنشطتها المصرفية بحرية قد وصل إلي 62 بنكاً أجنبياً من 19 دولة في نهاية أكتوبر الماضي، كما تشير الإحصاءات والتقارير الاقتصادية إلي أن 223 بنكاً أجنبياً قام بفتح مكاتب تمثيل في الصين في نهاية أكتوبر الماضي مما رفع حجم الأصول المملوكة للبنوك الأجنبية في الصين إلي 4.41% في عام واحد لتبلغ قيمتها 9.553 مليار يوان صيني أي ما يعادل 35.50 مليار يورو وهذا يمثل 8.1% من حجم أموال القطاع المصرفي في الصين. ويبلغ حجم القروض سواء بالعملة المحلية أو الأجنبية التي صدرت عن بنوك أجنبية حوالي 42.267 مليار يوان بنسبة 18% من اجمالي عمليات الإقراض بالعملة الأجنبية في الصين. والجدير بالذكر أن البنوك الأجنبية كانت منشغلة خلال الفترة الماضية في القيام بخطوات استراتيجية من خلال شراء حصص من بنوك محلية صينية حيث قامت مجموعة (HSBC) القابضة بشراء 9.19% من أسهم بنك الاتصالات الذي يعد خامس أكبر بنك مقرض في الصين.